إسرائيل «الأكثر فشلاً» في مكافحة «كوفيد ـ 19»

الجيش يرسل جنوده والحكومة توقف «إضرابها»

أخذ عينة لفحص «كورونا» من إسرائيلي يستقل دراجة نارية في تل أبيب (أ.ف.ب)
أخذ عينة لفحص «كورونا» من إسرائيلي يستقل دراجة نارية في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل «الأكثر فشلاً» في مكافحة «كوفيد ـ 19»

أخذ عينة لفحص «كورونا» من إسرائيلي يستقل دراجة نارية في تل أبيب (أ.ف.ب)
أخذ عينة لفحص «كورونا» من إسرائيلي يستقل دراجة نارية في تل أبيب (أ.ف.ب)

بعد أن تبين أن إسرائيل باتت تتربع على عرش دول العلم كله في الفشل في مكافحة فيروس «كورونا»، قياساً لعدد سكانها، قررت الحكومة إرسال ألوف الجنود إلى البلدات المنكوبة بعدد إصابات كبيرة، للمساعدة على مواجهته. وقال رئيس طاقم مكافحة الفيروس، البروفسور روني جمزو، إن «إسرائيل في حرب أكبر من كل الحروب». وقرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء البديل وزير الأمن بيني غانتس، ترك خلافاتهما حول جدول الأعمال والدعوة إلى جلسة للحكومة في الثلاثاء المقبل.
وكانت الحكومة قد امتنعت عن عقد اجتماعاتها الأسبوعية بسبب الخلاف حول جدول الأعمال بين قطبيها، نتنياهو وغانتس. لكن المعطيات التي نشرتها جامعة «جونز هوبكنز»، وأشارت إلى أن إسرائيل هي الرائدة في العالم من حيث عدد الإصابات الشهرية بفيروس «كورونا»، ومعطيات أخرى نشرت في التقرير اليومي للبنك الدولي في كندا، ونتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن الجمهور يعتبر حكومة نتنياهو فاشلة في مكافحة الفيروس، دفعت إلى وضع الخلافات جانباً، وعقد جلسة تخصص فقط للفيروس وكيفية مكافحته.
وكان تقرير البنك الدولي قد كشف أن في إسرائيل بالمتوسط 215.6 مصاب شهري لكل مليون من السكان، مما يجعلها على رأس اللائحة العالمية. وتلي إسرائيل في المرتبة الثانية البرازيل مع 188.7 مصاب شهري لكل مليون شخص، ثم إسبانيا (182.4) والولايات المتحدة (127.2 مصاب) وفرنسا (80 مصاباً).
وبينت التقارير أن هناك منحى مرتفعاً بشكل حاد منذ عدة شهور، وبشكل خاص في شهر أغسطس (آب) الماضي. ففي معدل الشهر الماضي بلغت النسبة في إسرائيل 179.7 مصاب شهري لكل مليون نسمة، وقفزت في الأسبوع الأخير إلى 215.6 مصاب. وحسب تقرير جامعة «جونز هوبكنز» التي تتابع وضع الإصابة العالمي منذ انتشار الوباء وأصبحت تقاريرها معتمدة علمياً، فإنه في شهر مارس (آذار) الماضي الذي انفجر فيه الوباء، كان المتوسط اليومي للمصابين الجدد هو 19.9 لكل مليون نسمة، وفي شهر أبريل (نيسان) ارتفع إلى 40.8 مصاب لكل مليون نسمة. وفي شهر مارس كان عدد المصابين اليومي المتوسط 4.2 مصاب لكل مليون نسمة. وفي يونيو (حزيران)، تضاعف العدد ثماني مرات إلى 31.5 مصاب. وفي شهر يوليو (تموز) قفز إلى 100 إصابة.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تحتل المكان الخامس في العالم من حيث عدد الوفيات اليومي بالنسبة لعدد السكان. ففي الأيام السبعة الأخيرة متوسط حالات الوفاة لكل مليون شخص بلغ يومياً في إسرائيل 1.6. والدولة الأولى في العالم في هذا الأسبوع هي المكسيك مع 4.2 حالة وفاة يومياً بسبب «كورونا» لكل مليون نسمة. وبعدها البرازيل مع 4.1، وبعدها تأتي الولايات المتحدة مع 2.6. وجنوب أفريقيا بـ2.1 لكل مليون، وبعدها تأتي إسرائيل التي يقترب عدد وفياتها من «كورونا» من 1000.
وحسب معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس الجمعة، فإن 2439 مصاباً بـ«كورونا» تم تشخيصهم في اليوم الأخير. وهناك 848 مصاباً يتم علاجهم في المستشفيات، و417 مصاباً هم في حالة خطيرة، وعدد المربوطين بأجهزة التنفس بلغ 118 شخصاً. وقد توفي 16 مصاباً منذ يوم الأربعاء وحتى صباح أمس، ليصبح عدد الوفيات 985 شخصاً. وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة الإصابات إلى نحو 124455.
وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لهجوم كاسح بسبب هذه المعطيات، من المعارضة ومن أجزاء واسعة في الائتلاف الحكومي، وكذلك من وسائل الإعلام والأجهزة الطبية والخبراء. ويسود الشعور بأن الحكومة تفقد السيطرة، وأن رئيسها بنيامين نتنياهو يدير هذه المعركة من خلال حسابات سياسية وشخصية، وليس بطرق مهنية. فهو يتساهل مع المتدينين اليهود، ولا يسارع في فرض الإغلاق على بلداتهم المنكوبة، ويسمح لهم بإرسال ألوف المتدينين إلى أوكرانيا للمشاركة في مناسبة دينية، وذلك ضد تعليمات وزارة الصحة، خوفاً من أن يفقد تأييد الأحزاب الدينية لحكومته. وقد نشرت نتائج استطلاع رأي في إذاعة «103 FM» المحلية، حول أداء نتنياهو؛ حيث قال 71 في المائة من المستطلعين إنه أداء ما بين «سيئ جداً» و«سيئ». وقال 19 في المائة فقط إن إدارة نتنياهو لأزمة «كورونا» هي «جيدة» أو «جيدة جداً»، و10 في المائة قالوا إنها «متوسطة».



ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».