هجمات حوثية تدفع مئات الأسر للنزوح من مأرب

الجماعة الحوثية تكبّدت خلال اليومين الماضيين خسائر كبيرة في معارك الجوف ونهم والضالع ومأرب
الجماعة الحوثية تكبّدت خلال اليومين الماضيين خسائر كبيرة في معارك الجوف ونهم والضالع ومأرب
TT

هجمات حوثية تدفع مئات الأسر للنزوح من مأرب

الجماعة الحوثية تكبّدت خلال اليومين الماضيين خسائر كبيرة في معارك الجوف ونهم والضالع ومأرب
الجماعة الحوثية تكبّدت خلال اليومين الماضيين خسائر كبيرة في معارك الجوف ونهم والضالع ومأرب

على وقع المعارك المستمرة بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الحوثية على أطراف محافظة مأرب، أجبرت هجمات الميليشيات مئات الأسر خلال أسبوع على النزوح إلى مناطق آمنة في مدينة مأرب ومحافظة شبوة المجاورة، في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد.
جاء ذلك في وقت أفادت فيه مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الانقلابية تكبّدت في اليومين الأخيرين عشرات القتلى ومئات الجرحى والأسرى في معارك الجوف ونهم والضالع ومأرب، بالتزامن مع استمرار الجماعة في خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة. وذكرت المصادر أن قوات الجيش في محافظة الحوف تمكنت، أمس، من تحرير جبل ابن عجيل وتلة الصيلحي في محافظة الجوف، وتأمين مواقع جبهة الصبايغ والمحازيم التي تم تحريرها في وقت سابق من عناصر الجماعة الانقلابية.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك التي خاضتها قوات الجيش ورجال القبائل أدت إلى مقتل أكثر من 36 مسلحاً حوثياً، بينهم القيادي الحوثي طارق حسن المعوضي، المكنى بـ«أبو المسيرة»، فضلاً عن عشرات الجرحى والأسرى في هذه الجبهة.
إلى ذلك، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر.نت) بأن قوات الجيش في المنطقة العسكرية السابعة كبدت الميليشيات خسائر جمة في جبهة مديرية نهم (شرق صنعاء). ونقل الموقع عن العقيد فيصل ناصر مختار، رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية السابعة، قوله: «إن الجيش والمقاومة يلقنون الميليشيات الحوثية الهزائم والخسائر التي لا تنسى، نظراً للأعداد الكبيرة التي يزج بها إلى الموت».
وأكد مختار استعادة مواقع عسكرية مهمة في نجد العتق، إضافة إلى استعادة آليات عسكرية، وتدمير أخرى خلال المعارك، واستعادة كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة.
وفي حين دفعت الجماعة الحوثية بقوات مضاعفة لمواصلة الهجوم باتجاه مأرب من جهة الجنوب، ولإكمال السيطرة على مديرية ماهلية، والتقدم نحو مديرية الجوبة، أفادت منظمة الهجرة الدولية بأن 334 أسرة نزحت في محافظة مأرب خلال أسبوع بسبب تصاعد القتال.
وذكرت المنظمة في أحدث تقاريرها أن مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها رصدت بين 30 أغسطس (آب) و5 سبتمبر (أيلول)، نزوح 543 أسرة أو 3258 فرداً بسبب الهجمات الحوثية باتجاه مأرب.
ومنذ مطلع العام، قدرت المنظمة أن أكثر من 134 ألف يمني تعرضوا للنزوح مرة واحدة على الأقل بسبب المواجهات أو الفيضانات. وعلى صعيد ميداني متصل، أفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء بأن السكان في قرى منطقة الزوب، التابعة لمديرية القريشية في محافظة البيضاء، تمكنوا مساء الأحد من طرد ميليشيات الحوثي من القرية بعد معارك عنيفة.
وكانت الجماعة قد تمكنت قبل أيام من احتلال المنطقة، وقامت بتفجير كثير من منازل السكان، قبل أن ينتفض الأهالي لمواجهتها وطردها وإحراق عربات مدرعة تابعة لها. ولجأت الميليشيات الحوثية عقب طردها -بحسب المصادر- إلى قصف القرى والمنازل بالدبابات والصواريخ، ضمن مساعيها لإعادة إخضاع المنطقة الواقعة في مناطق سيطرتها في محافظة البيضاء.
وفي محافظة الضالع (جنوب)، أفادت المصادر العسكرية الرسمية بأن قوات الجيش أحبطت محاولة تسلل لميليشيات الحوثي في جبهة مريس (شمال المحافظة)، بعد أن حاولت مجموعة من العناصر الحوثية التسلل باتجاه مواقع في القطاع الغربي لجبهة مريس.
وفي حين استهدفت مدفعية الجيش اليمني تعزيزات الميليشيات الحوثية، أفاد الموقع الرسمي للجيش بأن المواجهات أسفرت عن مصرع 13 من عناصر الميليشيات، وجرح 20 آخرين، فيما لاذ البقية بالفرار باتجاه مديرية دمت المجاورة.
وفي شأن الخروقات الحوثية المتواصلة للهدنة الأممية في محافظة الحديدة (غرب)، أفاد الإعلام العسكري التابع للقوات اليمنية المشتركة بأن الميليشيات الحوثية قصفت، أمس (الاثنين)، قرى مأهولة بالسكان في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا (جنوب المحافظة) بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120، وفتحت نيران أسلحتها القناصة والأسلحة الرشاشة المتوسطة عدة ساعات.
وذكرت المصادر نفسها أن القوات المشتركة رصدت، يوم الأحد، 56 خرقاً ارتكبتها الميليشيات الحوثية في مناطق متفرقة جنوب الحديدة، طالت مدن ومناطق سكنية في الجبلية والفازة والتحيتا وحَيْس والجاح والدريهمي ومدينة الحديدة.
وقالت إن الميليشيات قصفت المدن والمناطق السكنية بقذائف مدفعية، وفتحت أسلحتها الرشاشة وسلاح القناصة على القرى والمدن السكنية ومزارع المواطنين والطرقات العامة والفرعية جنوب المحافظة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.