إطلاق 54 سجيناً وسط مطالب بإغلاق معتقلات طرابلس السرية

TT

إطلاق 54 سجيناً وسط مطالب بإغلاق معتقلات طرابلس السرية

أمر المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا، أمس، بالإفراج عن 54 سجيناً في طرابلس، تنفيذاً لقرار سابق بإلغاء باقي العقوبة المقيدة للحرية الموقعة بحقهم، في وقت طالب فيه سياسيون وحقوقيون بضرورة إغلاق سجون طرابلس السرية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، بمن فيهم رموز نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.
وجاء قرار مجلس الأعلى للقضاء في إطار «التحركات الساعية للتخفيف من الاكتظاظ داخل السجون، وتماشيا مع الإجراءات الاحترازية للوقاية من جائحة (كورونا)»، بحسب بيان صادر عن وزارة العدل التابعة لحكومة «الوفاق» أمس.
وكان المجلس الأعلى للقضاء قد أصدر أول من أمس قراراً بإلغاء باقي العقوبة المقيدة للحرية على 51 نزيلاً، كما أمر بالعفو عن تنفيذ باقي العقوبة عمن قضوا ثلث العقوبة وعددهم ثلاثة نزلاء، لافتاً إلى تولي مكتب النائب العام تنفيذ هذا القرار، وتكليف محام بوضع القرار موضع التنفيذ بالتنسيق مع الجهات المختصة لإجراء الكشوفات الطبية اللازمة لمن يشملهم القرار، وإحالة تقرير بنتائج التنفيذ إلى المجلس الأعلى للقضاء.وكانت الأمم المتحدة قد دعت السلطات في ليبيا إلى ضرورة الإسراع بإطلاق سراح المعتقلين، خصوصاً النساء والأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يعانون من حالات مرضية وكبار السن والمهاجرين واللاجئين. كما طالب سياسيون وحقوقيون ليبيون سلطات طرابلس بالكشف عن السجون السرية، الواقعة تحت سلطة الميليشيات المسلحة.
وبحسب التقديرات الأممية لا يزال 9 آلاف سجين ومحتجز في ليبيا قيد التحقيق والمحاكمة منذ سنوات عديدة، دون تمكينهم من الوصول للعدالة في ظل عدم قدرة الجهاز القضائي الليبي على العمل، في وقت تشتكي فيه عدة أسر ليبية من اختفاء أبنائها منذ اندلاع انتفاضة 17 فبراير (شباط) عام 2011. ونقلت جمعيات حقوقية عديدة عن أسر ليبية روايات عن تغييب أبنائهم في سجون طرابلس منذ 9 سنوات، مشيرين إلى أن «مدة محكومية أبنائها انتهت، دون أن يتم إطلاق سراحهم». وتطالب عائلة القذافي بإطلاق سراح نجلها الساعدي المسجون بطرابلس، وقد سبق أن توعدت بتحريك دعوى قضائية أمام محاكم دولية للإفراج عنه؛ فيما تداولت مواقع محلية نهاية الأسبوع الماضي ما وصف بإشاعات عن وفاة الساعدي، لكن مقربين من أسرته ومسؤولين عن سجون طرابلس نفوا هذه الأنباء.
ولا يزال الساعدي مسجوناً رغم أن محكمة بالعاصمة الليبية برأته في أبريل (نيسان) 2018 من تهمة قتل لاعب، ومدرب فريق الاتحاد لكرة القدم بشير الرياني، وجاء حكم تبرئة الساعدي، الذي يقبع في سجن الهضبة بالعاصمة، منذ أن سلمته النيجر إلى بلاده في مارس (آذار) 2014، رغم وعود سابقة من سلطات طرابلس بالإفراج عنه.
وما ينطبق على الساعدي القذافي، ينطبق أيضا على عدد من رموز النظام السابق، ومن بينهم عبد الله منصور وعبد الله السنوسي، اللذان لم يتم الإفراج عنهما أيضاً، وهو ما أرجعه مستشار الشؤون الخارجية لرئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، خالد الغويل، إلى أن «القضاء لا يملك السلطة، بقدر ما هي في قبضة عصابات مارقة خارجة على القانون»، لافتاً إلى وجود «كثير من معتقلي الرأي في السجون منذ سنوات، دون أن يعرضوا أمام القضاء».
وتقول حكومة «الوفاق» إنها أطلقت سراح أكثر من ألفي سجين ومحتجز ما بين 25 مارس (آذار) و15 مايو (أيار) الماضيين، وسط ترحيب من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي قالت إن المجلس الأعلى للقضاء والنيابة العامة ووزارة العدل «أبدوا رغبتهم في حماية السجناء والمحتجزين من جائحة (كوفيد - 19).



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.