الشرطة السودانية تفرّق تجمعات لأنصار البشير في الخرطوم

استياء من إغلاق الجيش أحياء وسط العاصمة

TT

الشرطة السودانية تفرّق تجمعات لأنصار البشير في الخرطوم

فضت قوات الشرطة السودانية بالغاز المسيل للدموع، أمس، تجمعاً محدودا لأنصار النظام المعزول، بعد أن استبقه الجيش بإغلاق عدد من الشوارع الرئيسية المؤدية إلى وسط العاصمة الخرطوم، كإجراء احترازي لمنع وصول المتظاهرين إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي يقع وسط المدينة.
وتجمع عشرات المتظاهرين أمس في ساحة بضاحية (بري) شرق مركز قيادة الجيش، مرددين هتافات وشعارات تنادي بتفويض الجيش لتسلم السلطة، قبل أن يحاصرها المئات من شبان لجان المقاومة بالمنطقة، التي كانت على وشك الاصطدام بهم لولا تدخل الشرطة في الوقت المناسب.
ورصدت «الشرق الأوسط» فرار أنصار النظام المعزول عبر أزقة ضاحية «بري» الشهيرة، التي عرفت بصمودها أمام بطش الأجهزة الأمنية إبان الحراك الشعبي ضد الرئيس المعزول عمر البشير، وحتى سقوطه في أبريل (نيسان) 2019.
وأغلق شباب المقاومة الشوارع المحيطة بالساحة، وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، مرددين هتافات مناوئة للعسكريين في السلطة الانتقالية، وأخرى مؤيدة للحكومة المدنية، التي يرأسها عبد الله حمدوك.
وشهدت حركة المرور بالخرطوم أمس ازدحاماً شديداً بسب إغلاق الجيش عددا من المداخل والطرق الرئيسية بالحواجز الإسمنتية، وسيارات الدفع الرباعي، ما خلق حالة استياء لدى المواطنين الذين عبروا عن غضبهم لإغلاق شبه كامل ومتكرر للعاصمة يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، فيما لم يصدر أي بيان من الجيش أو اللجنة الأمنية لحكومة الولاية يوضح سبب الإغلاق.
ويرجح أن تكون التدابير الأمنية بإغلاق الشوارع التي تمر بمحيط قيادة الجيش لمنع وصول أنصار النظام المعزول، الذين دعوا لمظاهرة مناوئة للحكومة، تخرج من المساجد عقب صلاة الجمعة، لتفويض الجيش بتسلم الحكم.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، قد وجه لدى مخاطبته وحدات عسكرية في أغسطس (آب) الماضي انتقادات حادة للحكومة المدنية، وصلت إلى حد وصف أعضائها بالفاشلين، وطلب تفويضا من الشارع للجيش، وهو ما اعتبره كثيرون نيات مبيتة للانقلاب على الأوضاع الحالية التي أقرتها الوثيقة الدستورية.
وعبر عدد من مواطني ضاحية بري عن غضبهم من تساهل السلطات في حسم مؤيدي حزب المؤتمر الوطني (المنحل)، والسماح لهم بممارسة العمل السياسي والتظاهر، وذلك في خرق واضح للقانون.
وقال علي أحمد (53 عاما) إن السماح لـ(الزواحف)، وهو اسم يطلق على مناصري النظام المعزول، بعد سقوط حكمه الذي امتد 30 عاما، «أمر غير مقبول، وقد يؤدي إلى الانفلات الأمني بسبب السخط الشعبي تجاههم، وقد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه». مبديا استغرابه من السماح لهم بالتجمعات، إذا لم تكن هنالك جهات داخل السلطة تقوم بدعمهم.
وشهد محيط قيادة بالخرطوم في الثالث من يونيو (حزيران) 2019 أحداث فض الاعتصام الدامية، التي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى والمفقودين، ولا تزال اللجنة الخاصة بالتحقيق في الأحداث تجري تحرياتها لتحديد المسؤولين عن فض الاعتصام. وبحسب تصريحات سابقة لرئيس اللجنة المحامي، نبيل أديب، فإن اللجنة استجوبت عددا من العسكريين والمدنيين في قيادة السلطة الانتقالية حول الأحداث.
ويشكل فض الاعتصام إحدى أكبر قضايا الرأي العام، حيث يطالب الشارع السوداني بالوصول إلى المسؤولين عن اغتيال المعتصمين أمام القيادة العامة وتقديمهم للمحاكمة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.