القضاء العراقي يصدر مذكرة اعتقال بحق مالك «دجلة»

على خلفية بث القناة التلفزيونية أغاني في ليلة عاشوراء

TT

القضاء العراقي يصدر مذكرة اعتقال بحق مالك «دجلة»

أصدرت محكمة تحقيق بغداد الرصافة، أمس (الاثنين)، مذكرة قبض بحق مالك قناة «دجلة» الفضائية، السياسي ورئيس حزب «الحل»، جمال الكربولي، على خلفية قيام الفرع الآخر للقناة «دجلة طرب» بمواصلة برامجها المعتادة، وبث الأغاني في ليلة العاشر من محرم، وما يرتبط بها من حزن لدى الطائفة الشيعية.
وقالت المحكمة، في بيان، «بناءً على شكوى تقدم بها عدد من السادة المحامين أمام محكمة تحقيق الرصافة بخصوص تعمد الإساءة إلى شعائر إحدى الطوائف الدينية في العراق، وحسب نص المادة (372/1) من قانون العقوبات، قررت المحكمة إصدار مذكرة قبض بحق مالك قناة (دجلة) الفضائية جمال الكربولي لمجهولية محل إقامته في العراق». وأضافت: «كما قررت المحكمة إشعار هيئة الإعلام والاتصالات باتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية الداخلة ضمن اختصاص الهيئة بحق القناة».
وقالت هيئة الإعلام والاتصالات، إنها ستقوم بـ«اتخاذ إجراءاتها القانونية بشأن أداء قناة (دجلة طرب) ليلة العاشر من محرم الحرام». وذكرت في توضيح أصدرته، أمس، أنها «إذ تتفهم مشاعر الجمهور الكريم بهذه المناسبة الأليمة، فإنها تؤكد أن واجبها هو حماية المجتمع من كل ما يؤثر على وحدته وتماسكه، وردع ووقف أي خطاب أو سلوك يمسّ عقائد ومشاعر المكونات، وفقاً لقواعد لائحة البث الإعلامي الملزمة لكل وسائل الإعلام».
من جانبها، قدمت إدارة قناة «دجلة» اعتذاراً رسمياً عن بث الأغاني في ليلة عاشوراء، وأعلنت غلق قناة «طرب» التابعة لها حتى إشعار آخر. وقالت في بيان، إن «ما حدث ليلة عاشوراء لم يكن مقصوداً، وإنما هناك إدارة مستقلة لقناة (دجلة طرب)، وهي لا تتبع سياسة قناة (دجلة) الرئيسية، وبالتالي حدث استمرار بث برامج القناة، كما في باقي الأيام، دون تثبيت خصوصية هذه الليلة الحزينة»، معلنة غلق القناة موقتًا احتراماً لعظمة المناسبة.
ولم ينفع الاعتذار الرسمي الذي قدمته القناة في تراجع حد الانتقادات والجدل الذي أثير حول الموضوع، وبات خلال اليومين الأخيرين القصة الأكثر تداولاً على المستوى المحلي. وقررت الإدارات المحلية في عدة محافظات، وسط وجنوب البلاد، إغلاق مكاتب القناة، وعدم السماح لمراسليها بالعمل.
ودعا النائب عن تحالف «سائرون» في البصرة رامي السكيني، إلى إغلاق مكتب القناة في المحافظة، كما دعا الحكومة المركزية إلى إيقاف بث القناة.
ولم يتوقف الأمر عند حدود الانتقادات والمطالبات بغلق القناة، ومحاسبة القائمين عليها، وصدرت في مقابل ذلك انتقادات حيال ما اعتبر «مبالغة، وبتحريض من جهات سياسية طائفية ضد القناة». وفي هذا الاتجاه كتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة «الصباح» السابق فلاح المشعل، عبر «فيسبوك»، قائلاً إن «قضية قناة (دجلة) جاءت مثل الفرج لبعض الفاسدين من المسؤولين والمحافظين، وفتحة يتنفس منها الطائفي الموتور».
أما قاضي النزاهة السابق رحيم العكيلي، فقال «لا توجد قاعدة أخلاقية ولا قانونية تمكنك من إجبار الآخر المختلف على أن يشاركك الحزن العقائدي أو المذهبي، لأن الحزن شعور صادق غير اختياري، وليس نفاقاً أو تمثيلاً». وأضاف: «يفتي بعضهم بحرمة مشاركة المسيحيين أفراحهم بأعياد الميلاد، لكنه يريد إجبار الآخر على أن يشاركه حزنه. القوانين تؤمّن لك حرية ممارسة شعائرك الدينية، لكنها لا تسمح لك بفرضها على الآخرين». وتابع أن «الحسين أيقونة الشهادة وعقيدة الثورة ضد الفساد، لن يضيره بث أغنية يوم استشهاده، بربكم من أهان ثورة الحسين أكثر؟ المختلف الذي بث أغاني يوم استشهاده؟ أم من سرق وخرب ودمر بلداً باسم الحسين؟».
ورأى العكيلي أنه «ليس خلف هذه القضية (قناة دجلة) سوى نزاع سياسي قذر وغير نبيل، ولا ينبغي أن نسمح أو نخدع باستخدام اسم الحسين فيه».
وأبدى الإعلامي ومقدم البرامج في قناة «العراقية» سعدون محسن ضمد، استغرابه من صدور مذكرة قبض بحق مالك القناة في يوم عطلة رسمية. وكتب عبر «تويتر»: «أول من أمس ليلاً، بُثت الأغاني، والمفروض أن الشكوى قدمت أمس الذي صادف عطلة رسمية. واليوم صدرت مذكرت الاعتقال. طيب أين هذه السرعة الإجرائية من قضايا البلد الكبرى؟». وأضاف: «أين هذه السرعة من جرائم اغتيال وخطف ترقى لمستوى الإبادة؟ أينها من نهب أموال البلد؟ أينها من قتل 700 متظاهر؟ أينها من جريمة الهزيمة أمام (داعش)».‎



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.