«أكسفورد» تكشف وثيقة علمية عن «رياضيات الفراعنة»

جانب من الرسائل المتبادلة بين بييت ونيوجباور
جانب من الرسائل المتبادلة بين بييت ونيوجباور
TT

«أكسفورد» تكشف وثيقة علمية عن «رياضيات الفراعنة»

جانب من الرسائل المتبادلة بين بييت ونيوجباور
جانب من الرسائل المتبادلة بين بييت ونيوجباور

كشف باحثان من جامعة «أكسفورد» البريطانية عن وثيقة علمية تخص الرياضيات عند الفراعنة. وكانت تلك الوثيقة عبارة عن رسالتين متبادلتين بين توماس إريك بييت (1882 - 1934) الذي كان أستاذاً في علم المصريات بجامعة «ليفربول»، ثم أصبح أستاذاً لعلم المصريات في «أكسفورد»، وأوتو نيوجباور (1899 - 1990)، أحد أبرز مؤرخي الرياضيات في القرن العشرين.
وعثر على الرسائل المتبادلة داخل مكتبة بييت التي أهديت لكلية «الملكة» بجامعة «أكسفورد» في ذكراه، وأعادت دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «تاريخ الرياضيات» إلقاء الضوء على هاتين الرسالتين اللتين تبرزان دراسة الرياضيات المصرية القديمة في أوائل القرن العشرين، وقضايا المناهج التاريخية للعالم القديم. وقام بهذه الدراسة مؤرخ الرياضيات الدكتور كريستوفر هولينجز، وعالم المصريات الدكتور ريتشارد بروس باركنسون؛ حيث قاما خلالها بتقييم المناقشات بين العالمين، والتي فجرتها دراسة أجراها توماس إريك بييت على بردية «ريند» الرياضية التي يرجع تاريخها إلى عام 1537 قبل الميلاد، وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني.
وكشف بييت في دراسته عن أن البردية تتكون من أكثر من 80 مشكلة وحلولاً حسابية وهندسية، تتراوح من توزيع الحصص بين العمال إلى حساب المساحات والأحجام. وذهب إلى أنها واحدة من أكثر المصادر الباقية اكتمالاً، والتي توفر نظرة ثاقبة للرياضيات المستخدمة في مصر القديمة.
وأعادت دراسة بييت إشعال الاهتمام الأكاديمي بالرياضيات المصرية، وكان أوتو نيوجباور أحد الأشخاص الذين ألهمتهم هذه الدراسة، فكتب أطروحة دكتوراه عن مبادئ حساب الكسور المصرية (كما ورد في بردية «ريند»).
ويقول الباحثان هولينجز وباركنسون في دراستهما الجديدة، إن الرسائل المتبادلة بين بييت ونيوجباور، تسلط الضوء على الطريقة التي تمت بها إعادة تقييم الرياضيات المصرية القديمة في عشرينات القرن الماضي.
وأوضحا أن الرسائل تكشف تباين المواقف بين العالمين الذين تناولا الموضوع بوجهتي نظر مختلفتين؛ حيث كان كلاهما عالم رياضيات ومصريات كفؤاً، ومع ذلك، فقد وضع أحدهما الرياضيات في مقدمة اهتمامه وهو نيوجباور الذي حاول الربط بين الأفكار الحديثة للرياضيات، وما هو موجود في البردية الفرعونية.
أما بييت فقد جلب الاعتبارات المصرية إلى الواجهة، وحصر تحليله إلى حد كبير على ما كان موجوداً بوضوح وبشكل لا لبس فيه في النص القديم.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.