إسبانيا مبتهجة لبقاء ميسي في برشلونة

مع أن النجم الأرجنتيني تراجع عن قرار رحيله رغماً عنه

الصحف الإسبانية تعبّر عن ابتهاجها ببقاء ميسي في برشلونة (أ.ف.ب)
الصحف الإسبانية تعبّر عن ابتهاجها ببقاء ميسي في برشلونة (أ.ف.ب)
TT

إسبانيا مبتهجة لبقاء ميسي في برشلونة

الصحف الإسبانية تعبّر عن ابتهاجها ببقاء ميسي في برشلونة (أ.ف.ب)
الصحف الإسبانية تعبّر عن ابتهاجها ببقاء ميسي في برشلونة (أ.ف.ب)

«سيبقى»، ابتهجت الصحف الإسبانية الصادرة أمس السبت لبقاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع برشلونة، بعد أزمة حادة لعشرة أيام مع ناديه؛ لكنها شددت على رسالة «مدمرة» وجهها لإدارته ورئيسه. وعنونت «ماركا» الأكثر مبيعاً في إسبانيا: «ميسي يبقى، انتهت الأزمة»، إلى جانب صورة كبيرة لوجه أفضل لاعب في العالم ست مرات.
أوضحت الصحيفة الرياضية: «بقي الأرجنتيني رغماً عنه... في أكبر أزمة لبرشلونة». أزمة سرقت الأنظار الرياضية في العالم، بعد إعلان النجم الموهوب في 25 أغسطس (آب) الماضي نيته فسخ عقده وترك فريقه. وبالنبرة نفسها، عنونت «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية: «ميسي يكسر الصمت ويعلن مواصلة المشوار مع برشلونة الموسم المقبل». وعرضت الصحيفة جملة قالها اللاعب البالغ 33 عاماً في مقابلته مع موقع «جول» الإلكتروني الجمعة: «سأبقى وأقدم كل ما في وسعي».
لكن «موندو ديبورتيفو» شددت على «الرسالة المدمرة» لقائد برشلونة تجاه إدارة ناديه، فكتب مديرها سانتي نولا: «قال ميسي إنه سيبقى ويقدم كل ما في وسعه. هذا ما يجب أن يتذكره مشجعو برشلونة... لكن كانت هناك رسالة مدمرة. وجه سهامه مباشرة نحو (رئيس النادي جوسيب ماريا) بارتوميو».
واستخدمت «سبورت» عبارة «سي كيدا» (سيبقى) التي قالها مدافع برشلونة جيرار بيكيه عن زميله البرازيلي نيمار، قبل انتقاله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في 2017، في موقف مماثل لما حصل مع ميسي. وعرضت صورة لميسي بقميص الفريق لموسم 2020 – 2021، ومجموعة من الجمل القوية التي قالها ميسي مساء الجمعة.
وعلى صدر صحيفة «آس»، كتبت «مي كيدو» (سأبقى)، مضيفة جملة لميسي: «لا أدخل أبداً في نزاع قضائي مع نادي حياتي».
ولم يحضر ميسي إلى تمارين صباح السبت في مدينة «جوان غامبر» الرياضية. ويتعين على ميسي إجراء اختبار فيروس «كورونا» المستجد الذي تغيب عنه في 30 أغسطس الماضي، للتمكن من معاودة التمارين التي غاب عنها منذ 11 أغسطس. وبحسب الصحف المحلية، سيكون ميسي قادراً على خوض مباراة ودية ضد ناستيك تاراغونا في 12 الجاري وراء أبواب موصدة، في ملعب «يوهان كرويف» المجاور لمركز تدريب برشلونة.
واتهم النجم الأرجنتيني رئيس النادي بعدم الحفاظ على كلمته، بشأن السماح له بالرحيل عن النادي مجاناً في نهاية الموسم الماضي. وأشاد برشلونة بقرار لاعبه بالبقاء عبر نشره صورة له على حسابه على تطبيق «إنستغرام»، وألحقها بتعليق من حديثه: «سأقدم أفضل ما لدي. حبي لـ(البارسا) لن يتغير أبداً».
وشهدت الأيام الماضية تجاذبات عدة بين الطرفين حول رغبة ميسي في الانفصال عن فريقه، وقيمة البند الجزائي، وما إذا كان هذا البند مفعلاً أو غير ساري المفعول. وطالب برشلونة لاعبه بدفع البند الجزائي الذي حدده بـ700 مليون يورو، وهو رقم خيالي لا يمكن لأي نادٍ في العالم دفعه في الوقت الحالي.
وقال الهداف الماكر: «كنا متأكدين من أنني حر. وقال الرئيس دائماً إنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد البقاء أم لا، والآن هم يتمسكون بمسألة أنني لم أبلغهم ذلك قبل العاشر من يونيو (حزيران)، وعندما يتبين أنه في هذا التاريخ كنا نلعب في الدوري في منتصف هذا الفيروس اللعين (كورونا) وهذا الوباء الذي بدَّل كل التواريخ».
وشدد ميسي: «هذا هو السبب في استمراري في النادي... لأن الرئيس أخبرني أن الطريقة الوحيدة للمغادرة هي دفع البند الجزائي». وكان محامو ميسي قد أرسلوا عبر الـ«بورفاكس» وهو نوع من البريد الذي يمكن إرساله مادياً (ورقياً) أو إلكترونياً في إسبانيا، وله قيمة الدليل المعترف به أمام المحاكم في 25 أغسطس المنصرم، طلباً من ميسي يعلن فيه رغبته في فسخ عقده مع الفريق من جانب واحد. وأشار ميسي إلى أن رغبته لم تكن وليدة الخسارة الكبيرة أمام بايرن ميونيخ الألماني 2 - 8 في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا: «كنت أفكر في الأمر لفترة طويلة. قلت للرئيس - وله بالذات - إنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد الرحيل أو البقاء، ولكن في النهاية لم يحافظ على كلمته».
وأنهى برشلونة موسمه المأساوي دون أي لقب للمرة الأولى منذ عام 2008؛ حيث خسر الدوري المحلي لمصلحة الغريم ريال مدريد، بعدما كان قد ودع مسابقة الكأس المحلية من دور الثمانية أمام أتلتيك بلباو (صفر - 1)، وأنهاه في دوري الأبطال بخسارة مهينة أمام الفريق البافاري، ما دفعه إلى إقالة المدرب كيكي سيتيين وتعيين مدرب منتخب هولندا رونالد كومان بدلاً منه.
وسجل ميسي 634 هدفاً، وفاز بـ34 لقباً مع برشلونة الذي انضم إلى أكاديميته «لا ماسايا» عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. وأشار ميسي إلى أنه عندما أخبر زوجته وأولاده الثلاثة أنه يريد ترك برشلونة «بدأوا بالبكاء. لقد أحدثوا دراما».
وستسلط عودة الطفل المدلل لكاتالونيا الأضواء على بارتوميو الذي أوضح في وقت سابق أنه يضع استقالته من منصبه مقابل عودة نجم الفريق؛ خصوصاً بعد التوبيخ الذي كاله له ميسي.
ورغم حب ميسي لبرشلونة وعشق أنصار النادي للاعب الأرجنتيني، فسيضطر رونالدو كومان المدرب الجديد الذي عينه بارتوميو، للتعامل مع لاعب لا يشعر بالسعادة، في مسعاه لبناء فريق تضررت صورته بشدة مؤخراً. وربما يزعم بارتوميو خروجه منتصراً بعدول ميسي عن قراره؛ لكن النادي سيشاهد أعظم أصوله تغادر مجاناً الصيف المقبل؛ بدلاً من الحصول على مبلغ قياسي عالمي كان سيناله حتماً بعد معركة متوقعة بين الأندية المنافسة للحصول على توقيع اللاعب.
وسيشعر مانشستر سيتي الذي كان الأقرب لضم ميسي، بخيبة أمل؛ لكن من غير المستبعد أن يحاول الوصول إلى اتفاق في فترة الانتقالات الحالية، أو ربما في فترة الانتقالات الشتوية، عندما يسعى برشلونة للحصول على أي مقابل مالي قبل رحيل ميسي مجاناً؛ لكن أسرة ميسي أكثر المستفيدين من قراره. وقال اللاعب: «عندما أبلغت زوجتي وأولادي برغبتي في الرحيل، أجهشت الأسرة كلها بالبكاء، فأولادي لا يرغبون في مغادرة برشلونة ولا يريدون تغيير مدارسهم».
لكن المسألة لم تنتهِ بعد، وربما يكون هناك مزيد من الدموع، فالنتيجة التي انتهى بها النزال بين أيقونة كرة القدم في العالم وأحد أكبر الأندية، تشير إلى عدم وجود فائز.


مقالات ذات صلة

ميسي خارج تشكيلة «فيفبرو»

رياضة عالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي يغيب عن تشكيلة العام التي أعلنها «فيفبرو» (أ.ف.ب)

ميسي خارج تشكيلة «فيفبرو»

غاب الأرجنتيني ليونيل ميسي عن تشكيلة العام التي أعلنها اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو)، الاثنين، لأول مرة منذ نحو 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية الدوري الأميركي لكرة القدم قد يغير روزنامته (الدوري الأميركي)

الدوري الأميركي يدرس تعديلاً جذرياً في روزنامته

تدرس رابطة الدوري الأميركي لكرة القدم إجراء تعديل جذري في روزنامة البطولة، لتحاكي الموسم الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي يتسلم جائزة أفضل لاعب في الدوري الأميركي (إ.ب.أ)

ميسي أفضل لاعب في الدوري الأميركي

اختير الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق إنتر ميامي أفضل لاعب في الدوري الأميركي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية خافيير ماسكيرانو المدرب الجديد لفريق إنتر ميامي (أ.ب)

ماسكيرانو يتوقع تحقيق نتائج جيدة مع إنتر ميامي

قال خافيير ماسكيرانو المدرب الجديد لفريق إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي لكرة القدم، الثلاثاء، إنه مستعد لإسكات المشككين عندما يتولى المسؤولية.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية ميسي وماسكيرانو تزاملا في الملاعب والآن ماسكيرانو سيدرّب ميسي (أ.ب)

هل أثر ميسي في قرار إنتر ميامي التعاقد مع ماسكيرانو؟

بعد مغادرة تاتا مارتينو إنتر ميامي، تركزت التكهنات حول المدرب المقبل للفريق.

The Athletic (ميامي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».