مصر تسجل تراجعاً طفيفاً في الإصابات والوفيات

الكمامات لا تزال مهمة في توجيهات الوقاية (أ.ف.ب)
الكمامات لا تزال مهمة في توجيهات الوقاية (أ.ف.ب)
TT

مصر تسجل تراجعاً طفيفاً في الإصابات والوفيات

الكمامات لا تزال مهمة في توجيهات الوقاية (أ.ف.ب)
الكمامات لا تزال مهمة في توجيهات الوقاية (أ.ف.ب)

سجلت الإصابات المسجلة رسمياً بفيروس «كورونا» المستجد في مصر تراجعاً طفيفاً، وذلك وسط تحذيرات حكومية من رصد «تراخٍ» في تنفيذ الإجراءات الاحترازية و«الشعور الزائف» بانتهاء الفيروس، إلى الحد الذي تخشى معه وزارة الصحة المصرية من بدء موجة ثانية من الإصابات.
وأعلنت وزارة الصحة في مصر، مساء أول من أمس، «تسجيل 212 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و14 وفاة»، بينما كانت الإفادة الرسمية ليوم الجمعة تشير إلى «رصد 223 إصابة و20 وفاة». وبحسب الإفادة الأحدث، فإن إجمالي الإصابات المسجلة في مصر بفيروس كورونا بلغت «98497 حالة، من ضمنهم 71302 حالة تم شفاؤها، و5376 حالة وفاة». وأكدت «الصحة المصرية» أنها «تواصل رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية ومتابعة الموقف أول فأول بشأن (فيروس كورونا)، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة كافة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية».
وعلى صعيد مجابهة المخالفات للإجراءات الاحترازية المقررة من الحكومة، أعلنت وزارة الداخلية أمس عن تحرير مخالفات بحق «3659 سائق نقل جماعي لعدم الالتزام بارتداء الكمامات الواقية»، وذلك خلال يوم واحد فقط. وتلزم الحكومة المصرية مواطنها بـ«التدابير الاحترازية والوقائية لحماية المواطنين والحد من انتشار فيروس (كورونا)، والمتضمن إلزام جميع العاملين والمترددين على (الأسواق والمحال التجارية والمنشآت الحكومية والخاصة والبنوك وجميع وسائل النقل الجماعية) بارتداء الكمامات الواقية»، وتفرض غرامة تبلغ في حدها الأقصى نحو 4 آلاف جنيه مصري (الدولار يساوى 15.88 جنيه مصري تقريباً).
وخفّفت مصر على مراحل منذ يونيو (حزيران) الماضي الإجراءات الاحترازية المفروضة على عمل بعض المنشآت العامة والخاصة، في إطار خطة «التعايش مع كورونا»، وسمحت باستئناف حركة الطيران من البلاد وإليها، مع وضع ضوابط للعمل. وقالت وزارة القوى العاملة، أمس، إنها نفذت حملة تفتيشية في محافظة الإسكندرية على النوادي الصحية والرياضية وصالات «الجيم» لمراجعة الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وأسفرت خلال 4 أيام عن تحرير 25 محضر مخالفات لاشتراطات السلامة والصحة المهنية. مشيرة إلى أن الأندية المخالفة «لم توفر مهمات الوقاية الشخصية للعاملين بالمنشأة، ولم تراعِ إجراءات التباعد الاجتماعي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.