الكاظمي يلغي «قوائم الانتماء المذهبي» لخريجي الكلية العسكرية العراقية

TT

الكاظمي يلغي «قوائم الانتماء المذهبي» لخريجي الكلية العسكرية العراقية

أثارت قوائم ورد فيها حقل «الانتماء المذهبي» لخريجي الكلية العسكرية العراقية انتقادات واسعة، أمس، بعدما أظهر الكتاب الذي انتشر في مواقع محلية ومنصات التواصل الاجتماعي، أسماء الطلبة الذين يتخرجون برتبة ملازم ثانٍ في الجيش وأمام اسم كل منهم انتماؤه المذهبي.
وتوزعت غالبية الأسماء على المكونين الشيعي والسني، وخلت من أسماء طلبة من بقية المذاهب والطوائف العراقية. ولم يسبق أن انتشرت قوائم من هذا النوع. واضطر المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، إلى حذف الحقل المتعلق بالانتماء المذهبي بعد نشره قوائم المقبولين في صفحته على «تويتر».
وتعدّ الكلية العسكرية الأولى في بغداد من بين أعرق الكليات العسكرية في المنطقة العربية، وتخرج فيها ضباط عرب كبار، بينهم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح.
ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي برفع الإشارة إلى مذاهب المواطنين من الوثائق الرسمية، بما في ذلك استمارات القبول في الكلية العسكرية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع في تصريحات صحافية إن «توجيهاً صدر برفع الإشارة إلى مذاهب المتقدمين للقبول في الكلية العسكرية العراقية»، مرجحاً أن يشمل الإجراء «جميع الاستمارات الرسمية في الدولة العراقية».
وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن التصنيف المذهبي للطلاب الذي أثار الاستياء «مُتبع منذ سنوات عدة، لضمان التوازن المكوناتي»، وفقاً لتعبير المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه.
وانتقد رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، ورود الانتماء الطائفي في قوائم خريجي الكلية العسكرية. وقال عبر «تويتر» إن «ترسيخ النزعة الطائفية داخل مؤسسات الدولة وضمنها الجيش، صاحب المآثر والبطولات، يؤكد أن هناك من يدفع باتجاه استمرار ‎المحاصصة ويسعى لتجسيرها ويكشف إلى أي مستوى هابط وصلت العملية السياسية». وتساءل: «هل هذا هو الإصلاح المنتظر؟ وكيف يمكننا بعد ذلك أن ننتفض ضد الطائفية؟». واتهم النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري، لجنة القبول لطلاب الكلية العسكرية بعدم توزيع المقاعد بعدالة على المحافظات، وطالب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بفتح تحقيق، وخاطبه عبر «تويتر» قائلاً: «القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، ‏لجنة القبول لطلاب الكلية العسكرية (دورة 111) وعددهم 250 طالباً لم تلتزم بتوزيع المقاعد بعدالة على المحافظات حسب نِسبها». وأشار إلى أن «الدورة الجديدة خلت تماماً من طلاب عن محافظتي البصرة والأنبار».
من جهة أخرى، واصلت قوات الأمن العراقية بمختلف صنوفها عمليات فرض القانون في المحافظات. وأعلنت «قيادة عمليات البصرة»، أمس، بدء المرحلة الثالثة من عمليات «الوعد الصادق» الأمنية لملاحقة عصابات الخطف والمخدرات وضبط السلاح المنفلت. وتحدث بيان لـ«العمليات» عن ضبط مجموعة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة واعتقال متهمين بتجارة المخدرات وتعاطيها ومطلوبين للقضاء. وقال قائد حرس حدود المنطقة الرابعة في البصرة العميد خلف البدران إن «العملية لها نتائج إيجابية كبيرة».
كانت عمليات فرض القانون انطلقت مطلع الأسبوع في البصرة ومحافظات أخرى، ويتوقع كبار الضباط أن تستمر لنحو عام.
وفي محافظة ميسان القريبة، ولليوم الثاني على التوالي، استمرت عمليات فرض القانون وتعزيز الأمن، وقُتل خلالها ضابط برتبة نقيب من «قوات الرد السريع» بعد اشتباك مع عصابة لتهريب المخدرات في المحافظة.
وذكر بيان لـ«خلية الإعلام الأمني»، أمس، أن «قوات فرقة الرد السريع تستمر في واجبها في محافظة ميسان بفرض الأمن وإنفاذ القانون؛ إذ داهمت قوة من الفرقة وكراً لعصابة لتهريب المخدرات في قضاء قلعة صالح» صباح أمس. وأضاف أن «(القوة) تعرضت إلى إطلاق نار مباشر من قبل أفراد هذه العصابة، وقد حصل اشتباك مباشر أسفر عن استشهاد ضابط برتبة نقيب من (الرد السريع)، وتمكنت القوة من قتل أحد أفراد العصابة وجرح آخر وإلقاء القبض على متهمين اثنين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.