الراعي: دعوتي للحياد ليست ضد «حزب الله»

البطريرك الراعي خلال استقباله أمس السفير الألماني (الوطنية)
البطريرك الراعي خلال استقباله أمس السفير الألماني (الوطنية)
TT

الراعي: دعوتي للحياد ليست ضد «حزب الله»

البطريرك الراعي خلال استقباله أمس السفير الألماني (الوطنية)
البطريرك الراعي خلال استقباله أمس السفير الألماني (الوطنية)

جدّد البطريرك الماروني بشارة الراعي دعوته إلى أن يكون لبنان «حيادياً وألا يدخل في تحالفات لا غربية ولا شرقية».
وعبّر الراعي بعد لقائه وفداً من اللقاء الروحي في لبنان ضم عدداً من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، عن تفهمه لبعض القيادات التي «لا يمكنها أن تتخذ موقفاً رسمياً» من الحياد، قائلاً «تلقينا اتصالات وردود فعل من الجميع باستثناء (حزب الله) الذي لم يعلن موقفاً رسمياً بعد».
في هذا الإطار، شدّد الراعي على أن كل «ما يكتب في بعض الصحف لا يعنيه ولا يمس به»، وأن موقفه من الحياد «ليس ضد (حزب الله)، بل هو لمصلحة كل اللبنانيين، ولا يزال هناك سوء فهم لموضوع الحياد». واعتبر الراعي أن لبنان كان حيادياً، وأن «إسرائيل وغيرها من الدول تضررت من حياد لبنان».
واستقبل الراعي أمس السفير الألماني أندرياس كيندل، وكان عرض للعلاقات الثنائية ولما تقدمه ألمانيا من دعم للبنان، خصوصاً في المجال الاجتماعي.
كلام الراعي عن الحياد جاء في وقت تتواصل فيه الجهود لتشكيل الحكومة، وفي هذا الصدد أمل عضو تكتل «الجمهورية القوية» (تضمّ نوّاب حزب «القوات») النائب وهبة قاطيشا تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن»، مستغرباً التأخير، ولا سيما في ظل الظروف التي أتت بالرئيس المكلف».
ورأى قاطيشا أنه في حين «أعلنت القوات اللبنانية صراحة عدم مشاركتها في الحكومة، هناك من يتعاطى مع الملف على غرار مفاوضات تحت الطاولة وفوق الطاولة»، مضيفاً «هذا ما أوصلنا إلى الانهيار الحالي»؛ لذلك يجب إعطاء «الرئيس المكلف مصطفى أديب وكالة مطلقة لتشكيل الحكومة في هذه الظروف الصعبة».
ورد أمين سر «تكتل لبنان القوي» (يضمّ نواب التيار الوطني الحر) النائب إبراهيم كنعان على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أنه والنائب آلان عون تصديا لمحاولة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إقناع أعضاء «تكتل لبنان القوي» بالمطالبة بحصة وزارية.
واعتبر كنعان أنه «كالعادة، تعمد بعض الجهات الخبيثة المعروفة الأهداف، إلى تشويه وتحوير نقاشات التكتل للإيحاء بخلافات بين رئيسه وعدد من الأعضاء كان آخرها قرار التكتل تسهيل التأليف الحكومي أخذ بالإجماع». وأضاف في تغريدة له على «تويتر»، «لولا البلبلة التي تحدثها هذه التلفيقات في الرأي العام لما احتاجت حتى إلى التوضيح».
من جانبه، دعا النائب شامل روكز إلى «تشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين وأصحاب خبرات وكفاءات»، آملاً في «إعطاء الحكومة صلاحيات استثنائية لفترة محددة وفي مواضيع محددة لتستطيع إنجاز الإصلاحات المطلوبة».
وعلى خطّ تشكيل الحكومة، شدّد «لقاء الجمهورية» برئاسة الرئيس ميشال سليمان على «ضرورة تأليف حكومة من أهل الاختصاص ومن أصحاب السمعة الحسنة ومن وزراء يملكون القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة من دون العودة إلى الاعتبارات السياسية أو المناطقية أو المذهبية»، وذلك «وفقاً لمعايير إصلاحية مطلوبة محلياً ودولياً، تحاكي التغيير الموعود وتلبي احتياجات المجتمع الأهلي ألقابع تحت جنح الفقر والمهدد بسلمه الأهلي تارة، وبأمنه الاجتماعي تارة أخرى».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».