استبقت تركيا زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى قبرص، اليوم (السبت)، بخطوة تصعيدية جديدة في شرق البحر المتوسط؛ بالإعلان عن مناورات بالذخيرة الحية قبالة السواحل القبرصية، تنطلق بالتزامن مع وصوله. كما أعلنت رفضها البيان الصادر عن قمة قادة دول جنوب أوروبا (ميد 7) التي انعقدت في كورسيكا بفرنسا، ووصفته بالمنحاز. وأصدرت البحرية التركية، أمس (الجمعة)، إشعار «نافتكس» جديداً قالت فيه إن القوات التركية ستجري تدريبات رماية ومناورات بالذخيرة الحية بشرق البحر المتوسط، في الفترة من اليوم (السبت)، الموافق 12 سبتمبر (أيلول)، وحتى 14 سبتمبر (بعد غد «الاثنين»). وبحسب الإشعار الجديد، ستجري القوات التركية تدريباتها على الرماية والأعمال القتالية قبالة سواحل بلدة «صدر أعظم كوي» الواقعة في الشطر الشمالي من جزيرة قبرص. في الوقت ذاته، نشرت وزارة الدفاع التركية، أمس، عبر حسابها الرسمي على «تويتر»، مقطع فيديو لمناورة جديدة ضمن مناورات «عاصفة المتوسط» السنوية، التي أُجريت في الفترة من 6 إلى 10 سبتمبر بمشاركة طائرات حربية من طراز «إف - 16»، وقوات تركية وأخرى تابعة لشمال قبرص، في شرق البحر المتوسط، في ظل تصاعد التوتر مع اليونان وقبرص اللتين انضمت فرنسا لدعمهما.
وجاء هذا التطور أيضاً في الوقت الذي أصدر فيه قادة دول جنوب أوروبا السبع (ميد 7) بياناً في ختام قمتهم، أكدوا فيه استعدادهم لفرض عقوبات على تركيا ما لم تتراجع عن «تحركاتها الأحادية» في شرق المتوسط.
وعبرت تركيا عن استيائها من البيان الأوروبي. ووصفت خارجيتها البيان بـ«المنحاز والمنفصل عن الواقع»، مؤكدة أنه على اليونان الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، وذلك بعد أن انتهت، أول من أمس (الخميس)، أولى جولات الحوار العسكري الفني بين وفدين من تركيا واليونان، في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في بروكسل، دون الإعلان عن نتيجة محددة، مع الإشارة من جانب وزارة الدفاع التركية إلى أن الاجتماع الثاني سيُعقد قريباً. وقالت الخارجية التركية، في بيانها، أمس، إن العبارات الواردة في البيان المشترك للدول الأوروبية السبع «منحازة ومنفصلة عن الواقع، وتفتقر لأساس قانوني». وأضافت: «ندعو اليونان إلى التخلي عن مطالبها غير المشروعة والمبالغ فيها في المناطق البحرية... وندعو دول الاتحاد الأوروبي لدعم مطالبة اليونان بالتخلي عن نهجها أحادي الجانب».
وأضاف البيان، الذي أصدره المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، أنه يتعين على أثينا سحب سفنها الحربية المحيطة بسفينة المسح السيزمي التركية «أوروتش رئيس» من أجل نزع فتيل التوتر في شرق المتوسط. ودعا أكصوي اليونان إلى التخلي عن ادعاءاتها التي وصفها بـ«المتطرفة والمنافية للقانون الدولي»، بشأن مناطق الصلاحية البحرية في شرق المتوسط، مضيفاً أن بلاده تمتلك أطول ساحل في شرق المتوسط، كما أنها دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
واعتبر المتحدث التركي أنه من أجل ارساء الحوار والتعاون شرق المتوسط، يتعين أولاً جلوس اليونان إلى طاولة المفاوضات مع تركيا دون شروط، وتعاون القبارصة (الروم) مع القبارصة الأتراك، بما في ذلك في التنقيب عن مصادر الهيدركربون (النفط والغاز)، وتقاسم العائدات.
تركيا «تستقبل» بومبيو في قبرص بمناورات عسكرية
رفضت بيان القمة الأوروبية
تركيا «تستقبل» بومبيو في قبرص بمناورات عسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة