«الجيش الوطني» يرصد مجدداً نقل مقاتلين من تركيا إلى ليبيا

تحركات عسكرية في محور سرت وسط تبادل اتهامات بين طرفي النزاع

أحد عناصر «الجيش الوطني» الموالي لحفتر في معسكرات الجيش غرب سرت (رويترز)
أحد عناصر «الجيش الوطني» الموالي لحفتر في معسكرات الجيش غرب سرت (رويترز)
TT

«الجيش الوطني» يرصد مجدداً نقل مقاتلين من تركيا إلى ليبيا

أحد عناصر «الجيش الوطني» الموالي لحفتر في معسكرات الجيش غرب سرت (رويترز)
أحد عناصر «الجيش الوطني» الموالي لحفتر في معسكرات الجيش غرب سرت (رويترز)

قال «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، عبر ناطقه الرسمي، إنه رصد مجددا عمليات نقل مقاتلين من تركيا إلى ليبيا عبر طائرات ليبية، وتبادل مع قوات حكومة «الوفاق» الليبي، برئاسة فائز السراج، مجددا، اتهامات بإطلاق تحركات عسكرية وخرق وقف إطلاق النار، المبرم بين الطرفين في محور سرت، وسط مؤشرات على انفتاح معسكر حكومة «الوفاق» على مصر. لكن مجلس الدولة الموالي للحكومة نفى قيام وفد منه بزيارة القاهرة، في وقت دخلت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً على خط الأزمة الليبية، حيث أكد مجلس الأمن القومي الأميركي، أمس، تشجيع الولايات المتحدة الجهود التي تقودها الأمم المتحدة وليبيا لحل الصراع.
وكشف مجلس الدولة في بيان له أمس أن السراج أكد خلال اتصال مع رئيس المجلس التزامه بوقف إطلاق النار والحل السياسي، الذي يحفظ السيادة الليبية، معربا عن أمله في أن ينضم إليه جميع القادة الليبيين.وحل وفد يضم أعضاء في مجلسي النواب والدولة عن مدينة مصراتة بالقاهرة مساء أول من أمس، في زيارة مفاجئة، رغم نفي مصادر بحكومة الوفاق تبعية الوفد لها. كما نفى المجلس الأعلى للدولة توجه أي وفد منه في الوقت الحالي إلى مصر، واكتفى بالتأكيد في بيان مقتضب لمكتبه الإعلامي أنه «يرحب بأي دعوة توجه له لزيارة الأشقاء في مصر للتباحث فيما يخدم مصالح البلدين الشقيقين».
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة، بلقاسم قزيط، إن أعضاء من مجلسي الدولة والنواب بطرابلس، بالإضافة إلى قادة عدد من عملية «بركان الغضب»، التابعة لحكومة «الوفاق» وصلوا إلى القاهرة.
وأضاف قزيط، الذي يشارك في الزيارة، بحسب موقع «بوابة أفريقيا» أمس، أن الهدف من الزيارة هو «الاطلاع على وجهة النظر المصرية بشأن الملف الليبي، ودعم التوافقات للإسراع في الوصول لحل سياسي للأزمة الليبية»، مشيراً إلى أن الوفد سيلتقي أعضاء اللجنة المصرية المعنية بليبيا، وعددا من المسؤولين المصريين.
في غضون ذلك، قالت قوات «الوفاق» المشاركة في عملية «بركان الغضب»، على لسان الناطق باسمها، العقيد محمد قنونو، أمس، إنها رصدت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس تحرك رتل مسلح يتكون من 80 آلية عسكرية لـ«الجيش الوطني» من الجفرة إلى اللود، تزامنا مع ما وصفه بتحشيدات عسكرية مريبة، واعتبر أن التحركات تزامنت أيضا مع خمسة خروقات متكررة منذ إعلان وقف إطلاق النار.
وأبلغ طاهر السني، مندوب حكومة الوفاق لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي بخرق قوات «الجيش الوطني» للهدنة، التي قال إنها متكررة، وطالب باتخاذ إجراءات عقابية.
في المقابل، نفى اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني، أي تحركات للجيش. لكنه أعلن أيضا أن قواته رصدت تحركات لآليات مسلحة ودبابات للميليشيات صوب الجفرة، مشيرا إلى أن هناك عمليات لنقل المقاتلين من تركيا إلى ليبيا، تشترك فيها طائرات ليبية.
في شأن قريب، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن قلقه البالغ تجاه الوضع في ليبيا، وقال: «إننا نتابع الوضع في ليبيا بقلق بالغ، ويحدونا أمل في أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النار، توطئة للتوصل لتسوية سلمية وطنية جامعة، والجميع يعرف أنه لا حل عسكرياً في ليبيا».
وثمن أبو الغيط في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، أمس، الجهود التي تقوم بها دول عربية «من أجل الوصول لتسوية للأزمة توقف نزف الدم»، معربا عن أمله في أن تثمر هذه الجهود قريباً، في ظل مبادرة (إعلان القاهرة)، ونتيجة لما قام به الأشقاء مؤخراً في المغرب لجمع وفدي مجلس النواب والدولة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.