بحث الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني التطورات في سوريا، خاصة الوضع في إدلب، خلال الاجتماع السادس لمجلس التعاون الاستراتيجي الأعلى الذي عقد عبر الفيديو كونفرانس أمس (الثلاثاء)، في وقت قامت فيه القوات التركية بتحصينات لنقاط المراقبة التابعة لها في شرق إدلب، وطمأنت سكان بلدة أريحا في جنوبها إلى أن الجيش التركي يعمل على حمايتهم.
وتم خلال اجتماع المجلس بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين تركيا وإيران، وفي مقدمتها الأزمة السورية. وقالت مصادر قريبة من الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» إن الجانبين أكدا استمرار التشاور والتنسيق فيما بينهما، والعمل على إحياء مسار آستانة للتفاوض، ودعم أعمال اللجنة الدستورية والحل السياسي، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وفي الكلمة التي ألقاها في افتتاح الاجتماع، قال إردوغان إن «للحوارات بين إيران وتركيا دوراً حاسماً في حل كثير من القضايا في المنطقة، وسنعمل على زيادة تطوير تعاوننا، وتكثيف هذا التعاون». وبدوره، قال روحاني إنه لا سبيل أمامنا سوى تعزيز العلاقات بين إيران وتركيا.
وفي غضون ذلك، قام الجيش التركي بعمل تحصينات ورفع السواتر ضمن مناطق وجوده في كل من قرى قميناس والنيرب وتفتناز والطرف الغربي من مدينة سراقب في شرق إدلب.
ودوى انفجار قرب إحدى النقاط التركية في منطقة عين الحمرا، نتيجة تفجير الجيش التركي عبوة لاصقة مزروعة بصاروخ تالف على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4).
وفي الوقت ذاته، وزعت القوات التركية منشوراً على أهالي مدينة أريحا، في ريف إدلب الجنوبي، أمس، طمأنتهم فيه إلى أن تركيا تعمل على الحفاظ على أرواح وممتلكات أهالي إدلب، وتبذل جهوداً على جميع المستويات لضمان الاستقرار الدائم، ووقف تدفق دماء الأبرياء والحفاظ على سلامتهم في المنطقة، ومنع أي اجتياح أو عمل عسكري على إدلب، وإعادة المدنيين الذين اضطروا للنزوح من منازلهم، وإعادة الحياة الاقتصادية في المنطقة، من خلال فتح طريقي حلب - اللاذقية (إم 4) ودمشق - اللاذقية (إم 5) للاستخدام.
وأعربت القوات التركية عن أملها في مساعدة الأهالي للجيش التركي الذي يسعى من أجل أن يعيشوا بأمان وسلام في منطقتهم، داعية إلى عدم تصديق «أكاذيب أولئك المنزعجين من بيئة الهدوء».
وكان مسلحون مجهولون يستقلون سيارة قد نفذوا هجوماً على عدد من الجنود الأتراك في محيط النقطة العسكرية التركية الواقعة في بلدة «معترم»، في محيط مدينة أريحا جنوب إدلب، ما أدى إلى مقتل جندي تركي، وإصابة اثنين آخرين.
وفي سياق قريب، ذكرت تقارير أن الجيش التركي قام بنقل المئات من عناصر القوات الخاصة من نقاط المراقبة التركية في جنوب إدلب لإرسالهم للمشاركة في مناورة عسكرية تجرى في شرق البحر المتوسط. وأشارت التقارير إلى أن الجنود الأتراك تم نقلهم من نقاط المراقبة في قرى «أبديتا» و«إحسم» و«المغارة»، وجزء من نقطة «تل الشيخ تمام» قرب بلدة بليون، وأُبقي على أعداد قليلة من جنود المدفعية في تلك النقاط.
وفي إدلب، قال الناشط محمود العلي إن «قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في مدينة كفرنبل وبلدة حزارين المجاورة صعدت قصفها المدفعي والصاروخي على بلدات سفوهن وكفرعويد ودير سنبل والبارة جنوب إدلب، ما أسفر عن إصابة 5 مدنيين، بينهم امرأة، بجروح خطيرة، نقلوا على أثرها إلى المشافي الحدودية شمال سوريا»، لافتاً إلى أن عدد القذائف الصاروخية والمدفعية التي طالت مناطق المعارضة جنوب إدلب بلغ نحو 150 قذيفة منذ ساعات، لافتاً إلى أن حالة خوف وقلق طالت المدنيين الموجودين في تلك المناطق من مواصلة قوات النظام تصعيدها، في الوقت الذي بدأ فيه الأهالي بجمع محاصيلهم الزراعية، والتسبب بخسائر بشرية ومادية. ومن جهته، قال بكار حميدي: «تعرضت كل من قرى الزيارة وزيزون وقسطون في القسم الشمالي بسهل الغاب لقصف صاروخي مكثف من قبل قوات النظام في معسكر جورين غرب حماة الذي تشرف على إدارته القوات الروسية، وطال القصف جبل الأكراد والكبينة شرق اللاذقية».
ولفت إلى أن التركيز بالقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام على طول خط التماس مع قوات المعارضة على امتداد المناطق في ريفي حماة وإدلب يشير إلى أن نية النظام هي إفراغ المناطق من المدنيين، في مرحلة أولى يبادر بعدها بعملية عسكرية، بهدف السيطرة على جبل الزاوية جنوب إدلب والقسم الشمالي من سهل الغاب وجبل الأكراد؛ وتعد هذه المناطق ذات أهمية استراتيجية، حيث إنها تشرف على الطريق الدولي (حلب - اللاذقية)، ومدن أريحا وجسر الشغور جنوب وغرب إدلب
وقال مصدر عسكري في غرفة عمليات «الفتح المبين» التابعة لفصائل المعارضة إن مجموعات تابعة لقوات النظام حاولت التقدم على محور قرية الفطيرة جنوب إدلب «حيث تصدت لها قوات المعارضة، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات، ولحق بقوات النظام خسائر بشرية، وتم إجبارها على التراجع».
6:37 دقيقة
الجيش التركي يحصن نقاطه في إدلب... والنظام يقصف «خطوط التماس»
https://aawsat.com/home/article/2496766/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%B5%D9%86-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B7%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D9%82%D8%B5%D9%81-%C2%AB%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B3%C2%BB
الجيش التركي يحصن نقاطه في إدلب... والنظام يقصف «خطوط التماس»
إردوغان وروحاني بحثا الملف السوري وأعمال اللجنة الدستورية
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
الجيش التركي يحصن نقاطه في إدلب... والنظام يقصف «خطوط التماس»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة