لبنان يبدأ الخطة الثانية لتطويق «كورونا» شمالاً

حسن في مسشتفى إهدن الحكومي (فيسبوك الصحة اللبنانية)
حسن في مسشتفى إهدن الحكومي (فيسبوك الصحة اللبنانية)
TT

لبنان يبدأ الخطة الثانية لتطويق «كورونا» شمالاً

حسن في مسشتفى إهدن الحكومي (فيسبوك الصحة اللبنانية)
حسن في مسشتفى إهدن الحكومي (فيسبوك الصحة اللبنانية)

تواصل وزارة الصحة اللبنانية تحذير المواطنين من مغبة الاستهتار باتباع إجراءات الوقاية من كورونا، مع استمرار تسجيل أعداد إصابات مرتفعة، إذ لا تزال نسبة الحالات الإيجابية تتجاوز الـ5 في المائة من مجمل الفحوصات اليومية، وذلك مع اقتراب العودة إلى المدارس التي حدّدتها وزارة التعليم نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.
وأعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب أمس، أنّ «لجنة كورونا أوصت بالتعليم المدمج مع مراعاة الإرشادات»، موضحاً أنّ الوزارة «ستقوم أسبوعيّاً بتقييم الوضع مع المراجع الصحية».
وبالعودة إلى انتشار الوباء، أكّد وزير الصحة حمد حسن في حكومة تصريف الأعمال أنّ الوضع الصحي «في كل المناطق دقيق وبحاجة إلى الوعي التام من قبل جميع المواطنين»، متمنياً من «المجتمع التجاوب مع تعليمات وزارة الصحة والتقيد بوضع الكمامات والنظافة والإرشادات الصادرة عن الحكومة».
وخلال زيارته مدينة طرابلس (شمال لبنان) حيث 20 في المائة من الإصابات، لفت إلى أنّ «عديد الإصابات في طرابلس في تزايد ما يتطلّب الوقوف إلى جانبها»، قائلاً: «كورونا تحدٍ، وطرابلس وأهلها على قدر التحدي ونضمن محدودية انتشار الوباء».
وفي حين أعلن حسن «بداية الخطة الثانية من مواجهة كورونا من خلال زيادة عدد الأسرة في مستشفى طرابلس الحكومي ومستشفى حلبا وسير الضنية»، لفت إلى أنه «خلال أسبوع سنلمس السيطرة على أعداد الإصابات».
وكانت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء طرابلس أعلنت في نشرتها اليومية أمس، تسجيل 43 حالة إيجابية جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وطلب حسن من المواطنين في الشمال «أخذ الأمور بجدية، لأن الأمر ليس سهلاً، فهناك كثير من الإصابات وعدد من الوفيات».
وتطرّق الوزير إلى موضوع الأخطاء التي تكرّرت سابقاً في نتائج فحوصات الـ«بي سي آر»، مؤكداً أنّ الوزارة شكّلت لجنة «قوامها عدد من الاختصاصيين المشهود لهم بنجاحهم ومهارتهم في المختبرات الطبية، ورغم ذلك ما زال هناك تشكيك بنتائج الفحوصات، ولكن هناك جهداً وتدقيقاً واسعاً في هذا المجال».
وطلب حسن عدم «الانجراف مع الشائعات أو في الدعايات المسيئة»، لا سيّما أنه «من الطبيعي أن يكون هناك فحص خاطئ من أصل 800 فحص ناجح».
من جهة أخرى، أعلنت وكالة «الأونروا» أن نتائج الفحوص الإضافية التي أجريت في الأيام القليلة الماضية في مخيمات اللجوء الفلسطيني، أظهرت 27 إصابة جديدة بفيروس كورونا، كما ثبتت إصابة أحد موظفي «الأونروا» في العيادة المركزية في بيروت، وهو يلتزم الحجر المنزلي.
وأشارت الوكالة في بيان لها إلى أنه وفقاً لآخر تحديث لها، «ارتفع العدد الإجمالي لحالات (كوفيد - 19) بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ تفشي الفيروس، إلى 530 حالة»، مؤكدة أنها تواصل «متابعة الحالات الجديدة بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة ومع شركائها، واللجان الشعبية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.