الجيش الجزائري يرفض مقترحاً دستورياً حول مشاركته في مهام خارجية

الرئاسة اضطرت لحذف نص أثار جدلاً من وثيقة التعديل

قادات الجيش الجزائري (تويتر)
قادات الجيش الجزائري (تويتر)
TT

الجيش الجزائري يرفض مقترحاً دستورياً حول مشاركته في مهام خارجية

قادات الجيش الجزائري (تويتر)
قادات الجيش الجزائري (تويتر)

أكدت مؤسسة الجيش بالجزائر، رفضها جزئية وردت في التعديل الدستوري الذي سيعرض على الاستفتاء بعد أقل من شهرين، تتعلق بالسماح لجيش البلاد بالمشاركة في عمليات عسكرية خارجها لـ«استعادة السلم». وعدّت قيادة الجيش ذلك، «أثقالا على كاهل الدولة»، واقترحت تبديل عبارة «استعادة السلم» بـ«حفظ السلام». ويعني ذلك، بحسب مراقبين، رفضا من جانب القيادة العسكرية، إقحام الجيش في معارك محتملة على أرض غير أرضه.
وجاءت هذه الملاحظات، في وثيقة رفعتها وزارة الدفاع الوطني إلى الرئاسة، عشية إحالة وثيقة الدستور على النقاش والتصويت عليها، بـ«المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، والذي تم أول من أمس، في انتظار المصادقة عليها اليوم، بـ«مجلس الأمة» (الغرفة الثانية).
وأكدت المؤسسة العسكرية، في مقترحاتها، أن قضية مشاركة وحدات من الجيش في أعمال بالخارج، «يمكن أن ينجر عنها عواقب من حيث الزمن والإمكانات، قد لا يكون بإمكان الجزائر التحكم فيها». واقترحت أن تتم صياغة الفقرة (المادة 31) المتعلقة بهذا الموضوع في مسودة الدستور، كما يلي: «يمكن للجزائر في إطار احترام مبادئ وأهداف الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، أن تشارك في حفظ السلم». وهو ما تم فعلا في المسودة النهائية التي ستعرض على الاستفتاء في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
واقترح الرئيس تبون في الوثيقة الأولية، أن يكون إرسال وحدات عسكرية إلى الخارج بأمر منه، وبعد موافقة ثلثي أعضاء البرلمان. والرئيس، وفق الدستور، هو وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة. لكن في الممارسة، الجهة التي تتخذ القرارات الحاسمة فيما يخص الجيش، هي قيادة أركانه والمخابرات العسكرية التي تعتبر العمود الفقري للنظام السياسي.
يشار إلى أن الجزائر تمنع، منذ استقلالها عام 1962، مشاركة قواتها في مهمات عسكرية خارج الحدود. ويوجد من ضمن اقتراحات قيادة الجيش، إلغاء فقرة في ديباجة الدستور تتناول «تلاحم الشعب مع الجيش في حراك 22 فبراير (شباط) 2019». وارتكز رأيها، في ذلك، على «كون الجيش الوطني الشعبي، هو واحد وغير قابل للتقسيم، يقوم بمهامه الدستورية والجمهورية، وتربطه علاقة وثيقة مع الشعب الجزائري في إطار التضامن والتلاحم الوطني». ويفهم من ذلك أن «العلاقة العاطفية» بين الجزائريين وجيشهم، ليست وليدة الأحداث التي صاحبت الحراك الشعبي، وإنما تعود إلى فترة ثورة التحرير من الاستعمار.
كما تم اقتراح إضافة جملة في المواد التي تتحدث عن الجيش، وهي «الجيش الوطني الشعبي، يدافع عن المصالح الحيوية والاستراتيجية للبلاد في كل الظروف».
واللافت أن لائحة مقترحات الجيش، تشمل إلغاء مقترح منصب نائب رئيس الجمهورية، وهو ما أخذت به الرئاسة إذ اختفى من المسودة النهائية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.