رصد «نبضات قلب» تحت مبنى مدمّر في بيروت

عمال إنقاذ تشيليون معهم كلب يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى في بيروت انهار إثر انفجار المرفأ (أ.ف.ب)
عمال إنقاذ تشيليون معهم كلب يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى في بيروت انهار إثر انفجار المرفأ (أ.ف.ب)
TT

رصد «نبضات قلب» تحت مبنى مدمّر في بيروت

عمال إنقاذ تشيليون معهم كلب يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى في بيروت انهار إثر انفجار المرفأ (أ.ف.ب)
عمال إنقاذ تشيليون معهم كلب يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى في بيروت انهار إثر انفجار المرفأ (أ.ف.ب)

استأنفت فرق إنقاذ، اليوم (الخميس)، البحث عن مفقودين محتملين تحت ركام مبنى دمره انفجار بيروت، بعد رصد فريق تشيلي متخصص مؤشرات لوجود جثة على الأقل ورصد نبضات قلب، وفق ما صرح محافظ بيروت مروان عبود.
ورغم مرور شهر على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، والاستحالة المنطقية للعثور على أحياء، انتشر النبأ بسرعة في لبنان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيا آمالاً، علماً أن تقديرات رسمية تفيد بأن سبعة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين منذ الفاجعة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال عبود خلال تفقده أعمال البحث في شارع مار مخايل في بيروت لصحافيين، إن فرقة إنقاذ وصلت حديثاً من تشيلي، واستدل أحد الكلاب المدربة لديها على رائحة.
وبعد معاينة الفريق للمبنى الذي انهارت طوابقه العليا، عبر جهاز مسح حراري متخصص، تبين، وفق عبود، أنه «توجد على ما يبدو جثة أو جثتان، وربما يوجد أحياء»، مضيفاً أن الجهاز رصد «دقات قلب»، وتابع: «نأمل أن يخرج أحد على قيد الحياة».
وتحول المبنى الذي كان يضم في طابقه الأرضي حانة، وفق سكان الحي، إلى أكوام ركام، ما يجعل عمليات البحث «حساسة ودقيقة» وفق عبود.
وأوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن فرق الإنقاذ استشعرت بحركة تحت الأنقاض وطلبت من الناس التزام الصمت في المكان لتحديد مصدرها، وذلك بعد أن أعطى الكلب المرافق لفريق الإنقاذ التشيلي إشارة إلى احتمال وجود شخص على قيد الحياة.
وكذلك قال «تلفزيون الجديد» اللبناني إن عملية بحث دقيقة جداً تجري بحذر بعد رصد جسم بنبض على قيد الحياة جالساً على كرسي في المنزل المهدم، حسب ما أظهرت آلات الفريق التشيلي.
وأوضح الملازم أول ميشال المر من فوج إطفاء مدينة بيروت: «نعمل الآن على رفع الردم لنصل إلى الشخصين بعمق مترين تقريباً»، موضحاً: «نحاول قدر الإمكان معرفة ما إذا كان هناك أحياء».
وذكر عامل إنقاذ لبناني يشارك في عمليات رفع الركام لقناة «إل بي سي» اللبنانية، إن جهاز المسح التقط «19 نفساً في الدقيقة الواحدة»، مشيرا إلى وجود احتمالات أخرى غير الحياة، إلا أنه أكد أن «الكلب مدرب على اكتشاف رائحة الإنسان فقط».
وتفاعل اللبنانيون بتأثر شديد مع احتمال وجود أحياء، وكتب أحد المغردين «ثمة قلب ينبض، بيروت»، ونشر رسم قلب.
وجاء في تغريدة أخرى: «أكثر من ستة ملايين نبضة تدعو في اللحظة ذاتها لنبض شخص واحد تحت الأنقاض».
ولا يملك لبنان تجهيزات لإدارة الكوارث ولا إمكانات تقنية، وسارعت دول عدة إلى إرسال فرق إغاثة ومساعدات تقنية بعد الانفجار الذي تسبب بمقتل 190 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 6500.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.