رصد «نبضات قلب» تحت مبنى مدمّر في بيروتhttps://aawsat.com/home/article/2486626/%D8%B1%D8%B5%D8%AF-%C2%AB%D9%86%D8%A8%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D9%84%D8%A8%C2%BB-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D9%85%D8%A8%D9%86%D9%89-%D9%85%D8%AF%D9%85%D9%91%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA
عمال إنقاذ تشيليون معهم كلب يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى في بيروت انهار إثر انفجار المرفأ (أ.ف.ب)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
رصد «نبضات قلب» تحت مبنى مدمّر في بيروت
عمال إنقاذ تشيليون معهم كلب يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى في بيروت انهار إثر انفجار المرفأ (أ.ف.ب)
استأنفت فرق إنقاذ، اليوم (الخميس)، البحث عن مفقودين محتملين تحت ركام مبنى دمره انفجار بيروت، بعد رصد فريق تشيلي متخصص مؤشرات لوجود جثة على الأقل ورصد نبضات قلب، وفق ما صرح محافظ بيروت مروان عبود.
ورغم مرور شهر على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، والاستحالة المنطقية للعثور على أحياء، انتشر النبأ بسرعة في لبنان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيا آمالاً، علماً أن تقديرات رسمية تفيد بأن سبعة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين منذ الفاجعة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال عبود خلال تفقده أعمال البحث في شارع مار مخايل في بيروت لصحافيين، إن فرقة إنقاذ وصلت حديثاً من تشيلي، واستدل أحد الكلاب المدربة لديها على رائحة.
وبعد معاينة الفريق للمبنى الذي انهارت طوابقه العليا، عبر جهاز مسح حراري متخصص، تبين، وفق عبود، أنه «توجد على ما يبدو جثة أو جثتان، وربما يوجد أحياء»، مضيفاً أن الجهاز رصد «دقات قلب»، وتابع: «نأمل أن يخرج أحد على قيد الحياة».
وتحول المبنى الذي كان يضم في طابقه الأرضي حانة، وفق سكان الحي، إلى أكوام ركام، ما يجعل عمليات البحث «حساسة ودقيقة» وفق عبود.
وأوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن فرق الإنقاذ استشعرت بحركة تحت الأنقاض وطلبت من الناس التزام الصمت في المكان لتحديد مصدرها، وذلك بعد أن أعطى الكلب المرافق لفريق الإنقاذ التشيلي إشارة إلى احتمال وجود شخص على قيد الحياة.
وكذلك قال «تلفزيون الجديد» اللبناني إن عملية بحث دقيقة جداً تجري بحذر بعد رصد جسم بنبض على قيد الحياة جالساً على كرسي في المنزل المهدم، حسب ما أظهرت آلات الفريق التشيلي.
وأوضح الملازم أول ميشال المر من فوج إطفاء مدينة بيروت: «نعمل الآن على رفع الردم لنصل إلى الشخصين بعمق مترين تقريباً»، موضحاً: «نحاول قدر الإمكان معرفة ما إذا كان هناك أحياء».
وذكر عامل إنقاذ لبناني يشارك في عمليات رفع الركام لقناة «إل بي سي» اللبنانية، إن جهاز المسح التقط «19 نفساً في الدقيقة الواحدة»، مشيرا إلى وجود احتمالات أخرى غير الحياة، إلا أنه أكد أن «الكلب مدرب على اكتشاف رائحة الإنسان فقط».
وتفاعل اللبنانيون بتأثر شديد مع احتمال وجود أحياء، وكتب أحد المغردين «ثمة قلب ينبض، بيروت»، ونشر رسم قلب.
وجاء في تغريدة أخرى: «أكثر من ستة ملايين نبضة تدعو في اللحظة ذاتها لنبض شخص واحد تحت الأنقاض».
ولا يملك لبنان تجهيزات لإدارة الكوارث ولا إمكانات تقنية، وسارعت دول عدة إلى إرسال فرق إغاثة ومساعدات تقنية بعد الانفجار الذي تسبب بمقتل 190 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 6500.
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.