إردوغان يلتقي السراج في إسطنبول

بالتزامن مع اجتماعات المغرب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (أ.ب)
TT

إردوغان يلتقي السراج في إسطنبول

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس (أ.ب)

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية فائز السراج، التطورات في ليبيا ووقف إطلاق النار المعلن مؤخراً، بالإضافة إلى أجندة المفاوضات التي انطلقت في المغرب لبحث التوصل إلى اتفاق سياسي جديد.
ووصل السراج إلى إسطنبول في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، تزامنت مع انطلاق اجتماعات بين وفدي مجلس النواب الليبي المنتخب ومجلس الدولة الاستشاري، اللذين يعقدان مشاورات تحت إشراف الأمم المتحدة في المغرب، تمهيداً لعقد اتفاقية «الصخيرات 2».
وجرت المشاورات الأولية خلال اليومين الماضيين حول توزيع المناصب السيادية على الأقاليم الليبية الثلاثة، ضمن مخطط لإعادة تشكيل السلطات المركزية وفق مخرجات مؤتمر برلين.
كما يتم النظر في تعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي، ونائب عام ومسؤولين جدد في النيابة العامة، وكبار المسؤولين في ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية وهيئة مقاومة الفساد. وتراقب تركيا تطورات المباحثات الجديدة وتواصل في الوقت ذاته تقديم الدعم العسكري وإرسال الأسلحة والمرتزقة من الفصائل السورية الموالية لها لدعم حكومة السراج على الأرض.
وجاء عقد الاجتماعات في المغرب نتيجة جولة ماراثونية قامت بها رئيسة البعثة الأممية بالنيابة، ستيفاني ويليامز، شملت عدداً من دول المنطقة من بينها الجزائر والمغرب ومصر وتونس. وقالت ويليامز، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا يوم الأربعاء الماضي، إنها حصلت على الدعم من المملكة المتحدة ومصر والجزائر وتونس. وأضافت قائلة: «أظهر الجميع دعمهم للعملية السلمية في ليبيا، وحصلت منهم جميعاً على التزامات بالمساعدة في مهمتنا لجمع الفرقاء الليبيين وإحلال السلام في البلاد».
من جهة أخرى، وبالتزامن مع زيارة السراج، وقعت وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية اتفاقية نوايا حسنة مع مصرف ليبيا المركزي لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الاستثمار وريادة الأعمال والتكنولوجيا.
وقع الاتفاقية، في أحد فنادق إسطنبول، عن الجانب التركي وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارانك، وعن الجانب الليبي الصديق عمر الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي. وقال فارانك قبل التوقيع إن تركيا وليبيا «تواجهان تهديدات عدة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وإنهما تخوضان نضالاً معاً ضد التهديدات المشتركة». وأكد ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين البلدين «لترسيخ هذا النضال المشترك بشكل أكبر، لا سيما بعد التقدم المحرز في المجالين العسكري والسياسي»، مضيفاً أن الوقت قد حان للمضي قدما في التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا وريادة الأعمال والموارد البشرية عبر مشاريع ملموسة.
وكشف أنه سيتم خلال الأيام القادمة الإقبال على خطوات تعاون متبادل مع ليبيا، فيما يتعلق بتأسيس صناديق استثمارية لريادة الأعمال، لا سيما في مجال دعم المشاريع التكنولوجية، أو الاستثمار في الصناديق الاستثمارية التركية.
بدوره، أكد محافظ مصرف ليبيا المركزي، أنهم يتابعون عن كثب النظام المصرفي في تركيا، ويرون أن المستوى الذي وصل إليه النظام المصرفي التركي يضاهي الدول المتقدمة في مجال العمل المصرفي، لافتاً إلى حاجة المصرف المركزي الليبي للدعم وزيادة القدرات سواء من الناحية التقنية أو الموارد البشرية. وأعرب عن ترحيبه بتأسيس مراكز تكنولوجية موجهة للشباب بليبيا، مشيراً إلى أن بلاده بحاجة أيضاً لمراكز تدريبية لتأهيل الموارد البشرية في المجال المالي.
ووقع البنك المركزي التركي، مؤخراً، مذكرة تفاهم مع نظيره الليبي لتنظيم العلاقات المستقبلية بينهما. كما تسعى تركيا إلى إعادة شركات المقاولات والطاقة للعمل في ليبيا، وتركز على مسألة إعادة تصدير النفط الليبي. وأعلنت أنها تقبل بنزع السلاح من سرت والجفرة بشرط أن يخضعا لحكومة السراج. ولم تعلن رسمياً تأييدها لوقف إطلاق النار المعلن في ليبيا الشهر الماضي، انتظاراً لما ستسفر عنه المباحثات في المغرب. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها السراج إلى تركيا بعد إعادته وزير داخليته فتحي باش أغا للعمل إثر توقيفه على خلفية مواقفه المثيرة للجدل حيال المظاهرات المفاجئة التي شهدتها العاصمة طرابلس وعدة مدن أخرى الأسبوعين الماضيين، بسبب تردى الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات العامة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.