الدوري الإنجليزي ينطلق غداً... وليفربول يسعى للاحتفاظ باللقب وتأكيد سيطرته

سيتي يتطلع لاستعادة تفوقه... ويونايتد يأمل بمواصلة تطوره

ليفربول... الاحتفاظ باللقب سيكون أكثر صعوبة
ليفربول... الاحتفاظ باللقب سيكون أكثر صعوبة
TT

الدوري الإنجليزي ينطلق غداً... وليفربول يسعى للاحتفاظ باللقب وتأكيد سيطرته

ليفربول... الاحتفاظ باللقب سيكون أكثر صعوبة
ليفربول... الاحتفاظ باللقب سيكون أكثر صعوبة

رفع ليفربول سقف التوقعات بشدة، وحقق عدداً ضخماً من الانتصارات في فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الموسم الماضي، ما قد يجعل من الصعب التشكيك في قدرته على تكرار ذلك؛ لكن التاريخ القريب يرجح أن الاحتفاظ باللقب سيكون أكثر صعوبة بالنسبة لفريق المدرب يورغن كلوب.
وفاز مانشستر سيتي الرائع بقيادة جوسيب غوارديولا باللقب مرتين متتاليتين بين 2017 و2019؛ لكن قبل ذلك تغير البطل كل موسم منذ 2009 - 2010.
وأنهى فريق كلوب الموسم الماضي متفوقاً بفارق 18 نقطة على مانشستر سيتي، وبفارق ضخم بلغ 33 نقطة على مانشستر يونايتد وتشيلسي صاحبي المركزين الثالث والرابع على الترتيب. ويدرك المدرب الألماني أن المنافسة ستكون أشد هذه المرة، ليس بسبب أن فريقه من المرجح أن يتراجع؛ لكن لأن التطور الطبيعي للدوري الممتاز يعني أن منافسيه لم يدخروا جهداً في تقليص الفجوة.
وتعد منافسة ليفربول هي التحدي الأصعب على الإطلاق في كرة القدم الأوروبية في هذه اللحظة. ولم يشكل كلوب فريقاً لينتزع اللقب مرة واحدة فحسب؛ بل بنى فريقاً ليهيمن لفترة طويلة. ولا يوجد نقاط ضعف في ليفربول من الدفاع إلى الهجوم، ومن الصعب الإشارة إلى أبرز عنصر في الفريق، نظراً للقيمة التي يجلبها كل لاعب للمجموعة.
وفي وجود أليسون، يمتلك ليفربول على الأرجح أفضل حارس في العالم، بينما يستطيع فيرجيل فان دايك اللعب في قلب دفاع أي فريق في أوروبا. وسيواصل خط الوسط بقيادة جوردان هندرسون، التسبب في متاعب للمنافسين. وعندما يأتي الحديث عن طرفي الملعب، فإن الظهيرين ترينت ألكسندر- أرنولد، وآندي روبرتسون هما الأفضل في العالم. وفي الهجوم ليس من المتوقع أن يتوقف محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو عن تسجيل الأهداف. ويمنح بدلاء من أصحاب الخبرة مثل جيمس ميلنر وشيردان شاكيري، ولاعبون شبان مثل الظهير نيكو ويليامز، خيارات وفيرة.
ومن المستبعد أن يحيد كلوب عن الأسلوب الذي أتى بثماره، حتى رغم تراجع مستوى فريقه بعد التوقف لثلاثة أشهر بسبب «كوفيد- 19»، والذي يعود سببه على الأرجح إلى حسم اللقب وليس لأي سبب آخر.
لكن ليفربول سيواجه هجوماً في الموسم الجديد، إذ أنفق غوارديولا وتشيلسي بقيادة فرانك لامبارد ومانشستر يونايتد بقيادة أولي غونار سولسكاير وتوتنهام هوتسبير بقيادة جوزيه مورينيو، كثيراً من المال لعلاج نقاط ضعفهم. وقال غريم سونيس لاعب ليفربول السابق: «إذا نجح أحد في تقليل تأثير ألكسندر- أرنولد وروبرتسون، ستكون هذه نقطة بداية جيدة لإيقاف ليفربول. بكل وضوح، لا تركلوا الكرة طويلاً باتجاه رأس فان دايك». وأضاف: «ليفربول هو المرشح لإحراز اللقب؛ لكن لا أعتقد أنه سيبتعد عن بقية المنافسين مرة أخرى». ولم ينشط كلوب حتى الآن في سوق الانتقالات، وضم فقط كوستاس تسيميكاس من أولمبياكوس كبديل لروبرتسون؛ لكن هذا قد يتغير في الأسابيع المقبلة؛ لأن البقاء دون حراك في سوق الانتقالات، حتى بالنسبة لفريق مهيمن مثل ليفربول، ليس خياراً مطروحاً.‬
في المقابل، يقف مانشستر سيتي عند مفترق طرق إلى حد كبير في الموسم الجديد، بعدما خسر لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وأخفق مرة أخرى في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة المدرب غوارديولا. وسيحاول سيتي بكل تأكيد استعادة تفوقه على ليفربول محلياً، إلى جانب البحث عن النجاح في دوري الأبطال بعد الخروج مرة أخرى من دور الثمانية في المسابقة القارية؛ لكن هناك تحديات أكبر، إذ سيتعين على النادي الذي ينفق ببذخ اتخاذ بعض القرارات طويلة المدى حول كيفية التعامل مع التشكيلة.
ورحل ديفيد سيلفا بعد عشر سنوات من الإبداع بقدمه اليسرى في وسط الملعب. ويدخل سيرجيو أغويرو الهداف التاريخي للنادي موسمه الأخير في عقده، وربما يغادر أيضاً ملعب «الاتحاد» في نهاية الموسم. والأهم من ذلك أن عقد غوارديولا ينتهي في يونيو (حزيران) 2021. وقال خلدون المبارك الرئيس التنفيذي لمانشستر سيتي، إن الموقف سيتم حسمه «بشكل طبيعي» لكن الافتقار للوضوح يعني أن النادي يجب أن يرسم خطة حقيقية طويلة المدى.
وأبرم سيتي صفقتين كبيرتين حتى الآن، ويبدو أنه يتجه نحو الشباب وينظر إلى المستقبل بعدما ضم المدافع الهولندي نيثن آكي البالغ عمره 25 عاماً، والجناح الإسباني فيران توريس وعمره 20 عاماً. وينتظر سيتي المزيد من لاعب الوسط فيل فودن الذي يبلغ عمره 20 عاماً أيضاً، ومن المتوقع أن يشارك في فترة أكبر بعد رحيل سيلفا. ويتعلق السؤال هنا بمدى قدرة سيتي على إشراك الشبان وتأقلمهم مع التشكيلة، وفي الوقت ذاته المنافسة على الألقاب المحلية والقارية. وتملك تشكيلة سيتي بالفعل العناصر القادرة على حصد لقب الدوري للمرة الثالثة في أربعة مواسم، بعدما احتل المركز الثاني بفارق 18 نقطة عن ليفربول البطل الموسم الماضي، ومع امتلاك قوة هجومية هائلة.
وتعافى أغويرو من الإصابة، وسيتنافس مع غابرييل جيسوس على مكان في التشكيلة الأساسية، بينما هناك خيارات عديدة لمركز الجناح بوجود رحيم سترلينغ ورياض محرز وبرناردو سيلفا وتوريس، وربما فودن أيضاً. ومن المنتظر أن يتعاقد سيتي مع قلب دفاع جديد إلى جانب آكي قبل غلق باب الانتقالات الصيفية، مع محاولة غوارديولا حل المشكلات الدفاعية في ظل افتقاره للثقة في جون ستونز ونيكولاس أوتامندي.
ويتعلق الخطر بأنه كلما تقدم سيتي في الموسم دون حسم مصير المدرب غوارديولا، فإن هذا الأمر سيجذب الاهتمام حول الفريق مع خطورة وصول هذا الغموض حول المستقبل إلى اللاعبين. وبغض النظر عن طول فترة بقاء غوارديولا، وهو الأمر الذي يعتمد على قرار من المدرب الإسباني، فإنه من المنتظر أن يقدم سيتي هذا الموسم مزيداً من العروض الهجومية الممتعة.
وفي الجهة الأخرى من مدينة مانشستر، سنجد أنه بعد موسم شهد بعض التطور، يتجه مانشستر يونايتد إلى الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي الممتاز وفي انتظاره مهمة أصعب بكثير، وهي العودة لسباق اللقب. وكانت مهمة المدرب أولي غونار سولسكاير الموسم الماضي هي إعادة الفريق للمربع الذهبي والفوز ببعض الألقاب من أجل بث الثقة في مشروعه لإعادة بناء الفريق.
وضمنت نتائج قوية في الثلث الأخير من الموسم ليونايتد الحصول على المركز الثالث والتأهل لدوري أبطال أوروبا، بينما توقفت مسيرته في مسابقات الكأس بالهزيمة في الدور قبل النهائي في كأس رابطة المحترفين وكأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي. وفي المجمل، سيتقبل أغلب مشجعي يونايتد هذا العائد من موسم كان ينظر إليه دائماً باعتباره خطوة نحو الهدف الأكبر.
ويبدو الفريق أقوى بشكل واضح من العام الماضي في وجود هاري مغواير في الدفاع، وبرونو فرنانديز في الوسط، وميسون غرينوود في الهجوم، والذين ساهموا جميعاً في تطور الفريق. ومن المفترض أن يساهم انضمام دوني فان دي بيك من آياكس أمستردام في مزيد من التطور في وسط الملعب الذي قد يتحسن بشكل أكبر، إذا نجح يونايتد في مسعاه لضم الجناح الإنجليزي الدولي جيدون سانشو من بروسيا دورتموند.
لكن سيكون من الصعب تصور يونايتد ينافس كلاً من مانشستر سيتي وليفربول على اللقب. وفي حين يمكن لكلوب وغوارديولا الاعتماد على بدلاء جيدين في كل مركز بالتشكيلة الأساسية، فإن لاعبي الصف الثاني في يونايتد لا يمتلكون قدرات كبيرة، وهو ما اتضح في تردد سولسكاير في إشراك العديد من البدلاء في مباريات الكأس. وفي عالم مثالي، كانت الفترة التي تسبق انطلاق الموسم تشهد الاستغناء عن اللاعبين الزائدين عن الحاجة في التشكيلة، وضم بدلاء يستطيعون المنافسة بقوة على اللعب في التشكيلة الأساسية. لكن الفترة القصيرة التي تفصل الموسمين والتداعيات المالية للوباء العالمي جعلت التعامل في سوق الانتقالات محفوفاً بالمخاطر، بالنسبة لنادٍ غير معتاد على التحركات السريعة.
ولذلك، إذا كان اللقب لا يزال بعيد المنال، فما الذي سيعد نجاحاً في موسم يونايتد؟ بالنظر إلى تطور آرسنال وتشيلسي، فإن يونايتد سيحقق إنجازاً إذا أنهى الموسم في المربع الذهبي، وإذا بلغ أدوار خروج المهزوم في دوري الأبطال فإنها ستكون علامة أيضاً على التطور. وأي لقب في مسابقات الكأس سيكون مرحباً به بالطبع؛ لكن فوق كل ذلك، يرغب مشجعو يونايتد في رؤية فريق ينجح في التفوق على منافسيه في الشمال الغربي على مدار 90 دقيقة، ويمنحهم بعض الأمل في أن اللقب 21 في الدوري ربما لا يكون بعيد المنال.


مقالات ذات صلة

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

رياضة عالمية إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

قبل عامين واصل نيوكاسل يونايتد تألقه منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بفوزه

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ألكسندر أرنولد بات في مرحلة فارقة لحسم موقفه للاستمرار مع ليفربول أو المغادرة الى ريال مدريد (ا ب ا)

كيف وصلت الأجواء المشحونة في أنفيلد تجاه ألكسندر آرنولد إلى ذروتها؟

جماهير ليفربول الغاضبة استهدفت ألكسندر آرنولد بصيحات الاستهجان والسخرية سجل تاريخ كرة القدم كثيراً من لحظات القوة الاستثنائية لجمهور ليفربول على ملعب أنفيلد

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بات لوبيتيغي خامس مدرب يُقال من منصبه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

وست هام يقيل مدربه لوبيتيغي رسمياً… وبوتر مرشح لخلافته

أقال وست هام الإنجليزي مدربه الإسباني خولن لوبيتيغي من منصبه، بعد 22 مباراة على تعيينه، كما أعلن الأربعاء، في حين يبدو غراهام بوتر مدرب برايتون مرشحاً لخلافته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا ممسكاً بالكرة التي قال إنها سبب خسارة فريقه (رويترز)

كأس الرابطة: المنظمون يسخرون من أرتيتا بسبب الكرات المستخدمة

سخر منظمو مسابقة كأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم من الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، بعدما ألمح إلى أن الكرات المستخدمة بالمسابقة لعبت دوراً في خسارة فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، إن خسارة فريقه أمام نيوكاسل صفر-2 في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لا تعكس أداء فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».