القاهرة تعلن استئناف الطيران مع موسكو منتصف الشهر

مساعدات مصرية طبية للعراق لمواجهة «كورونا»

مصريات ملتزمات ارتداء الكمامة يتسوقن في القاهرة (رويترز)
مصريات ملتزمات ارتداء الكمامة يتسوقن في القاهرة (رويترز)
TT

القاهرة تعلن استئناف الطيران مع موسكو منتصف الشهر

مصريات ملتزمات ارتداء الكمامة يتسوقن في القاهرة (رويترز)
مصريات ملتزمات ارتداء الكمامة يتسوقن في القاهرة (رويترز)

تُستأنف حركة الطيران بين القاهرة وموسكو، منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، بعد نحو 5 أشهر على توقف الطيران المنتظم بين العاصمتين، بسبب أزمة فيروس «كورونا المستجد». وبدأت السلطات المصرية ونظيرتها بعدد من الدول إعادة تسيير حركة الطيران حول العالم، بعد انخفاض لافت في أعداد المصابين بالفيروس.
وتعتزم شركة مصر للطيران، اليوم (الاثنين)، تسيير 27 رحلة لنقل نحو 2500 راكب إلى 19 وجهة عالمية.
وأوضحت مصر للطيران، أمس، أنه سيتم تسيير رحلة واحدة إلى كل من باريس ولندن وميلانو وإسطنبول ونيروبي والخرطوم والشارقة وبيروت والمنامة، و3 رحلات إلى دبي، ورحلتين إلى أبوظبي، ورحلة واحدة استثنائية إلى كل من جدة وأبها والدمام وكيجالي. كما سيتم تسيير 6 رحلات داخلية، بمعدل رحلتين إلى كل من شرم الشيخ والغردقة، ورحلة واحدة إلى كل من أسوان والأقصر، بالإضافة إلى 3 رحلات شحن جوي.
والتحقت روسيا بالدول التي استعادت طيرانها مع مصر. وأعلنت شركة مصر للطيران التصريح بإعادة تشغيل رحلات جوية بين موسكو والقاهرة، لكل من شركة «إيروفلوت» وشركة «مصر للطيران». وكشفت أنه جارٍ تنسيق كل من الشركتين مع سلطات الطيران المدني للبلدين، للانتهاء من التجهيزات والترتيبات اللازمة للبدء في التشغيل الفعلي للرحلات، منتصف سبتمبر الحالي. وتعد مصر الدولة الخامسة التي استأنفت روسيا الطيران معها.
وسجلت مصر، وفقاً للتقرير الصادر مساء «السبت»، أول من أمس، 130 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، و16 وفاة، مقابل 157 إصابة، و16 وفاة، يوم الجمعة الماضي.
وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد إن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم (السبت) هو 99712 حالة، من ضمنهم 77208 حالات تم شفاؤها، و5511 حالة وفاة». وكانت مصر قد فرضت منتصف مارس (آذار) الماضي إجراءات للعزل العام لمكافحة تفشي الفيروس، تشمل حظر التجول ليلاً، وحظر التجمعات العامة الكبيرة، وإغلاق المطاعم والمسارح ودور السينما. لكنها رفعت معظم هذه الإجراءات منذ أواخر يونيو (حزيران) الماضي بعد تراجع الإصابات.
من جهة أخرى، تسلم العراق مساعدات طبية ومواد تطهير قادمة من مصر، بتوجيه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار تضامن مصر مع شعب العراق، للمساهمة في مجابهة جائحة فيروس «كورونا». وتتضمن المساعدات تجهيز كميات كبيرة من المساعدات الطبية ومواد التطهير، وكان في استقبالها عدد من المسؤولين بجمهورية العراق. وأثنى أحمد نايف الدليمي، سفير العراق بمصر، على الموقف المصري ودوره في مساهمة قطاع الصحة العراقي في مجابهة انتشار فيروس كورونا، مشيداً بالجهود والمساعي المصرية في مساندة الدول العربية والأفريقية، مقدماً الشكر والتقدير لمصر حكومة وشعباً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.