كاتب يزعم قتل روسيا 60 جندياً تركياً في إدلب

قصف متبادل في إدلب وتل تمر

رجل يلفّ سلكاً معدنياً محترقاً وسط الأنقاض في بلدة آفس في إدلب (أ.ف.ب)
رجل يلفّ سلكاً معدنياً محترقاً وسط الأنقاض في بلدة آفس في إدلب (أ.ف.ب)
TT

كاتب يزعم قتل روسيا 60 جندياً تركياً في إدلب

رجل يلفّ سلكاً معدنياً محترقاً وسط الأنقاض في بلدة آفس في إدلب (أ.ف.ب)
رجل يلفّ سلكاً معدنياً محترقاً وسط الأنقاض في بلدة آفس في إدلب (أ.ف.ب)

كشف الكاتب التركي جيم كوتشوك، أن روسيا قتلت 60 جندياً تركياً في هجوم شنته روسيا في مدينة إدلب السورية.
وجاءت مزاعم كوتشوك، خلال مشاركته في برنامج على قناة «خبر تورك»، يتعلق بالهجوم الذي نفذه الجيش السوري في إدلب في 27 فبراير (شباط) الماضي، حيث أعلن والي هطاي (جنوب تركيا) وقتها مقتل 33 جنديا تركيا فقط.
وقال كوتشوك إن المسؤولين الروس قالوا إنهم كانوا لا يعرفون أن هناك جنودا أتراكا في المنطقة، لكنهم كانوا يكذبون. وكانت وزارة الدفاع التركية ذكرت في ذلك الوقت أنه تم تزويد روسيا بالإحداثيات الخاصة بالموقع الذي وقع فيه الهجوم، بالقرب من إحدى نقاط المراقبة العسكرية التركية في إدلب.
وقرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عقب هذا الهجوم مباشرة، فتح حدود تركيا أمام اللاجئين السوريين للتدفق على أوروبا بدعوى عدم دعم الاتحاد الأوروبي لتركيا في التعامل مع موجات النزوح من إدلب.
وعقب هذا الهجوم أيضا وقع إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في 5 مارس (آذار) اتفاقا لوقف إطلاق النار في إدلب.
في سياق متصل، واصلت القوات التركية قصفها لمواقع تابعة للنظام السوري جنوب وشرق إدلب، بينما واصلت قوات النظام قصفها على المحاور الجنوبية. وفي الوقت ذاته قصفت القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها، مناطق في تل تمر شمال الرقة ووقعت اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المنطقة.
وقصفت القوات التركية مواقع لقوات النظام في كفرنبل ومحيطها وسراقب بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، ونفذت قوات النظام قصفا صاروخيا مستهدفة مناطق في جبل الزاوية ضمن ريف إدلب الجنوبي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوقوع هجوم بعد منتصف ليل السبت - الأحد، من قبل مجهولين بالأسلحة الرشاشة على حاجز تابع لهيئة تحرير الشام في منطقة كفر تخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، لاذوا بالفرار بعد تنفيذ الهجوم الذي اعتقلت هيئة تحرير الشام على أثره 5 مقاتلين من فصيل «لواء هنانو» للاشتباه في تنفيذهم الهجوم، قبل أن تطلق سراحهم لاحقا.
في الوقت ذاته، أطلق مسلحون مجهولون النار من سيارة كانوا يستقلونها على عدد من الجنود الأتراك في محيط نقطة المراقبة التركية في بلدة «معترم» في محيط مدينة أريحا جنوب إدلب، ما تسبب بإصابة جنديين، جروح أحدهما خطيرة.
على صعيد آخر، نفذت الفصائل الموالية لتركيا قرى أم الخير وأم الكيف وعبوش في ريف تل تمر من مناطق تمركزاتها في قريتي مشعفة ومناخ الواقعة تحت سيطرتها في ريف تل تمر، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن، بينما توقف القصف على تلك المحاور بعد دقائق. وأفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات، بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة، وقوات قسد من جهة أخرى، على محاور ريف تل أبيض الغربي، شمال الرقة، تزامنت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين.
وكان المرصد السوري، قد رصد مساء السبت، قصفا بالأسلحة الثقيلة مصدره القوات التركية والفصائل الموالية لها، استهدف مناطق في قريتي عفدكو وكوبرلك في ريف تل أبيض الغربي، بعد هدوء استمر 10 أيام.
واعتقلت عناصر الفصائل الموالية لتركيا، أمس، 5 مدنيين من قرية بئر نوح في ريف تل تمر، واقتادتهم إلى مكان مجهول، وذلك بتهمة التعامل مع «قسد». وقال المرصد إن عناصر الفصائل عبثت في القرية بقصد ترهيب سكانها المتبقين.
ولفت المرصد إلى استمرار عمليات سرقة الممتلكات فيما يعرف بمناطق «نبع السلام»، حيث تواصل الفصائل الموالية لتركيا سرقة محتويات منازل المواطنين بشكل شبه كامل في قرية الشركة في ريف رأس العين، بالإضافة إلى سرقة الممتلكات العامة وشبكات الكهرباء لاستخراج المعادن من النحاس والألمنيوم، وبيعها كخردة في أسواق تركيا بعد صهرها وتحويلها إلى سبائك.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.