الأمم المتحدة تحث الليبيين على استكمال مسار الانتخابات المحلية

أشادت بتجربة غات ووازن ومصراتة

ليبي يقترع في الانتخابات المحلية بمصراتة (اللجنة المركزية للانتخابات البلدية)
ليبي يقترع في الانتخابات المحلية بمصراتة (اللجنة المركزية للانتخابات البلدية)
TT

الأمم المتحدة تحث الليبيين على استكمال مسار الانتخابات المحلية

ليبي يقترع في الانتخابات المحلية بمصراتة (اللجنة المركزية للانتخابات البلدية)
ليبي يقترع في الانتخابات المحلية بمصراتة (اللجنة المركزية للانتخابات البلدية)

حثت البعثة الأممية والسفارة الأميركية لدى ليبيا جميع المواطنين على استكمال مسار الانتخابات المحلية في البلاد، بعد تمكن عديد المدن والبلديات من «خوض التجربة بشكل ديمقراطي»، على الرغم من بعض التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وجاءت دعوة المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز، بعد نجاح مدينة مصراتة (غرب) في انتخاب مجلس بلدي جديد نهاية الأسبوع الماضي، وقالت إن هذه الانتخابات «أثبتت مرة أخرى إصرار الليبيين على ممارسة حقوقهم الديمقراطية في انتخاب ممثليهم، وذلك في تحدٍ واضح للعديد من المعوقات التي تواجهها مدينتهم، وبلدهم في هذه الأوقات العصيبة».
وأضافت ويليامز في بيان نشرته البعثة، مساء أول من أمس: «أثني على جميع المشاركين في هذه العملية الانتخابية، بما في ذلك اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، وموظفي مراكز الاقتراع ووكلاء المرشحين والمنظمات المراقبة، والطاقم الطبي والأمني، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التي تمت دعوتها لتغطية الانتخابات بصرف النظر عن توجهاتها الإعلامية، وذلك لجهودهم الدؤوبة والتزامهم الديمقراطي لضمان إتاحة مناخ آمن، وديمقراطي للناخبين لانتخاب ممثليهم بحرية».
كما دعت المبعوثة الأممية جميع الناخبين الليبيين إلى التعامل بجدية في التسجيل، والمشاركة بشكل أكبر في الانتخابات المحلية المقبلة، مجددة دعمها «القوي للشعب الليبي في إجراء الانتخابات البلدية وتعزيز الحكم المحلي».
في السياق ذاته، هنأت السفارة الأميركية لدى ليبيا المواطنين بمدينة مصراتة على «نجاحهم في خوض الانتخابات البلدية»، وقالت إن هذه الخطوة «ستمهد الطريق للخطوات القادمة في العملية السياسية بالبلاد». وتمكنت بعض البلديات من إجراء الانتخابات البلدية على التوالي خلال الأيام الماضية، من بينها غات ورقدالين، ووازن، والغريفة والبوانيس، وسط إشادة أممية.
وفي نهاية مارس (آذار) من العام الماضي، أجريت انتخابات محلية في تسع بلديات غرب البلاد، في تجربة لم تستكمل بسبب الحرب على طرابلس، التي اندلعت في الرابع من أبريل (نيسان) العام الماضي، علماً بأنه يوجد في ليبيا قرابة 70 مجلساً بلدياً من أصل 99 مجلساً، لا تزال تحاول عقد انتخاباتها في ظل نقص التمويل من حكومة «الوفاق»، التي تدعمها الأمم المتحدة، وعدة عراقيل أمنية.
وسعت بعض الدول من بينها فرنسا، بالإضافة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى الدفع بعجلة الانتخابات البلدية المُعطلة في ليبيا، ورفعت باريس مساهمتها لدعم مشروع «الانتخابات المحلية الأممي» إلى 157 ألف دولار، بهدف «تعزيز الحكم الديمقراطي» في البلديات بعموم ليبيا، بينما قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جيراردو نوتو، في بيان سابق، إن البرنامج «ملتزم بمساعدة ليبيا على بناء المؤسسات الديمقراطية، وتحسين العمليات الانتخابية لتلبية تطلعات مواطنيها في الحكم الديمقراطي، والنهوض بالتنمية البشرية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.