الرئيس التونسي: العمليات الإرهابية لن تسقط الدولة

اعتقال أحد منفذي الهجوم على الشرطة في سوسة

رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي يتحدث لوسائل الإعلام في موقع الحادث الإرهابي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي يتحدث لوسائل الإعلام في موقع الحادث الإرهابي (إ.ب.أ)
TT

الرئيس التونسي: العمليات الإرهابية لن تسقط الدولة

رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي يتحدث لوسائل الإعلام في موقع الحادث الإرهابي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي يتحدث لوسائل الإعلام في موقع الحادث الإرهابي (إ.ب.أ)

اعتقلت قوات الأمن التونسي العنصر الرابع الهارب، وأحد المشاركين في العملية الإرهابية التي وقعت اليوم (الأحد) في مدينة سوسة ضد دورية للشرطة، فيما أكد الرئيس قيس سعيد أن الإرهاب لن يسقط الدولة.
وأفاد رئيس الحكومة هشام المشيشي، في تصريحات للصحافيين في مدينة سوسة، بأن الأمن أوقف العنصر الرابع بعد أن كانت قوات الأمن قتلت ثلاثة عناصر شاركوا في العملية الإرهابية.
وكانت مصادر قالت لوكالة الأنباء الألمانية إن أربعة أشخاص كانوا على متن سيارة رباعية الدفع سددوا طعنات لعنصرين من قوات الحرس الوطني تسببت في وفاة أحدهما متأثرا بجراحه فيما لا تزال الحالة الصحية للعنصر الثاني خطرة.
وقالت وزارة الداخلية إن المهاجمين حاولوا دهس الشرطيين ثم لاذوا بالفرار، ومن ثم لاحقتهم قوات الأمن وقامت بتصفية ثلاثة منهم بعد أن رفضوا تسليم أنفسهم، وظل العنصر الرابع في حالة فرار قبل أن تنجح قوات الشرطة في اعتقاله.
وقال الرئيس قيس سعيد، الذي توجه إلى جانب وزير الداخلية ورئيس الحكومة إلى موقع العملية إن «العمليات الإرهابية والإجرامية لن تربك التونسيين والتونسيات ولن تسقط الدولة».
وهذا أول اعتداء إرهابي تشهده تونس منذ مارس (آذار) الماضي، حينما فجر عنصران إرهابيان نفسيهما قرب السفارة الأميركية على مقربة من العاصمة مما أدى إلى وفاة عنصر من الشرطة وجرح عدد آخر.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، في بيان صحافي، مقتل عون تابع لسلك الحرس الوطني وإصابة آخر إثر تعرضهما لعملية دهس من طرف ثلاثة إرهابيين بولاية سوسة السياحية.
ووفق البيان، تنقل وزير الداخلية «توفيق شرف الدين» إلى مسرح العملية حيث عاين تفاصيل التدخل الأمني، كما تحوّل إلى المستشفى للوقوف على الحالة الصحية للوكيل المصاب ومتابعتها.



ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».