واشنطن ترد على بكين وتحد من تحركات الدبلوماسيين الصينيين

TT

واشنطن ترد على بكين وتحد من تحركات الدبلوماسيين الصينيين

في تصعيد للمواجهة الدبلوماسية والسياسية والتجارية القائمة بين البلدين، أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة قررت الرد بالمثل على الإجراءات التي تتخذها الصين بحق حركة دبلوماسييها. وقال بومبيو في بيان إنه لسنوات عدة فرضت الصين حواجز كبيرة على الدبلوماسيين الأميركيين العاملين فيها، تتجاوز بكثير المعايير الدبلوماسية. وأضاف أن السلطات الصينية تطبق نظاما من عمليات الموافقة المبهمة المصممة لمنع الدبلوماسيين الأميركيين من القيام بعملهم بشكل منتظم والتواصل مع الشعب الصيني. كما تمنع الدبلوماسيين الأميركيين استضافة الأحداث الثقافية وتأمين الاجتماعات الرسمية وزيارة المؤسسات الجامعية بانتظام. وأضاف أن تلك الإجراءات هي على نقيض ما كانت تقوم به الولايات المتحدة مع البعثات الدبلوماسية الصينية على أراضيها، حيث كان يسمح لهم بحرية الوصول بشكل مفتوح إلى المجتمع الأميركي، فيما تتجاهل الصين المناشدات الأميركية المستمرة لتحسين التوازن. لذلك واستجابة للقيود طويلة الأمد التي تفرضها بكين على الدبلوماسيين الأميركيين ورفض الانخراط بحسن نية في الأمور الأساسية المتعلقة بالمعاملة بالمثل والاحترام المتبادل، فإن وزارة الخارجية مجبرة على فرض متطلبات جديدة معينة على دبلوماسيي جمهورية الصين الشعبية. وأعلن بومبيو أن وزارة الخارجية ستطلب الآن من كبار دبلوماسيي الصين الشعبية في الولايات المتحدة الحصول على موافقة لزيارة حرم الجامعات الأميركية والالتقاء بمسؤولين حكوميين محليين. كما أنها ستطلب من السفارة الصينية ومراكز قنصلياتها الحصول على موافقات مسبقة لتنظيم أحداث ثقافية تضم أكثر من 50 شخصا، خارج مباني البعثة. كما قررت وزارة الخارجية أيضا اتخاذ إجراءات للمساعدة على ضمان تحديد جميع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي القنصلية وسفارة جمهورية الصين الشعبية بشكل صحيح على أنها حسابات حكومية للصين، نظرا لأن السفارة الأميركية في بكين تُمنع من الوصول غير المقيد إلى وسائل التواصل الاجتماعي ويمنع مواطنو الصين من استخدام «تويتر» و«فيسبوك»، من بين منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. وأضاف بومبيو أن الولايات المتحدة تصر على الوصول المتبادل إلى المؤسسات التعليمية والثقافية للدبلوماسيين الأميركيين في جميع أنحاء العالم، قائلا إن القيود الجديدة على دبلوماسيي جمهورية الصين الشعبية هي استجابة مباشرة للقيود المفرطة المفروضة بالفعل على دبلوماسيينا، وتهدف إلى توفير مزيد من الشفافية بشأن ممارسات حكومة الصين الشعبية. وأكد أنه إذا ألغت الصين القيود المفروضة على الدبلوماسيين الأميركيين فستقوم الولايات المتحدة بالمثل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».