تسارع التحضيرات لتوقيع الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) لطائرة «إف 35 أ» في قاعدة عسكرية قرب أبوظبي يوم 15 أبريل (نيسان) 2019 (أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) لطائرة «إف 35 أ» في قاعدة عسكرية قرب أبوظبي يوم 15 أبريل (نيسان) 2019 (أ.ف.ب)
TT

تسارع التحضيرات لتوقيع الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) لطائرة «إف 35 أ» في قاعدة عسكرية قرب أبوظبي يوم 15 أبريل (نيسان) 2019 (أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) لطائرة «إف 35 أ» في قاعدة عسكرية قرب أبوظبي يوم 15 أبريل (نيسان) 2019 (أ.ف.ب)

تسارعت الاستعدادات لاستضافة الولايات المتحدة الحفل الرسمي لتوقيع الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لتطبيع العلاقات، وسط توقعات بأن يتم ذلك إما يوم 13 أو 14 سبتمبر (أيلول) الجاري، مع ترجيح اليوم الأول لرمزيته، إذ إنه يصادف ذكرى توقيع اتفاق أوسلو بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وجاء ذلك في وقت استمر الجدل الإسرائيلي - الإسرائيلي في خصوص قضية بيع مقاتلات «إف - 35» أو أي أسلحة أميركية متطورة أخرى إلى الإمارات العربية المتحدة. وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين: «نحن نعارض ذلك، لن نوافق على أي عقد بيع، وسنعمل ضد بيع أي سلاح من شأنه أن يضر بالتفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وهذا يشمل طبعاً (إف - 35)». وأكد أن إسرائيل ستضغط على الكونغرس الأميركي لمنع بيع طائرات «إف 35» للإمارات.
وجاءت تصريحات كوهين بعد يوم من نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقريراً لصحيفة «نيويورك تايمز» أفاد بأنه وافق سراً على تزويد الإمارات بمقاتلات الشبح المتطورة «إف - 35». ورد ديوان نتنياهو على التقرير قائلاً: «تكرار الادعاء الكاذب ضد رئيس الحكومة نتنياهو لا يجعله صحيحاً». وأضاف: «رئيس الحكومة نتنياهو لم يمنح في أي لحظة من المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي أدت إلى انفراج تاريخي مع الإمارات العربية المتحدة في 13 أغسطس (آب)، موافقة إسرائيل على بيع أسلحة متطورة للإمارات».
وأيد كوهين تصريحات نتنياهو بشأن «إف - 35» قائلاً: «حضرت اجتماعات مجلس الوزراء. وتحدثت مع رئيس الوزراء الذي قال بشكل قاطع إنه لا يوجد اتفاق (حول الأمر) ولم يوافق على ذلك».
ويفترض أن تتضح الصورة بعد توقيع الاتفاق النهائي بين تل أبيب وأبوظبي والمتوقع أن يتم يوم 13 سبتمبر الجاري وهو تاريخ يوافق الذكرى الـ27 لتوقيع اتفاقات أوسلو عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتسارعت وتيرة الاتصالات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، من أجل الاتفاق على تفاصيل عقد مراسم توقيع الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي في الولايات المتحدة بحضور الرئيس دونالد ترمب ونتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وأفاد تقرير لـ«القناة 12» الإسرائيلية بأنه يتم العمل على أن تقام المراسم الاحتفالية للتوقيع على الاتفاقية في حديقة البيت الأبيض خلال الأيام الـ10 المقبلة. وبحسب القناة فإن الموعدين المقترحين لإقامة المراسم هما في 13 أو 14 سبتمبر الجاري، لكن يوم 13 أقرب للاختيار بسبب الرمزية التي يحملها هذا التاريخ.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.