رحيل يوسف والي وزير الزراعة لأكثر من 20 سنة في عهد مبارك

صورة أرشيفية للراحل يوسف والي (رويترز)
صورة أرشيفية للراحل يوسف والي (رويترز)
TT

رحيل يوسف والي وزير الزراعة لأكثر من 20 سنة في عهد مبارك

صورة أرشيفية للراحل يوسف والي (رويترز)
صورة أرشيفية للراحل يوسف والي (رويترز)

غيّب الموت أمس، يوسف والي، السياسي والوزير المصري البارز في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، والذي تولى مهام وزارة الزارعة في البلاد لأكثر من عشرين سنة، فضلاً عن توليه لسنوات منصب الأمين العام لـ«الحزب الوطني» (المنحل)، الذي كان يترأسه مبارك طوال سنوات حكمه.
ووالي الذي رحل عن 89 عاماً، شيعته عائلته أمس من مسقط رأسه بمحافظة الفيوم (90 كيلومترا جنوب غربي القاهرة)، بينما كان قبل رحيله لا يزال متهماً على ذمة قضية تتعلق بـ«الفساد في تخصيص أراضي الدولة».
وشغل والي منصب وزير الزراعة منذ عام 1982 حتى عام 2004. وتواكبت مغادرته لمنصبه مع اتهامات وجهت لعدد من كبار معاونيه بارتكاب جرائم فساد مالي، فضلاً عن استيراد مبيدات زراعية غير مطابقة، فيما عرف برلمانياً وإعلامياً بقضية «المبيدات الإسرائيلية المسرطنة». غير أن والي لم يُدن في تلك القضايا.
وفي أعقاب «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011»، ألقت السلطات القبض على والي، الذي سُجن احتياطياً على ذمة اتهامه بقضايا عدة، منها ما يتعلق بـ«إهدار المال العام» عبر بيع أرض جزيرة مملوكة للدولة بمحافظة الأقصر لحسين سالم، رجل الأعمال الراحل المقرب من مبارك، لكن أغلق ملف القضية بعدما سدد سالم للدولة قيمة «التصالح» في المخالفات.
غير أن والي دخل قبل رحيله بعامين في خضم محاكمة جديدة، تتعلق بما نسبته له النيابة مع آخرين في القضية المعروفة بـ«فساد تخصيص الأراضي»، لكن والي مات قبل حسم القضية. وظلت وثائق الفترة، التي عاصر فيها مبارك، هدفاً للباحثين الذين كانوا يعلقون آمالاً على أن يدون والي مذكراته، أو يكشف عن كواليس تلك الحقبة. غير أنه حسم ذلك في حوار صحافي مطول أجراه في يونيو (حزيران) الماضي مع صحيفة «المصري اليوم»، قال فيه: «كنت مسؤولا عن جميع ملفات الدولة، وليس ملفات (الزراعة) فقط، وهو ما دفعني إلى القيام بتمزيق كل المراسلات، التي تمت بيني وبين الرئيس الراحل مبارك قبل عامين (2018) لأنه زمن وانتهى».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».