الخطة المغربية للدخول المدرسي في مرمى المعارضين

TT

الخطة المغربية للدخول المدرسي في مرمى المعارضين

على بعد أيام قليلة من موعد الدخول المدرسي، كشف سعيد أمزازي، وزير التربية المغربي، عن أن 80 في المائة من الأسر المغربية اختارت التعليم الحضوري، معتبراً خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني في القناة الثانية، مساء أول من أمس، أن هذا الاختيار «إيجابي».
جاء ذلك في وقت أثار فيه قرار الوزارة منح حرية الاختيار للأسر بين التعليم الحضوري، أو التعليم عن بعد في ظل الجائحة، جدلاً واسعاً، حيث وجهت اتهامات للوزارة بالسعي لإلقاء المسؤولية على عاتق الأسر إذا أصيب أبناؤها بفيروس كورونا.
وأقرّ الوزير أمزازي، أن الوضعية الوبائية في المغرب «مقلقة»، وأن الدخول المدرسي الحالي «لا تتحكم فيه الغايات التربوية»؛ لأنه «دخول غير عادي»، ولهذا قررت الوزارة المزج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، حسب اختيار الأسر. وطلبت الوزارة من الأسر، التي ترغب في تدريس أبنائها حضورياً، أن تملأ استمارة تعبّر فيها عن رغبتها في ذلك، لكن أمام الإقبال الكبير للأسر على التعليم حضورياً وضعت الوزارة إجراءات صحية صارمة، وقررت تقسيم التلاميذ إلى أفواج، واعتماد التدريس الحضوري بالتناوب. وسيتم استقبال التلاميذ عبر أفواج خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع المقبل بدءاً من الاثنين المقبل إلى الأربعاء، بما فيهم الذين سيدرسون عن بعد، قصد التعرف على أساتذتهم، ومعرفة كيف سيتم هذا النمط التعليمي.
وفرضت الوزارة تقليص عدد التلاميذ في الأقسام إلى النصف، واحترام مسافة تباعد داخل القسم بالنسبة لكل تلميذ، لا تقل عن متر في الجهات الأربع، وتزويد المدارس بمواد التعقيم واحترام التباعد.
في سياق ذلك، انتقدت «الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي العمومي بالمغرب» في بيان لها إجراءات الوزارة، معتبرة أن معظم مؤسسات التعليم الابتدائي «تفتقر لأبسط البنيات والمرافق والوسائل والموارد البشرية الضرورية»، موضحة أنه يصعب تطبيق «الأنماط التربوية التي تبنتها الوزارة، وتطبيق التدابير الصحية في المؤسسات التعليمية».
يأتي ذلك في وقت انتقد فيه حزبا الاستقلال والتقدم والاشتراكية المعارضان، في بيانين منفصلين صدرا أمس، خطة وزارة التعليم للدخول المدرسي.
وسجل حزب الاستقلال باستياء منهجية تدبير قطاع التعليم، منتقداً عدم التشاور مع النقابات التعليمية وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ والهيئة التربوية والصحية «لصياغة رؤية مشتركة واضحة» بشأن الموسم المدرسي في ظل جائحة كورونا، عوض إصدار قرار الهرب والتنصل من المسؤولية. كما انتقد البيان إلقاء المسؤولية على الأسر لاختيار نمط التعليم في ظل تفشي الجائحة.
من جهته، انتقد حزب التقدم والاشتراكية حالة «التخبط والالتباس»، التي تعيشها معظم المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية على حد سواء»، ومعها الأسر. معتبراً أن الحكومة مدعوة «بإلحاح إلى دعم الأسر فيما يخص تعميم الولوج إلى الإنترنت ووسائل التعلم. إضافة إلى توفير الكمامات ووسائل التعقيم بالمجان للمتمدرسين كافة حضورياً.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.