الحوثيون ينكسرون في شمال البيضاء

TT

الحوثيون ينكسرون في شمال البيضاء

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية انكسرت أمس (الاثنين) في مديرية ماهلية، شمال محافظة البيضاء، بعد تقدم طفيف كبّدها عشرات القتلى والأسرى والآليات القتالية.
وأكدت المصادر مقتل اثنين من قادة الجماعة في المنطقة، إلى جانب كثير من مسلحيها الذين حاولوا التقدم نحو مركز المديرية التابعة إدارياً لمحافظة مأرب، التي تشن الجماعة الهجمات باتجاهها من أكثر من جبهة من دون جدوى.
وقدّرت مصادر ميدانية سقوط أكثر من 20 مسلحاً حوثياً في قبضة قوات الجيش الوطني والقبائل المساندة لها، إلى جانب استعادة كثير من الآليات القتالية التي خلّفها عناصر الجماعة المنكسرين في هذه الجبهة.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر. نت» أن «الميليشيات الحوثية أقدمت بعد انكسارها على تصفية القيادي الموالي لها، خالد صالح بن صالح الوهبي، وإلى جانبه عبد الرحمن الخضر الوهبي، ورمت بجثتهما مع آخرين تمت تصفيتهم في أحد المواقع التي فرت منها، بعد أن اتهمتهم بالخيانة والتقاعس».
وبحسب الموقع، تمت تصفية القياديين «بعد خلاف عاصف في صفوف الميليشيات إثر فشلها الذريع في إحداث اختراق وتحقيق انتصار للتقدم في اتجاه مديرية ماهلية التابعة لمحافظة مأرب، وتكبدها الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، ووقوع العشرات من عناصرها أسرى بيد أبطال القوات المسلحة ورجال المقاومة الشعبية».
من جهته، أكد قائد اللواء 143 مشاة في الجيش اليمني، العميد ذياب القبلي نمران، أن ميليشيا الحوثي المتمردة تلقت، الاثنين، ضربة عسكرية موجعة في جبهة قانية، شمال محافظة البيضاء، بعد أن «خسرت مئات من عناصرها ومقاتليها التي قادتهم إلى محارق الهلاك». ونقل موقع الجيش عن العميد نمران تأكيده استمرار المعارك، وأن «العشرات من عناصر الميليشيا الانقلابية وقعوا بين قتيل وأسير وجريح، إضافة إلى استعادة القوات المسلحة لعربات وآليات قتالية، وأسلحة ثقيلة وخفيفة وذخائر بمختلف أنواعها، كانت بحوزة عناصر الجماعة».
وبحسب الموقع العسكري، حقق الجيش اليمني الوطني تقدماً نوعياً في عدد من جبهات قانية، شمال البيضاء، بإسناد من رجال المقاومة الشعبية، ومقاتلات التحالف الداعم للشرعية، بينما خسرت الميليشيا العشرات من عناصرها، قتلى وجرحى وأسرى.
في غضون ذلك، أفادت المصادر الرسمية للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي بأن الميليشيات الحوثية قصفت الأحياء السكنية صباح الاثنين في مدينة حَيْس، جنوب محافظة الحديدة. ونقل موقع «ألوية العمالقة» عن مصادر محلية قولها إن «الميليشيات قَصفت منازل مواطنين مدنيين وقرى مأهولة بالسكان بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 82 وقذائف RBG وفتحت نيران القناصة وسلاح الرشاشات المتوسطة عيار 14.5 وعيار 12.7 في قرى متفرقة، قرب مدينة حَيْس». وتسبب القصف الحوثي، وفق المصادر، بخلق حالة من الهلع بين صفوف المدنيين، وسبّب لهم خسائر وأضراراً جسيمة.
على صعيد منفصل، أعلن مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام»، أسامة القصيبي، أن فرق المشروع نزعت منذ انطلاقه ولغاية يوم 28 أغسطس (آب) أكثر من 182 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة. وقال القصيبي، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني للمشروع، إن الفرق الهندسية التابعة للمشروع نزعت منذ أواخر يونيو (حزيران) 2018 ولغاية الآن 119 ألف ذخيرة غير منفجرة، إضافة إلى 5039 عبوة ناسفة.
وذكر أن مساحة الأراضي التي تم تطهيرها خلال الأسبوع الماضي بلغت ربع مليون متر مربع، ليصل بذلك مجموع ما تم تطهيره منذ بداية الشهر الماضي إلى 882 ألف متر مربع. وبذلك تكون مساحة الأراضي اليمنية التي قامت فرق «مسام» بتطهيرها وتأمينها منذ يونيو 2018 أكثر من 13.5 مليون متر مربع. وقال مدير عمليات «مسام» في اليمن، رتيف هورن، إن فرق المشروع نزعت منذ انطلاقه أكثر من 55 ألف لغم مضاد للدبابات و2296 لغماً مضاداً للأفراد.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».