أديب يتعهد من «دار الفتوى» تشكيل الحكومة بسرعة

TT

أديب يتعهد من «دار الفتوى» تشكيل الحكومة بسرعة

تعهد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب بالسعي إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، عشية الاستشارات النيابية مع الكتل النيابية لاستمزاج آرائهم حول الحكومة المقبلة.
وغداة إنجاز زياراته البروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقين، زار أديب أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وقال في ختام الزيارة: «نسعى في أسرع وقت ممكن إلى تشكيل الحكومة الجديدة». وأكد أديب أن «الوقت اليوم ليس للكلام؛ بل للعمل، وبهمة الأوادم وبدعم الجميع نتوصل إلى تشكيل الحكومة».
وهنأ المفتي دريان الرئيس أديب «بتكليفه تشكيل الحكومة وبالثقة التي أولاه إياها النواب»، وتمنى له «التوفيق في تشكيل حكومة وطنية، والنجاح في المهام الملقاة على عاتقه».
ويعقد أديب، اليوم الأربعاء، لقاءات مع الكتل النيابية ضمن الاستشارات التي يعقدها الرؤساء المكلفون، بهدف تلقي مطالبها واستمزاج آرائها حول الحكومة العتيدة.
وتطالب القوى السياسية التي سمّت دياب بتشكيل حكومة إنقاذية تنفذ الإصلاحات، وتقول إنها عازمة على تسهيل المهمة. وقال النائب ادي معلوف في حديث إذاعي إنه لا شروط يضعها «التيار الوطني الحر» على تشكيل الحكومة الجديدة، «بل سيكون مسهلاً إلى درجة كبيرة، ولن يتمسك بأي حقيبة، لأن الهدف هو حكومة منتجة وفعالة تخرج البلد من الأزمة الاقتصادية الراهنة، وتعيد إعمار بيروت المهدمة».
وعدّ عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن أن «الحزب الاشتراكي قام بما يمليه عليه ضميره، وسمى مصطفى أديب لرئاسة الحكومة؛ ليس مسايرة لأحد ولا بناء لأمر عمليات، وإنما التزاماً بقناعته بضرورة إفساح المجال لبروز حالة جديدة تنفذ أجندة محددة». وشدد على أهمية «توافر قرار جدي من القوى الحاكمة وضغط دولي للخروج من المأزق». وقال: «يجب عدم تضييع الفرصة، وعلى الحكومة تنفيذ مهمة محددة؛ وهي المبادرة فوراً بالإصلاحات، وفي مقدمها ملف الكهرباء، وأول امتحان للحكومة الجديدة هو الخروج من توزيع الحصص في الحقائب، والإتيان باختصاصيين أكفاء، وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، وإنشاء مجلس الشيوخ لطمأنة الأقليات».
ولا تعوّل المعارضة على تكليف أديب للخروج من المأزق، فقد عدّ الوزير السابق ريشار قيومجيان أنه «لا فرق كبيراً بين رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، والرئيس المستقيل حسان دياب. كلاهما نتاج تسويات قائمة، وبالتالي لا نعلق الآمال كثيراً على تكليف كهذا». ورأى أن «العبرة بالطبع بتأليف الحكومة، ولكنها ستكون مطواعة لولي أمرها؛ أي التسوية القائمة بين الأفرقاء السياسيين». وأضاف: «ما كنا نطمح إليه هو حكومة مستقلة وحيادية تملك برنامجاً واضحاً لإنقاذ لبنان من الوضع المالي - الاقتصادي السيئ جداً». وأضاف: «بناء على ذلك؛ نعتبر أننا بحاجة إلى حكومة إنقاذية وجديدة بكل مكوناتها ومستقلة عن كل الأطراف».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.