في الوقت الذي يسابق فيه الخبراء الزمن لاختبار علاجات مبتكرة لـ«كوفيد - 19»، سخر الشقيقان أريس وأندرياس بيرسيديس الذكاء الصناعي لتحديد أدوية يمكن إعادة استخدامها لمعالجة مضاعفات الوباء.
وسلطت شبكة «ميدسكيب» الطبية الضوء على نتائج أبحاث شركة «بيوفيستا»، التي أنشأها الشقيقان بيرسيديس في عام 2005. والتي تطبق أساليب جديدة للذكاء الصناعي من خلال منصة «المشروع المعجزة» التابعة لها للعثور على علاجات من شأنها التخفيف من مضاعفات المرض التي يمكن أن تنشأ بعد الإصابة بـكورونا». وأعلنت الشركة أخيراً أنها حددت «مضادات انحلال الفبرين» و«مضادات مستقبلات الأنجيوتينسن»، على أنها قادرة على الحد من آثار رد الفعل المناعي المفرط المسمى بـ«عاصفة السيتوكين»، والحمل الفيروسي المرتفع المرتبط بـ«كوفيد - 19».
وقاد ذلك الشركة إلى تحديد (كابلاسيزوماب) و(إزيتمايب) و(أتورفاستاتين)، كعلاجات محتملة لمعالجة تخثر الدم والالتهابات المرتبطة بـ«كوفيد - 19». كما حددت منصة الذكاء الصناعي أيضاً مركبين نشطين بيولوجياً وهما، (اللايكوبين) و(فيتامين د)، على أنهما مفيدان في علاج «كوفيد - 19»، وبذلك يصل مجموع العلاجات المحتملة إلى خمسة. ويقول أريس بيرسيديس في تقرير نشرته شبكة (ميدسكيب) الطبية: «يساعد الذكاء الصناعي بمجال الأدوية في العثور على (الإبرة في كومة القش)، ونحن متفائلون بأننا وجدنا العديد منها». وأشار إلى أن هذه الأدوية جزء من «إطلاق متجدد» للأدوية المحتملة التي تم تحديدها بواسطة منصة «المشروع المعجزة». وأضاف بيرسيديس: «لقد أعاد «كوفيد - 19» كتابة كتاب الأمراض المعدية، فقد ثبت أن علاجه صعب بشكل خاص، لأنه يسبب مضاعفات متعددة تؤثر على كل عضو تقريباً». وأشار إلى أن «التعلم الآلي النموذجي للذكاء الصناعي غير مصمم لمرض مثل «كوفيد – 19»، لأنه ينظر فقط إلى الوراء بناءً على ما قمت بتدريبه، وإذا غيرت متغيراً صغيراً، عليك تدريبه مرة أخرى».
وعلى عكس الذكاء الصناعي للتعلم الآلي التقليدي، فإن منصة «المشروع المعجزة»، هي «بناء آلي للذكاء الصناعي يمكننا من بناء واستجواب واختبار السيناريوهات الممكنة وغير المتوقعة، كما يتم استخدامها لرسم خريطة لجميع الأدوية المعروفة مقابل كل آلية ممكنة يعمل فيها الفيروس لإحداث مضاعفات». وقال بيرسيديس إن الشركة ستواصل نشر بيانات علنية عن الأدوية المحتملة لـ«كوفيد - 19» للعلماء والأطباء لاختبارها، حتى نحل بشكل جماعي هذه المشكلة».
وقبل «كوفيد - 19»، حصلت الشركة على براءات اختراع بشأن «الاستخدامات غير المتوقعة لثلاثة عقاقير ضد خمسة أمراض على الأقل وتنوعاتها»، وفقاً لما قاله بيرسيديس لشبكة (ميدسكيب) الطبية.
كما كان لمنصة أخرى من منصات الذكاء الصناعي التي تم تطويرها في سنغافورة دور في اكتشاف توليفة من الأدوية يمكن استخدامها في العلاج. ونجح د.ديان هو، رئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة سنغافورة الوطنية وفريقه البحثي، في استخدام منصة قاموا بتطويرها تعرف باسم «تحديد الكل» لاكتشاف أن الجمع بين دواء فيروس نقص المناعة البشرية (ريتونافير) مع دواء إيبولا (ريميدسفير) أدى إلى «تركيبة ذات درجة عالية في تثبيط كامل للعدوى».
ويثني د.خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، على هذه الآلية التي تسرع من التجارب السريرية، كونها تتعامل مع أدوية موجودة بالسوق وتم اختبار عامل الأمان الخاص بها.
ويقول شحاتة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «من المرجح أن يكون استخدام تركيبات الأدوية بدلاً من العلاج بعقار واحد أمراً ضرورياً في (كوفيد - 19) لتأثيراته المتعددة، ولأن اختيار الأدوية المناسبة، والجرعة المناسبة لكل دواء يمكن أن يعني الفرق بين الفعالية القصوى أو عدم الفعالية على الإطلاق، فهنا يأتي دور الذكاء الصناعي، لأن ذلك هو المكان الذي يكون فيه مفيدا».
تسخير الذكاء الصناعي في البحث عن علاجات لـ«كوفيد ـ 19»
تسخير الذكاء الصناعي في البحث عن علاجات لـ«كوفيد ـ 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة