داود أوغلو: تركيا تجازف بدخول مواجهة عسكرية في شرق المتوسط

رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو (رويترز)
رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو (رويترز)
TT

داود أوغلو: تركيا تجازف بدخول مواجهة عسكرية في شرق المتوسط

رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو (رويترز)
رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو (رويترز)

رأى رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو أن تركيا تجازف بدخول مواجهة عسكرية في شرق المتوسط لأنها تعطي القوة أولويةً على الدبلوماسية.
وقال داود أوغلو، في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء، أن «لدى أنقرة تظلمات حقيقية بشأن مطالب اليونان بالأحقية في عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة في البحر وصولا إلى ساحل تركيا على البحر المتوسط، لكن النهج الذي يتبعه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ينطوي على مجازفات شديدة». وأضاف: «للأسف حكومتنا لا تقدم أداء دبلوماسيا لائقا»، و«إذا كانت اليونان وتركيا تفضلان استعراض القوة على الدبلوماسية فإن «أي أزمة قد تنشب في أي وقت وتتصاعد».
وقال داود أوغلو إنه ينبغي على تركيا أن تقول للاتحاد الأوروبي بوضوح: «دعونا نجلس ونتبادل جميع الآراء». وأضاف أنه يتعين على أنقرة الجلوس مع اليونان «لمناقشة كل الأمور ووقف تصعيد التوتر».
وأشارت «رويترز» إلى أن الخلاف دب بين داود أوغلو وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم العام الماضي ليؤسس بعد ذلك حزب «المستقبل»، وهو واحد من حزبين انشقا عن «العدالة والتنمية» ولم يحقق أي منهما نسبا في خانة العشرات في الانتخابات التي أجريت مؤخرا، لكن ما حققه الحزبان من تقويض للدعم الذي يحظى به حزب «العدالة والتنمية» يجعل سعي إردوغان لكسب الأغلبية في الانتخابات المقررة عام 2023 أكثر صعوبة.
وانتقد داود أوغلو ما وصفه بالميل إلى الاستبداد في ظل نظام الرئاسة الجديد في تركيا، واتهم الحكومة بإساءة إدارة سلسلة من التحديات من بينها الاقتصاد وتفشي فيروس «كورونا» والتوتر المتصاعد في شرق البحر المتوسط.
وكانت تركيا قد أرسلت الشهر الماضي سفينة ترافقها فرقاطات للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة مياه تعلن اليونان أحقيتها فيها في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير مشروعة.
وهناك خلاف بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بخصوص مساحة الجرف القاري لكل منهما والمناطق الاقتصادية الخالصة لهما في البحر.
وفرض الاتحاد الأوروبي، الذي يساند اليونان العضو فيه، عقوبات بسيطة على تركيا، لكن تصادم سفينة بحرية تركية وأخرى يونانية الشهر الماضي ألقى الضوء على احتمال التصعيد العسكري.
وقالت حكومة إردوغان إنها كانت على وشك الإعلان عن استئناف المحادثات مع اليونان الشهر الماضي عندما وقعت أثينا اتفاقا على ترسيم حدودها البحرية مع مصر، وهو اتفاق يتعدى على المياه التي تقول أنقرة إنها من حقها.
ولم تحقق زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لكل من تركيا واليونان الأسبوع الماضي نجاحا على ما يبدو. وسيناقش زعماء الاتحاد الأوروبي الخلاف في وقت لاحق هذا الشهر وقد يتخذ التكتل مزيدا من الإجراءات ضد تركيا.
وأثناء توليه منصب وزير الخارجية التركي من عام 2009 إلى عام 2014 ثم رئاسة الوزراء للعامين التاليين، عمل داود أوغلو على تعزيز علاقات بلاده ونفوذها في البحر المتوسط والشرق الأوسط.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».