العراق: عمليات عسكرية لملاحقة السلاح المنفلت في بغداد والبصرة

أفراد من الجيش العراقي (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الجيش العراقي (أرشيفية - رويترز)
TT

العراق: عمليات عسكرية لملاحقة السلاح المنفلت في بغداد والبصرة

أفراد من الجيش العراقي (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الجيش العراقي (أرشيفية - رويترز)

أفاد قائد عمليات البصرة العراقية اللواء الركن أكرم صدام، اليوم (السبت)، بانطلاق عملية عسكرية بمشاركة مختلف القطعات العسكرية والأمنية لنزع السلاح المنفلت في المحافظة الواقعة 550 كلم، جنوب العاصمة بغداد.
وقال صدام، في تصريح صحافي، إنه لم يتم فرض حظر التجوال خلال العملية التي انطلقت فجراً لنزع سلاح العشائر، ووضع حد للنزاعات العشائرية والجريمة المنظمة وحماية الأهالي، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».
وأشار إلى أنه سيتم السماح لكل منزل بالاحتفاظ بقطعة سلاح واحدة.
وفي سياق موازٍ، انطلقت في مناطق وأحياء شرقي بغداد فجر اليوم عمليات عسكرية مماثلة لملاحقة السلاح المنفلت شاركت فيها مختلف القوات العسكرية والأمنية.
وأكد رئيس الحكومة العراقية، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، يوم الخميس الماضي، أن الحكومة العراقية ورثت تركة ثقيلة من السلاح المنفلت والنزاعات العشائرية، التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على المجتمع وتهدد أفراده، كما تعمل على عرقلة جهود الإعمار والتنمية في البلاد.
ودعا الكاظمي إلى متابعة الملف الأمني والتنسيق المشترك بين القوات الأمنية للعمل بكل الجهود المتاحة لإنهاء قضية السلاح المنفلت، وفرض هيبة الدولة، ومواجهة كل ما يهدد أمن البلد واستقراره.
كما دعا إلى «تنشيط الجهد الاستخباراتي للقوات المسلحة، لمواجهة التحديات الأمنية الكبيرة في العراق، التي تتطلب عملاً غير تقليدي لمجابهتها».
ويشار إلى أن أبرز مظاهر انفلات السلاح تتمثل في إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المصالح الحكومية وسفارات الدول، إضافة لاستهداف ثكنات للجيش العراقي في أماكن متفرقة في العراق تضم أفراداً من قوات التحالف الدولي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.