الأحمد: لا نريد صداماً مع الإمارات

قال إن السلطة الفلسطينية طلبت قروضاً من دول عربية ولم تلق تجاوباً

السنة الدراسية الجديدة داخل خيمة لأطفال من البدو الفلسطينيين قرب الخليل (إ.ب.أ)
السنة الدراسية الجديدة داخل خيمة لأطفال من البدو الفلسطينيين قرب الخليل (إ.ب.أ)
TT

الأحمد: لا نريد صداماً مع الإمارات

السنة الدراسية الجديدة داخل خيمة لأطفال من البدو الفلسطينيين قرب الخليل (إ.ب.أ)
السنة الدراسية الجديدة داخل خيمة لأطفال من البدو الفلسطينيين قرب الخليل (إ.ب.أ)

ال عضو المركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، إن القيادة الفلسطينية لا تريد صداماً مع الإمارات، وتتمنى عليها إعادة النظر في موقفها.
وأضاف للإذاعة الرسمية «لسنا من طرح مبادرة السلام العربية، وهي جزء من قرارات الشرعية الدولية، وخريطة الطريق».
وخفف الفلسطينيون من حدة وشكل الانتقادات لدول عربية بعدما تسبب ذلك في مواجهة أوسع مع دول الخليج. وركز الفلسطينيون خلال اليومين الماضيين على انتقاد الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي الأخير، فقط، مع تأكيدهم على رفض المس برموز الدول السيادية. ويحاول الفلسطينيون تهدئة الأجواء في ظل حاجتهم إلى غالبية الدول العربية لجهة دعم الموقف السياسي أو المالي. وتعاني السلطة من أزمة مالية حادة منذ رفضت قبل 3 أشهر تسلم ضرائب تتولى إسرائيل تحصيلها لحساب الفلسطينيين، وهي نحو 190 مليون دولار شهرياً تمثل أكثر من نصف موازنة السلطة الفلسطينية.
ورفضت السلطة تسلم الرسوم بعد أن أعلنت أن الاتفاقات الثنائية مع إسرائيل أصبحت لاغية في مايو (أيار).
وتعتمد السلطة الفلسطينية في إيراداتها، إضافة إلى الضرائب، على المنح والمساعدات والقروض المحلية والخارجية، وجميعها تراجع بسبب انشغال العالم بفيروس كورونا. واضطرت إلى الاقتراض من البنوك خلال الأشهر القليلة الماضية، لتتمكن من دفع 50 في المائة من رواتب الموظفين. ووعد أشتية قبل يومين، الموظفين، بدفع باقي رواتبهم في أقرب وقت، قائلاً «نحن في الربع ساعة الأخيرة من أزماتنا المالية والاقتصادية»، لكن الأحمد قال، إن الدول العربية رفضت إقراض السلطة. وأضاف «من غير المعقول غياب إمكانية توفير شبكة الأمان العربية، ومع ذلك طلبنا قروضاً من دول عربية، ولم تستجب لنا». وكانت فلسطين طلبت من الجامعة العربية منحها قرضاً على قاعدة قرار شبكة الأمان العربية، لكنها لم تتلقَ دعماً، ثم توجهت إلى قطر لطلب قرض لم يتضح إذا ما كانت ستحصل عليه. وقدمت قطر العام الماضي قرضاً للسلطة بقيمة 300 مليون دولار، تم صرفه بقيمة 25 مليون دولار شهرياً، لكنه قارب على الانتهاء.
وبانعدام وجود مال عربي، يبدو أن أشتية يتحدث عن الحصول على الأموال الفلسطينية لدى إسرائيل. وتعتبر أموال المقاصة المصدر الرئيسي لتوفير فاتورة رواتب الموظفين العموميين. ووفق حسابات موقع الاقتصادي الفلسطيني، يقدر إجمالي أموال المقاصة لدى الجانب الإسرائيلي، بنحو 2.4 - 2.6 مليار شيقل عن أشهر مايو حتى أغسطس (آب) 2020، بينما تدين الحكومة للموظفين العموميين وأشباه الموظفين (متقاعدون، مخصصات اجتماعية... إلخ)، بثلاثة أنصاف رواتب «مايو، يونيو (حزيران)، يوليو (تموز)»، إضافة إلى راتب أغسطس الماضي كاملاً.
وتبلغ فاتورة رواتب الموظفين العموميين الشهرية، قرابة 530 - 550 مليون شيقل شهرياً، ويرتفع الرقم ليبلغ قرابة 850 مليون شيقل شهرياً، مع احتساب أشباه الرواتب (تتضمن رواتب المتقاعدين بفئاتهم كافة، ومخصصات الأسرى وذوي الشهداء، والمخصصات الاجتماعية).
وتظهر حسابات «الاقتصادي»، أن قيمة ما تدين به الحكومة للموظفين العموميين وأشباه الموظفين، تبلغ قرابة 2.65 مليار شيقل، أي تفوق بقليل ما لدى الحكومة عند إسرائيل من أموال المقاصة. لكن تجارب الحكومة الفلسطينية السابقة، تشير إلى أن أولوية الإنفاق عند حل أزمات المقاصة، يكون للدائنين (البنوك)؛ بهدف إطفاء قروض وفوائدها، تأتي ثانياً فاتورة الرواتب.
ويبلغ إجمالي الدين العام المحلي على الحكومة الفلسطينية حتى نهاية النصف الأول 2020، قرابة 6.16 مليار شيقل، منها4.1 مليار شيقل قروضاً وتسهيلات قصيرة الأجل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».