فيضان النيل يحاصر القصر الجمهوري ومسكن رئيس الوزراء السوداني

101 قتيل وانهيار آلاف المنازل والمنشآت

سكان الخرطوم يصارعون فيضان النيل لإنقاذ منازلهم (أ.ب)
سكان الخرطوم يصارعون فيضان النيل لإنقاذ منازلهم (أ.ب)
TT

فيضان النيل يحاصر القصر الجمهوري ومسكن رئيس الوزراء السوداني

سكان الخرطوم يصارعون فيضان النيل لإنقاذ منازلهم (أ.ب)
سكان الخرطوم يصارعون فيضان النيل لإنقاذ منازلهم (أ.ب)

سجلت في العاصمة السودانية الخرطوم أمس أعلى منسوب فيضان بلغ 17.62 متر، فيما استقرت المناسيب العليا، عند محطة «شندي» في شمال وبلغت 18.34 متر، وفاقت أعلى فيضان مسجل في السابق البالغ 18.07 متر.
وارتفعت الوفيات الناجمة عن الفيضان إلى 101 واجتاحت مياه النيل وروافده عدة مناطق، بما في ذلك محل إقامة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك المطل على النيل الأزرق، واضطرت قوات الدفاع المدني لإقامة الحواجز الترابية للحيلولة دون غمر المنزل كليا بالمياه. كما فاضت المياه على «شارع النيل» المجاور للقصر الرئاسي والوزارات المهمة في الخرطوم، وقال شهود إن المياه بلغت مباني القصر الرئاسي، فيما غمرت مناطق واسعة من المدن والقرى على امتداد النيل وفروعه، وأطلقت مناطق كثيرة في البلاد نداءات الاستغاثة.
وقالت وزارة الداخلية بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سونا» إن السيول والفيضانات أودت بحياة 101 شخص، وإصابة نحو 50 شخصا في أنحاء البلاد كافة، في وقت تدمر فيه نحو 25 ألف منزل كليا، وانهار نحو 41 ألف منزل جزئياً، وتضررت نحو 180 منشأة حكومية، ومئات المتاجر، ونفوق أكثر من 5 آلاف حيوان.
وقالت اللجنة العليا لطوارئ الفيضان في بيانها أمس إن المنسوب عند محطة «الديم» عند مداخل النيل قرب الحدود الإثيوبية، انخفض 26 سنتمترا، وانخفض إيراد النيل الأزرق الكلي بنحو 80 مليون متر مكعب، وإن إيراد النيل الأزرق من المياه تراوح خلال الأسبوع الماضي عند محطة «الديم» بين 900 - 950 مليون متر مكعب، في وقت لم يتجاوز فيه تصريف خزان «الروصيرص» القريب من الحدود الإثيوبية 650 مليون متر مكعب، فيما تذبذب إيراد نهر عطبرة خلف خزان «خشم القربة»، شرق البلاد بين 170 و300 مليون متر مكعب.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أن مناسيب الفيضان في شمال السودان سجلت انخفاضا تراوح بين 4 و10 سنتمترات، وبلغ منسوب نهر النيل الرئيسي 16.24 متر، بلغ بانخفاض 4 سنتمترات، ومرتفعة عن فيضان العام الماضي 1.05 سنتمتر، في وقت بلغ فيه منسوب نهر عطبرة، أحد روافد نهر النيل الموسمية 15.46 متر، بانخفاض 10 سنتمترات عن آخر منسوب، وبارتفاع قدره 1.07 سنتمتر عن فيضان العام الماضي.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية أن الفاصل المداري يمر شمال ولاية البحر الأحمر، ويمر بمدينة أبو حمد في الشمال، والولايات الغربية، ويتوقع أن يحافظ على موقعه طوال اليوم، فيما نبهت سلطات الدفاع المدني في ولاية نهر النيل المواطنين لا سيما القاطنين على نهر عطبرة من ارتفاعات متوقعة في مناسيب نهر النيل ونهر عطبرة، ودعت لاتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأنهار والمناطق المنخفضة، للحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم.
وأعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، السودان منطقة كوارث طبيعية، وفرض حالة طوارئ لثلاثة أشهر، وشكل مجلس الوزراء لجنة عليا لمعالجة آثار الفيضانات والسيول، وتبعا لذلك وصلت البلاد أمس طائرتان مصريتان تحملان مساعدات إنسانية من «خيام ومواد غذائية» قدرها 23.5 طن، لدعم المتأثرين بالسيول والفيضانات، وأرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات ومواد إغاثية وأدوية من دولة الإمارات العربية المتحدة، تبلغ 100 طن لمساعدة ضحايا الفيضانات التي ضربت أجزاء مختلفة من السودان.
وكانت المملكة العربية السعودية قد أرسلت الأسبوع الماضي، بعد إعلان السودان منطقة كوارث، مساعدات تبلغ 90 طناً من المواد الإيوائية والغذائية تشمل 300 خيمة و300 حقيبة إيوائية و1.800 بطانية و210 سلال غذائية و40 طنا من التمور.
وغمرت المياه منازل آلاف المواطنين، أجلي سكانها إلى مناطق مجاورة، في أوضاع إنسانية غاية السوء، وانعدام وسائل الإيواء والمعينات الطبية، بما يهدد بتفشي الأمراض الناجمة عن الفيضانات، في وقت انتشر فيه مئات المتطوعين من شباب الأحياء المجاورة لنهر النيل لمراقبة الحواجز الرملية، وردم أي تسريب محتمل، فيما شرع كل من منظمات المجتمع المدني والمتطوعين في عمليات إنقاذ شاقة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.