إسرائيل تستأنف إدخال مواد «مزدوجة الاستعمال» لغزة

مرضى في غزة بطابور لتسلم معونات مالية (أ.ف.ب)
مرضى في غزة بطابور لتسلم معونات مالية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستأنف إدخال مواد «مزدوجة الاستعمال» لغزة

مرضى في غزة بطابور لتسلم معونات مالية (أ.ف.ب)
مرضى في غزة بطابور لتسلم معونات مالية (أ.ف.ب)

أعلن رامي أبو الريش، مدير عام التجارة والمعابر بوزارة الاقتصاد الوطني في قطاع غزة، الأربعاء، استئناف إدخال سلع مما كانت السلطات الإسرائيلية تمنع دخولها للقطاع بوصفها مواد مزدوجة الاستعمال، ويشمل ذلك مواد البناء ومواد طبية وغذائية.
وقال أبو الريش لإذاعة «صوت الأقصى»، التابعة لـ«حماس»، إن «الاحتلال سمح بإدخال مواد بناء ومواد طبية وغذائية، لكنه ما زال يعيق إدخال المواد الخام ذات الاستخدام الصناعي المزدوج تحت حجج أمنية، والتي تسببت بإيقاف كثير من المصانع عن العمل». وأضاف: «التعنت بمنع إدخال المواد الصناعية، فاقم من أزمة إغلاق المصانع، وزاد من نسبة العاطلين عن العمل في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن إسرائيل ما زالت تمارس «سياسة الضغط على قطاع غزة بإبقاء حالة الحصار». والمواد التي سمحت إسرائيل بإدخالها هي مواد كانت يسمح لها بالدخول إلى غزة قبل التصعيد الأخير، ثم منعت. وإعادة السماح لهذه المواد بدخول القطاع، جاء ضمن اتفاق التهدئة الأخير في قطاع غزة الذي رعته قطر، ويشمل وقف التصعيد مقابل إدخال أموال وجملة من التسهيلات للقطاع.
وألغت إسرائيل جملة العقوبات الأخيرة التي فرضتها على قطاع غزة، وأعادت فتح المعابر، وضخت الوقود إلى القطاع، وسمحت للصيادين بالعودة إلى البحر، فيما تعمل الأطراف على تحويل محطة توليد الكهرباء إلى العمل عبر الغاز، وتسريع إقامة المستشفى الميداني الأميركي، إضافة إلى دخول 7 آلاف عامل من غزة إلى إسرائيل. وتعاني غزة من نقص حاد في مواد ضرورية، لكن إسرائيل ترفض إدخالها بدعوى أنها قد تستخدم لأغراض عسكرية. وذكر مدير عام التجارة والمعابر في غزة، أن السلع التي ما زالت ممنوعة تتمثل في المواد الكيماوية والزراعية كالإسفنج والنيلون والحديد ومواد التنظيف... وغيرها، وتستخدم في المجالين الزراعي والصناعي.
وأغلقت معظم مصانع غزة أبوابها، خصوصاً المصانع الكيماوية. وبحسب إحصاءات بثها رئيس اتحاد الصناعات الكيميائية في قطاع غزة، منذر الزهارنة، فإن نحو 70 مصنعاً كيميائيّاً من 100 مصنع، أغلقت أبوابها جراء الحصار الإسرائيلي على القطاع، في حين يعمل ما بين 30 و35 مصنعاً بقدرة إنتاجية من 15 إلى 20 في المائة. ويشمل ذلك مصانع صناعة الصابون والعطور ومواد التجميل، بالإضافة إلى صناعة الإسفنج، والبويات، والبطاريات، والورق، وطلاء المعادن، ودباغة الجلود، والصباغة... وغيرها من الصناعات الكيميائية.
وأكد أبو الريش أن «هناك تواصلاً مستمراً مع مؤسسات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان ومؤسسات القطاع الخاص، للضغط على السلطات الإسرائيلية، للمطالبة بإدخال المواد الخام، مما يسمح بإعادة عمل المصانع».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.