«عاش يا كابتن»... وثائقي مصري عن «فتيات رفع الأثقال»

الفيلم يتتبع رحلة إحداهن ويُعرض في مهرجان القاهرة السينمائي

لقطة من الفيلم الوثائقي المصري «عاش يا كابتن»
لقطة من الفيلم الوثائقي المصري «عاش يا كابتن»
TT

«عاش يا كابتن»... وثائقي مصري عن «فتيات رفع الأثقال»

لقطة من الفيلم الوثائقي المصري «عاش يا كابتن»
لقطة من الفيلم الوثائقي المصري «عاش يا كابتن»

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن اختيار الفيلم الوثائقي المصري «عاش يا كابتن»، من إخراج مي زايد، للمشاركة في المسابقة الدولية للدورة الـ42، وذلك في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويتتبع «عاش يا كابتن» على مدار أربع سنوات رحلة «زبيبة»، الفتاة المصرية ذات الأربعة عشر عاماً، التي تسعى لتحقيق حلمها في أن تكون بطلة العالم في رياضة رفع الأثقال، مثل ابنة مدربها «نهلة رمضان»، بطلة العالم السابقة رائدة اللعبة في مصر والعالم العربي وأفريقيا، فتذهب للتدريب بشكل يومي، تحت إشراف كابتن رمضان الذي أمضى أكثر من 20 سنة في تدريب وتأهيل الفتيات لرياضة رفع الأثقال في شوارع مدينة الإسكندرية.
يقول رئيس المهرجان، المنتج السيناريست محمد حفظي، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس: «إن الإدارة الفنية للمهرجان عندما شاهدت (عاش يا كابتن)، لم تتردد لحظة في دعوته للمشاركة في الدورة الـ42، ليس فقط اهتماماً بالسينما الوثائقية التي لم يكن لديها تمثيل كافٍ السنوات الماضية، ولكن إعجاباً بالفيلم الذي يعد أحد أهم الأفلام العربية في عام 2020»، مشيراً إلى أن «البعض ربما يتعجب من اختيار فيلم وثائقي لتمثيل السينما المصرية في المسابقة الدولية للعام الثاني على التوالي، ولكني أثق في أن هذا التعجب سيتحول لإعجاب عند مشاهدة الفيلم عبر شاشة المهرجان، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل».
ورغم سعادة المخرجة مي زايد بمشاركة فيلمها «عاش يا كابتن» في الدورة الـ45 لمهرجان تورونتو، في شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، فإنها ترى أن مشاركتها في مهرجان القاهرة ستكون مهمة، وتتيح للجمهور المصري مشاهدته والتفاعل معه.
وتضيف زايد أن «الفيلم يتحدث عن فكرة الحلم، وكيف يسعى الإنسان لتحقيقه بكل الطرق الممكنة»، مشيرة إلى أن «كل البنات اللاتي يظهرن في الفيلم فزن على الأقل ببطولة الجمهورية، ومن بينهن بطلات لأفريقيا، وبعض منهن مثلن مصر وحصلن على ميداليات في بطولات العالم والألعاب الأولمبية ومختلف البطولات الدولية»، بحسب بيان مهرجان القاهرة السينمائي.
وتؤكد زايد أنها كانت مشغولة بفكرة «عاش يا كابتن» منذ عام 2003، تأثراً بخبر فوز كابتن نهلة رمضان ببطولة العالم في رفع الأثقال، مؤكدة: «هذه القصة الملهمة كانت مثيرة جداً لاهتمامي؛ كنت أريد أن أعرف الكثير عنها، ومن أين تأتي البنات بهذه القوة لتحقيق أحلامهن في رياضة لم يكن من المعتاد أن تمارسها النساء، حتى ذهبت في عام 2014 لمكان تدريب الفتيات أمام ميناء الإسكندرية بدافع الفضول لمقابلة كابتن رمضان، الشخص الذي أفنى عمره في تدريب وتأهيل كثير من الفتيات ليصبحن بطلات مصر وأفريقيا والعالم، وليس فقط ابنته نهلة. ومن هنا، بدأت رحلة صناعة الفيلم التي استمرت أكثر من ست سنوات، أربع منها في التصوير، وأكثر من عام ونصف العام في المونتاج».
ويعد الفيلم الوثائقي «عاش يا كابتن» الثاني من نوعه الذي يمثل مصر في مهرجان «القاهرة السينمائي» للعام الثاني على التوالي، بعد فيلم «احكيلي»، للمخرجة ماريان خوري، وهو عبارة عن رحلة شخصية تمتد لأربع سيدات من أربعة أجيال مختلفة من عائلة المخرج الراحل يوسف شاهين المصرية التي تعود جذورها إلى بلاد الشام، حيث تحكى الأحداث من خلال جلسة دردشة بين أم وابنتها، وكلتاهما تعمل في مجال السينما... الأم مخرجة الفيلم ماريان خوري، وابنتها سارة التي تدرس السينما، وتسعى كلٌّ منهما لاكتشاف الحياة بصعوباتها ومتعها، من خلال مشاهد أرشيفية لم يرها أحد من قبل، تغوص في عالم بين الحقيقة والخيال، سواء كان ذلك من خلال شخصيات أفراد العائلة التي ظهرت في أفلام الخال المخرج الراحل يوسف شاهين الذاتية، أو من خلال أدوار سيدات العائلة الحقيقية في مسرح الحياة.
وفاز «احكيلي» بجائزة «الجمهور» التي تحمل اسم الناقد الكبير المدير الفني الراحل يوسف شريف رزق الله، وتمنح لأحد أفلام المسابقة الدولية.
وشارك في الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي أكثر من 150 فيلماً من 63 دولة، من بينها 35 فيلماً في عروضها العالمية والدولية الأولى.
وبدأت مي زايد مخرجة «عاش يا كابتن» رحلتها في عالم السينما عام 2010، بالمشاركة في فيلم «حاوي» مساعدة مخرج تحت التمرين مع المخرج إبراهيم البطوط. وفي 2013، شاركت في كتابة وإخراج وإنتاج وتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول «أوضة الفيران»، بمشاركة 5 مخرجين آخرين، الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي عام 2013. كما شاركت في تأسيس شركة إنتاج «أفلام روفيز» عام 2013، قبل أن تؤسس شركة «كليو ميديا» للإنتاج والتوزيع بمدينة الإسكندرية.
وأخرجت زايد عدداً من الأفلام القصيرة، وشاركت بها في مهرجانات دولية، كان آخرها «ذاكرة عباد الشمس» الذي عُرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2016، وحصل على جائزة أفضل فيلم تجريبي في منصة الشارقة للأفلام عام 2019.
وأعلن مهرجان القاهرة أخيراً عن تكريم الكاتب المصري الكبير وحيد حامد، ومنحه جائزة «الهرم الذهبي»، في حفل افتتاح الدورة المقبلة تقديراً لإنجازه الفني الممتد لنحو نصف قرن.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.