كوريا الجنوبية تدعم مواطنيها الأكثر تضرراً من الجائحة

تستهدف العاطلين عن العمل والشباب وأصحاب الدخول المنخفضة وأصحاب الأعمال الحرة

امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» في أحد شوارع سيول (رويترز)
امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» في أحد شوارع سيول (رويترز)
TT

كوريا الجنوبية تدعم مواطنيها الأكثر تضرراً من الجائحة

امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» في أحد شوارع سيول (رويترز)
امرأة تضع كمامة للوقاية من «كورونا» في أحد شوارع سيول (رويترز)

تعتزم كوريا الجنوبية تقديم دعم «محدد» من أجل بعض المواطنين وأصحاب الأعمال الحرة الذين تضرروا بصورة خاصة من تفشي فيروس «كورونا». وأعلن رئيس الوزراء تشونغ سي كيون عن الخطة خلال خطابه الافتتاحي باجتماع مع قادة «الحزب الديمقراطي» الحاكم ومسؤولي الرئاسة. ويهدف الاجتماع لمناقشة خطة مفصلة خاصة بجولة ثانية من الدعم النقدي.
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن تشونغ القول إن الحكومة سوف تقدم «دعماً محدداً» يستهدف الفئات الأكثر ضعفاً، التي تشمل العاطلين عن العمل والشباب وأصحاب الدخول المنخفضة والتجار وأصحاب الأعمال الحرة. وأضاف: «الحكومة سوف تحشد كل وسيلة سياسية للتغلب على الأزمة الاقتصادية». وقال رئيس «الحزب الديمقراطي» لي ناك يون إن خطط الحكومة تهدف لمساعدة «الأكثر احتياجاً أولاً».
وأشار إلى أن هذه سوف تكون أول مرة منذ 59 عاماً تقوم فيها حكومة كوريا الجنوبية بتخصيص موازنات إضافية 4 مرات خلال عام. وأضاف: «هذا يعني أن الوضع صعب للغاية».
وارتفعت أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية بنسبة 0.7 في المائة سنوياً خلال أغسطس (آب) الماضي، بسبب ارتفاع أسعار السلع الزراعية للشهر الثاني على التوالي وسط جائحة فيروس «كورونا».
كان معدل التضخم في يوليو (تموز) الماضي 0.3 في المائة فقط؛ وفقاً للبيانات الصادرة عن «مكتب الإحصاء» الكوري الجنوبي. وأظهرت بيانات حديثة الأسبوع الماضي، أن معدل التضخم في البلاد ارتفع أيضاً بنسبة 0.6 في المائة شهرياً خلال الشهر الماضي.
في الوقت نفسه؛ بلغ معدل التضخم الأساسي الذي لا يتضمن السلع الغذائية والطاقة الأشد تقلباً خلال الشهر الماضي 0.8 في المائة سنوياً.
وأظهرت البيانات أن أسعار خدمات المرافق (الغاز، والكهرباء، والماء) ارتفعت بنسبة 0.5 في المائة سنوياً الشهر الماضي، بينما قفزت أسعار المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية بنسبة 15.8 في المائة سنوياً.
في المقابل؛ أظهرت البيانات انخفاض أسعار المنتجات البترولية في أغسطس (أب) الماضي بنسبة 10.1 في المائة سنوياً.
وأشارت «يونهاب» إلى أن معدل التضخم في كوريا الجنوبية ما زال أقل من واحد في المائة منذ 14 شهراً، وهو ما يتيح للبنك المركزي الكوري الجنوبي مساحة واسعة لتبني سياسات نقدية أكثر مرونة.



الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.