عضو في {الانتقالي} لـ«الشرق الأوسط»: بندان متبقيان لتنفيذ «اتفاق الرياض»

أنيس الشرفي، عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي
أنيس الشرفي، عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي
TT

عضو في {الانتقالي} لـ«الشرق الأوسط»: بندان متبقيان لتنفيذ «اتفاق الرياض»

أنيس الشرفي، عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي
أنيس الشرفي، عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي

قال أنيس الشرفي، عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي، إن المجلس الانتقالي يعقد الكثير من اللقاءات مع الجانب السعودي، بما فيها اللقاء الذي عقد أول من أمس بين رئيس وحدة شؤون المفاوضات والسفير محمد آل جابر، والذي بحث جملة من المواضيع والآليات التي تنصب في صالح المواطن، وخاصة فيما يتعلق بالجوانب الإيجابية لآلية تسريع تنفيذ «اتفاق الرياض».
وأضاف الشرفي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن نقاط آلية التسريع التي طرحت في وقت سابق واتفق الجانبان «الحكومي، والمجلس الانتقالي» وتشمل 6 نقاط أساسية نفذ منها 4 نقاط، شملت «وقف إطلاق النار، التأكيد على استمرار وقف إطلاق النار، إعلان المجلس الانتقالي التخلي عن الإدارة الذاتية، تكليف رئيس الحكومة، وتعين محافظ ومدير أمن عدن»، في حين تبقى بندان من هذه الآلية يجري العمل على تنفيذها والتي تشمل «تشكيل الحكومة وإعلانها، الفصل بين القوات ونقلها من أبين إلى الجبهات».
ويضيف الشرفي بأنه فور إتمام عملية تنفيذ البندين المتبقيين من آلية تسريع تنفيذ الاتفاق، سيجري تنفيذ بقية بنود «اتفاق الرياض»، لافتاً إلى أن الآلية المتفق عليها في أواخر يوليو (تموز) اعتمدت على هذه النقاط الست، والتي تبقى منها تشكيل الحكومة، والفصل بين القوات في أبين ونقلها إلى الجبهات، كذلك نقل القوات العسكرية من عدن، والعمل جارٍ في تطبيق وتنفيذ هذه الفقرتين.
وأضاف، أن البنود الستة تتمحور حول عدن وأبين، بعد هذا يتم الانتقال لتنفيذ بقية بنود «اتفاق الرياض» إلى المحافظات الأخرى في شبوة، حضرموت، والمهرة، بالإضافة إلى تشكيل الوفد التفاوضي الموحد، وإعادة تشكيل المؤسسات الاقتصادية المتمثلة في (المجلس الاقتصادي الأعلى، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وهيئة مكافحة الفساد)، وتنفيذ باقي البنود الأخرى المنصوص عليها في «اتفاق الرياض».
وعن الفترة المتاحة للوصول إلى اتفاق نهائي، قال عضو وحدة المفاوضات في المجلس الانتقالي، إن تشكيل الحكومة هو المعضلة الكبرى في الوقت الراهن؛ وذلك بحكم وجود قوى سياسية متمسكة بسطوتها ونفوذها داخل أروقة الحكومة، وهنا تأتي المخاوف من وجود العراقيل في إتمام باقي البنود، وحال انتهت هذه المعضلة يمكن أن تكون باقي البنود سهل تنفيذها وتطبيقها في أسرع وقت والوصول إلى إتمام تنفيذ بنود «اتفاق الرياض» كافة.
وعن طبيعة الأجواء لإنهاء الخلاف، أكد الشرفي، أن الأجواء مشجعة إلى حد كبير، وهناك تجاوب وقبول في تنفيذ البنود الستة من الجميع للوصول إلى حل نهائي يرضي جميع الأطراف، إلا أن هناك قوى «لم يسمها»، لكنه لمح بأنها في الحكومة الشرعية، لديها أزمة وتحاول افتعال بعض الفوضى وتعكير هذه الأجواء، مؤكداً على أهمية تكاتف الجهود ووحدة جميع الأطراف القادرة على تجاوز هذه المعوقات.
وتحدث الشرفي، عن الدور السعودي الإيجابي، قائلاً «السعودية دوماً دورها إيجابي في شتى المجالات، ودعمها شمل المستويات كافة، السياسي والعسكري والاقتصادي، وتعمل بقدر الإمكان رغم الظروف والمشاكل الإقليمية التي تحيط بها من جميع الاتجاهات (...)، ودورها في كل المراحل إيجابي وتعمل على إحداث التوازن».
وأوضح، أن المطالب الشعبية بقضية الجنوب ليست حديثة عهد (...) أو لأسباب يروّج لها البعض حول «عاصفة الحزم»، «وهنا نؤكد أننا مع المشروع العربي لتحرير اليمن وعودته إلى محيطه، لكننا في الوقت ذاته سنمضي في مشروعنا الجنوبي، مولين بالغ الحرص لتلازم المشروعين الوطني الجنوبي والعربي بقيادة المملكة، بحيث لا يضر أو يؤثر أحدهما على الآخر».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.