بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية فائز السراج، التطورات في ليبيا ووقف إطلاق النار المعلن مؤخراً، بالإضافة إلى أجندة المفاوضات التي انطلقت في المغرب لبحث التوصل إلى اتفاق سياسي جديد.
ووصل السراج إلى إسطنبول في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، تزامنت مع انطلاق اجتماعات بين وفدي مجلس النواب الليبي المنتخب ومجلس الدولة الاستشاري، اللذين يعقدان مشاورات تحت إشراف الأمم المتحدة في المغرب، تمهيداً لعقد اتفاقية «الصخيرات 2».
وجرت المشاورات الأولية خلال اليومين الماضيين حول توزيع المناصب السيادية على الأقاليم الليبية الثلاثة، ضمن مخطط لإعادة تشكيل السلطات المركزية وفق مخرجات مؤتمر برلين.
كما يتم النظر في تعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي، ونائب عام ومسؤولين جدد في النيابة العامة، وكبار المسؤولين في ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية وهيئة مقاومة الفساد. وتراقب تركيا تطورات المباحثات الجديدة وتواصل في الوقت ذاته تقديم الدعم العسكري وإرسال الأسلحة والمرتزقة من الفصائل السورية الموالية لها لدعم حكومة السراج على الأرض.
وجاء عقد الاجتماعات في المغرب نتيجة جولة ماراثونية قامت بها رئيسة البعثة الأممية بالنيابة، ستيفاني ويليامز، شملت عدداً من دول المنطقة من بينها الجزائر والمغرب ومصر وتونس. وقالت ويليامز، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا يوم الأربعاء الماضي، إنها حصلت على الدعم من المملكة المتحدة ومصر والجزائر وتونس. وأضافت قائلة: «أظهر الجميع دعمهم للعملية السلمية في ليبيا، وحصلت منهم جميعاً على التزامات بالمساعدة في مهمتنا لجمع الفرقاء الليبيين وإحلال السلام في البلاد».
من جهة أخرى، وبالتزامن مع زيارة السراج، وقعت وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية اتفاقية نوايا حسنة مع مصرف ليبيا المركزي لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الاستثمار وريادة الأعمال والتكنولوجيا.
وقع الاتفاقية، في أحد فنادق إسطنبول، عن الجانب التركي وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارانك، وعن الجانب الليبي الصديق عمر الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي. وقال فارانك قبل التوقيع إن تركيا وليبيا «تواجهان تهديدات عدة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وإنهما تخوضان نضالاً معاً ضد التهديدات المشتركة». وأكد ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين البلدين «لترسيخ هذا النضال المشترك بشكل أكبر، لا سيما بعد التقدم المحرز في المجالين العسكري والسياسي»، مضيفاً أن الوقت قد حان للمضي قدما في التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا وريادة الأعمال والموارد البشرية عبر مشاريع ملموسة.
وكشف أنه سيتم خلال الأيام القادمة الإقبال على خطوات تعاون متبادل مع ليبيا، فيما يتعلق بتأسيس صناديق استثمارية لريادة الأعمال، لا سيما في مجال دعم المشاريع التكنولوجية، أو الاستثمار في الصناديق الاستثمارية التركية.
بدوره، أكد محافظ مصرف ليبيا المركزي، أنهم يتابعون عن كثب النظام المصرفي في تركيا، ويرون أن المستوى الذي وصل إليه النظام المصرفي التركي يضاهي الدول المتقدمة في مجال العمل المصرفي، لافتاً إلى حاجة المصرف المركزي الليبي للدعم وزيادة القدرات سواء من الناحية التقنية أو الموارد البشرية. وأعرب عن ترحيبه بتأسيس مراكز تكنولوجية موجهة للشباب بليبيا، مشيراً إلى أن بلاده بحاجة أيضاً لمراكز تدريبية لتأهيل الموارد البشرية في المجال المالي.
ووقع البنك المركزي التركي، مؤخراً، مذكرة تفاهم مع نظيره الليبي لتنظيم العلاقات المستقبلية بينهما. كما تسعى تركيا إلى إعادة شركات المقاولات والطاقة للعمل في ليبيا، وتركز على مسألة إعادة تصدير النفط الليبي. وأعلنت أنها تقبل بنزع السلاح من سرت والجفرة بشرط أن يخضعا لحكومة السراج. ولم تعلن رسمياً تأييدها لوقف إطلاق النار المعلن في ليبيا الشهر الماضي، انتظاراً لما ستسفر عنه المباحثات في المغرب. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها السراج إلى تركيا بعد إعادته وزير داخليته فتحي باش أغا للعمل إثر توقيفه على خلفية مواقفه المثيرة للجدل حيال المظاهرات المفاجئة التي شهدتها العاصمة طرابلس وعدة مدن أخرى الأسبوعين الماضيين، بسبب تردى الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات العامة.
إردوغان يلتقي السراج في إسطنبول
بالتزامن مع اجتماعات المغرب
إردوغان يلتقي السراج في إسطنبول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة