الاستطلاعات تعطي تحالف ليفني وهيرتسوغ التفوق على نتنياهو في الانتخابات المقبلة

يعالون: الحدود مع سوريا وغزة مستقرة.. ومستعدون لأي طارئ

الاستطلاعات تعطي تحالف ليفني وهيرتسوغ التفوق على نتنياهو في الانتخابات المقبلة
TT

الاستطلاعات تعطي تحالف ليفني وهيرتسوغ التفوق على نتنياهو في الانتخابات المقبلة

الاستطلاعات تعطي تحالف ليفني وهيرتسوغ التفوق على نتنياهو في الانتخابات المقبلة

قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، إن جيشه مستعد لأي تطور على جبهات الشمال والجنوب، متهما حماس بإعادة ترميم الأنفاق الدفاعية في غزة. وطمأن يعالون الإسرائيلين بأن جبهات سوريا وغزة تشهد استقرارا وهدوءا في هذا الوقت وأن إسرائيل مستعدة لأي طارئ.
وقال يعالون: «شمال البلاد يشهد استقرارا وهدوءا.. (جبهة النصرة)، الموالية لتنظيم القاعدة، تمتنع عن الاقتراب من السياج الحدودي مع إسرائيل، وميليشيات المعارضة السورية التي لا تنتمي إلى التيار الإسلامي المتطرف تستفيد من المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل».
وأضاف: «بالنسبة لقطاع غزة، نحن نراقب من كثب، إنهم يقومون بترميم أنفاق دفاعية».
وعد يعالون انضمام مواطنين عرب يحملون الهوية الإسرائيلية إلى تنظيم داعش لا يزال هامشيا، مضيفا: «أجهزة الأمن الإسرائيلية تراقب من كثب هذه الظاهرة التي قد تكون لها انعكاسات خطيرة على الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وجاءت أقوال يعالون خلال جولة تفقدية في الشمال وفيما تستعر الحرب الانتخابية في إسرائيل.
وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي الإسرائيلية، أمس أن تحالف حزب «العمل» مع حزب «الحركة» سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست، متقدما على حزب «ليكود».
وأشارت نتائج استطلاعات للرأي نشرت في الصحف الإسرائيلية إلى أن تحالف حزب «العمل» بقيادة إسحق هيرتسوغ مع حزب «الحركة» بقيادة الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، سيحصل على 23 مقعدا من أصل 120 مقعدا في «الكنيست» الإسرائيلي (البرلمان)، متقدما على حزب «الليكود» بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعطته الاستطلاعات 21 مقعدا.
وهذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي يحصل فيها «الليكود» على المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي.
ويعني ذلك أن ليفني وهيرتسوغ سيتمكنان من إزاحة نتنياهو عن سدة الحكم. وكانت ليفني أكدت سابقا أنها سعت إلى توحيد الصفوف بهدف «هزم نتنياهو».
وقال هرتسوغ زعيم حزب العمل، إن الوقوف جنبا إلى جنب مع ليفني تم تحت شعار «معا ننتصر»، كما أعلن أنه في حال الفوز سيشكلان الحكومة المقبلة بالتنسيق بينهما، وستكون رئاسة الحكومة لحزبه لمدة سنتين، فيما تتولى ليفني السنتين التاليتين.
وتريد ليفني رد الصاع صاعين لنتنياهو الذي أقالها من منصبها قبل أسابيع، وأعلن انتخابات مبكرة في إسرائيل.
ويفترض أن تقام الانتخابات البرلمانية في إسرائيل في الـ17 من مارس (آذار) 2015 بعدما تم الاتفاق على حل البرلمان إثر أزمة حكومية أطاحت بليفني ووزير المالية يائير لبيد.
وبحسب الاستطلاعات، جاء في المرتبة الثالثة حزب «البيت اليهودي» برئاسة نفتالي بينت الذي أحرز تقدما منذ الانتخابات السابقة، إذ حصل على 16 مقعدا، متقدما بـ4 مقاعد. وجاء في المرتبة الرابعة حزب «هناك مستقبل» بقيادة الوزير المقال يائير لبيد، الذي تراجع إلى 11 مقعدا حسب الاستطلاع، بعد أن حصد في الانتخابات السابقة 19 مقعدا. وفي المرتبة الخامسة، جاء الحزب الجديد الذي أقامه موشيه كحلون الذي انشق عن «الليكود» قبل عام وحصد 9 مقاعد، وهو العدد الذي حصل عليه كذلك حزب «يسرائيل بيتنو» الذي يرأسه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
أما الحزب اليساري «ميرتس»، فحصل على 7 مقاعد، وكذلك حزب «يهدوت هتوراة» للمتدينين «الأشكيناز» (الغربيين من أصول أوروبية) يحصل هو الآخر على 7 مقاعد، فيما تحصل حزب «شاس» وقائمتان عربيتان هما «القائمة العربية الموحدة» وقائمة «الجبهة الديمقراطية للسلام» على 5 مقاعد.
وتحاول القوائم العربية حصد مقاعد أكبر من خلال تحالف محتمل لخوض الانتخابات في قائمة واحدة، تضم «القائمة العربية الموحدة» و«العربية للتغيير» و«قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و«قائمة التجمع الوطني الديمقراطي»، لكن أي اتفاق لم يتم حتى الآن.



برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

TT

برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي في 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

صوّت البرلمان في كوريا الجنوبية، السبت، على عزل الرئيس يون سوك يول، بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية وعرقلة عمل المؤسسة التشريعية عبر اللجوء إلى الجيش في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال يون سوك يول، عقب قرار عزله، إنه «لن يستسلم أبداً»، داعياً في الوقت ذاته إلى الاستقرار.

واحتشد عشرات آلاف المتظاهرين أمام الجمعية الوطنية في أثناء إجراء عملية التصويت، معبرين عن فرحتهم لدى إعلان رئيس البرلمان وو وون شيك نتيجة التصويت. وصوّت 204 نواب لصالح مذكرة العزل، في حين عارضها 85 نائباً، وامتنع ثلاثة نواب عن التصويت، وأُبطلت ثماني بطاقات تصويت. وكان ينبغي أن يوافق البرلمان على مذكرة العزل بأغلبية 200 صوت من أصل 300. ونجحت المعارضة، التي تضم 192 نائباً، في إقناع 12 من أصل 108 من أعضاء حزب السلطة للشعب الذي ينتمي إليه يون، بالانضمام إليها. وبذلك، عُلق عمل يون في انتظار قرار المحكمة الدستورية المصادقة على فصله في غضون 180 يوماً. ومن المقرر أن يتولّى رئيس الوزراء هان دوك سو مهام منصبه مؤقتاً.

«انتصار عظيم»

قال زعيم الحزب الديمقراطي الذي يمثّل قوى المعارضة الرئيسة في البرلمان، بارك تشان داي، بعد التصويت، إن «إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقبل التصويت، أكد بارك في كلمة أمام البرلمان، أن فرض الأحكام العرفية يشكّل «انتهاكاً واضحاً للدستور وخرقاً خطيراً للقانون»، مضيفاً أن «يون سوك يول هو العقل المدبر لهذا التمرد».

رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك يوقّع على قرار عزل رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ف.ب)

وأضاف: «أحضكم على التصويت لصالح العزل من أجل ترك درس تاريخي مفاده بأن أولئك الذين يدمّرون النظام الدستوري سوف يُحاسبون»، لافتاً إلى أن «يون سوك يول هو الخطر الأكبر على جمهورية كوريا». وفي السابع من ديسمبر الحالي، فشلت محاولة أولى لعزل يون عندما غادر معظم نواب حزب السلطة للشعب الجلسة البرلمانية لمنع اكتمال النصاب القانوني.

مظاهرات واسعة

عند إعلان عزل يون، عبّر نحو 200 ألف متظاهر كانوا محتشدين أمام الجمعية الوطنية عن فرحهم، ورقصوا على أنغام موسيقى البوب الكورية الصاخبة، كما احتضنوا بعضهم فيما كانوا يبكون، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت تشوي جانغ ها (52 عاماً): «أليس من المدهش أننا، الشعب، حققنا هذا معاً؟».

كوريون جنوبيون يحتفلون بعد عزل البرلمان الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (رويترز)

في المقابل، تجمّع آلاف من مناصري يون في وسط سيول، حيث حُملت أعلام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وقال يون للتلفزيون إنه «محبط للغاية»، مؤكداً أنه «سيتنحى جانباً لبعض الوقت». ودعا إلى إنهاء «سياسة الإفراط والمواجهة» لصالح «سياسة التروي والتفكير». وأمام المحكمة الدستورية ستة أشهر للمصادقة على قرار البرلمان أو نقضه. ومع تقاعد ثلاثة من قضاتها التسعة في أكتوبر (تشرين الأول) من دون أن يجري استبدالهم بسبب الجمود السياسي، سيتعيّن على الستة المتبقين اتخاذ قرارهم بالإجماع. وإذا تمّت الموافقة على العزل فستُجرى انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة ستين يوماً. وتعهّد رئيس المحكمة مون هيونغ باي باتخاذ «إجراء سريع وعادل»، في حين دعا بقية القضاة إلى أول اجتماع صباح الاثنين.

تحديات قانونية

ويون سوك يول (63 عاماً) هو ثالث رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يعزله البرلمان، بعد بارك جون هيي في عام 2017، وروه مو هيون في عام 2004، غير أن المحكمة العليا نقضت إجراءات عزل روه موه هيون، بعد شهرين على اتخاذ القرار بعزله من قبل البرلمان. وباتت الشبكة القضائية تضيق على يون سوك يول ومعاونيه المقربين، بعد إبعاده عن السلطة وخضوعه لتحقيق جنائي بتهمة «التمرد» ومنعه من مغادرة البلاد.

زعيم الحزب الديمقراطي لي جاي ميونغ يُدلي بصوته خلال جلسة عامة للتصويت على عزل الرئيس يون سوك يول في 14 ديسمبر (أ.ب)

وكانت النيابة العامة قد أعلنت، الجمعة، توقيف رئيس القيادة العسكرية في سيول، كما أصدرت محكمة مذكرات توقيف بحق قائدي الشرطة الوطنية وشرطة سيول، مشيرة إلى «خطر إتلاف أدلة». وكان وزير الدفاع السابق كيم هونغ هيون، الذي يُعدّ الشخص الذي دفع الرئيس إلى فرض الأحكام العرفية، أول من تم توقيفه واحتجازه في الثامن من ديسمبر الحالي.

وأحدث يون سوك يول صدمة في كوريا الجنوبية ليل الثالث إلى الرابع من ديسمبر، عندما أعلن الأحكام العرفية للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود في البلاد، وأرسل الجيش إلى البرلمان، في محاولة لمنع النواب من الاجتماع. مع ذلك، تمكّن النواب من عقد جلسة طارئة في قاعة محاطة بالقوات الخاصة، وصوّتوا على نص يطالب بإلغاء الأحكام العرفية، الأمر الذي كان الرئيس ملزماً دستورياً على الامتثال له. وكان يون سوك يول مدعياً عاماً في السابق، وقد دخل السياسة متأخراً وانتُخب رئيساً في عام 2022. وبرر انقلابه الأخير بأنه لـ«حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من التهديدات التي تشكلها القوات الشيوعية الكورية الشمالية والقضاء على العناصر المعادية للدولة»، مُتهماً البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة بنسف كل مبادراته وتعطيل البلاد.