موجز دولي

TT

موجز دولي

مقتل جندي هندي في مواجهات على الحدود الصينية
نيودلهي - «الشرق الأوسط»: قتل جندي من أصل تيبتي عضو في القوات الخاصة الهندية خلال اشتباك مع الجيش الصيني على الحدود المتنازع عليها بين البلدين في جبال الهملايا، بحسب ما أعلنت ممثلة برلمانية تيبيتية منفية. وهو أول قتيل يعلن عن سقوطه بعد حادثين خلال 48 ساعة في منطقة لاداخ على أثر مواجهات دامية في منتصف يونيو (حزيران) الماضي.
وقُتل عشرون جنديا هنديا في الاشتباك الذي استخدم فيه الطرفان العصي والحجارة والأيدي. وأقرت الصين بسقوط ضحايا لكن من دون الكشف عن عددهم.
ولم يبلغ أي من البلدين عن سقوط قتلى في الأيام الأخيرة لكن نامغيال دولكار لاغياري، العضوة في البرلمان التيبتي المنفية في المنفى، قالت لوكالة الصحافة الفرنسية إن جنديا من أصل تيبتي «استشهد في البلاد خلال اشتباكات» ليلة السبت. وأضافت أن جنديا آخر من قوات الحدود الخاصة التي تضم العديد من الجنود من أصل تيبتي يعارضون السيطرة الصينية على منطقتهم، أصيب بجروح. والحدود ليست مرسّمة بشكل واضح ما يدفع الجنود الصينيين والهنود إلى مواجهات يعتقد كل طرف فيها أن الطرف الآخر ينتهك الحدود.

مناورات بحرية روسية هندية مشتركة في بحر أندامان
موسكو - «الشرق الأوسط»: تستعد البحرية الروسية والهندية لإجراء مناورة مشتركة في بحر أندامان، الذي يعد جزءا من المحيط الهندي. ونقلت وكالة «تاس» الروسية، عن مصدر لم تسمه من قيادة البحرية الروسية، أن المناورات ستستمر يومي الرابع والخامس من سبتمبر (أيلول) الجاري. وتتزامن المناورات مع انتشار عدد من القطع البحرية الروسية في المنطقة.
كانت وزارة الدفاع الهندية أعلنت مؤخرا أنها لن تشارك في تدريبات القيادة والأركان الاستراتيجية «القوقاز 2020» المقررة في روسيا في سبتمبر الجاري بسبب تفشي وباء فيروس «كورونا».
بكين ترفض تقريراً أميركياً عن الرؤوس النووية الصينية
بكين - «الشرق الأوسط»: رفضت وزارة الخارجية الصينية أمس الأربعاء تقريرا أميركيا جاء فيه أن من المتوقع أن تزيد بكين عدد ما لديها من رؤوس نووية إلى مثليه. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الثلاثاء إنها تتوقع أن ترفع الصين عدد رؤوسها النووية لما لا يقل عن المثلين في السنوات العشر المقبلة من أكثر من 200 رأس حاليا. وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحافية إن التقرير حافل بالتحامل.

منظمة حقوقية تحث باكستان بحماية صحافي
إسلام آباد - «الشرق الأوسط»: طلبت منظمة، معنية بالدفاع عن حقوق الصحافة في شتى أنحاء العالم، من باكستان التحقيق في هوية من يهدد صحافي بارز بسبب تغطيته لما يزعم عن ارتكاب أفراد أسرة جنرال بالجيش أعمال فساد. وقالت لجنة حماية الصحافيين إن الصحافي الباكستاني، أحمد نوراني وأسرته يجب حمايتهم وحثت السلطات على عدم التسامح مع تلك التهديدات في المستقبل. ونشر نوراني موضوعا على الإنترنت في 27 أغسطس (آب) الماضي بشأن كيف أن أسرة الجنرال المتقاعد، عاصم سليم باجوا بنت إمبراطورية تجارية بقيمة 100 مليون دولار في الولايات المتحدة. ويعمل باجوا الآن في حكومة رئيس الوزراء، عمران خان ويقود هيئة رسمية تتعامل مع استثمارات صينية في باكستان بموجب مشروع «الحزام والطريق». وقال الصحافي، الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة بعد تعرضه لهجوم في باكستان العام الماضي لوكالة الأنباء الألمانية إن التهديدات بدأت بعد أن صنفته قناة إخبارية موالية للجيش بأنه خائن. وأضاف الصحافي، ستيفن بوتلر، منسق البرامج في آسيا لدى لجنة حماية الصحافيين أن «السلطات الباكستانية يجب أن تحقق في من وراء تلك الهجمات الإلكترونية الخبيثة على الصحافي أحمد نوراني».

النشاطات النووية لكوريا الشمالية مصدر «قلق جدي»
فيينا - «الشرق الأوسط»: قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها السنوي الذي صدر الأربعاء إن استمرار النشاطات النووية لكوريا الشمالية مصدر «قلق جدي». وأكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن «استمرار البرنامج النووي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي».
لكنها أفادت بأنه لا يبدو أن كوريا الشمالية تحضّر المزيد من مادة رئيسية لازمة لزيادة مخزونها من الأسلحة النووية. وقالت في التقرير: «يكاد يكون من المؤكد أنه لم يتم إجراء أي نشاط لإعادة المعالجة، وأنه لم يتم فصل البلوتونيوم المنتج في مفاعل الخمسة ميغاواط (القادر على إنتاج وقود البلوتونيوم)». ووفقا لوكالة «بلومبرغ» للأنباء فقد اعتمدت الوكالة على صور الأقمار الصناعية لإجراء التقييم، في ظل منع مفتشيها من دخول البلاد.
المستشار النمساوي يسعى لإصلاح إجراءات اللجوء
فيينا - «الشرق الأوسط»: قال المستشار النمساوي، سيباستيان كورتس، إن إصلاح إجراءات اللجوء في الاتحاد الأوروبي يجب أن تركز بشكل أساسي على حماية الحدود الخارجية للتكتل ومكافحة مهربي البشر والمساعدات المحلية لمنع تدفقات الهجرة إلى أوروبا.
وأوضح السياسي المحافظ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أنه يرفض فكرة توزيع المهاجرين التي من شأنها إلزام الدول باستقبال لاجئين. وقال: «لا أعتقد أن هذا واقعي أعتقد أن التوزيع عبر أوروبا ليس أمرا صحيحا لأن أغلبية الدول تتشكك أو أنها ضد ذلك».
وتدفع ألمانيا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، نحو سياسة جديدة للاتحاد تجاه طلب اللجوء. وتتضمن أفكار برلين إقامة مراكز على طول الحدود الخارجية للتكتل حيث سيتم فحص الوافدين والسماح لهم بالسفر فقط إذا كانت طلبات اللجوء الخاصة بهم تستحق ذلك. وأضاف أنه على الدول الراغبة في استقبال لاجئين، أن تجلبهم مباشرة من دولهم وتعيد توطينهم على المدى البعيد في أوروبا. وقال إنه بإمكان كل دولة أن تقرر بنفسها كم عدد من ترغب في إعادة توطينهم.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟