أبرز سلبيات الدوري الإنجليزي الموسم الماضي

من بطء التعامل مع تداعيات فيروس {كورونا} إلى الفشل المستمر لتقنية حكم الفيديو المساعد

تقنية «الفار» لم تقضِ على القرارات المثيرة للجدل (رويترز)
تقنية «الفار» لم تقضِ على القرارات المثيرة للجدل (رويترز)
TT

أبرز سلبيات الدوري الإنجليزي الموسم الماضي

تقنية «الفار» لم تقضِ على القرارات المثيرة للجدل (رويترز)
تقنية «الفار» لم تقضِ على القرارات المثيرة للجدل (رويترز)

وصل أطول موسم في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز إلى نهايته بعد قرابة سنة كاملة عندما انطلق في التاسع من أغسطس (آب) 2019، بسبب توقف دام قرابة ثلاثة أشهر على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، قبل أن يستأنف في يونيو (حزيران) الماضي، ليتوج ليفربول بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ 30 عاماً، فيما حل مانشستر سيتي بطل الموسمين الماضيين وصيفاً. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على أبرز السلبيات التي شهدها الموسم الماضي.

ناقد منصف وليس مشجعاً محترفاً
هل بات «التحيز» مقبولاً إلى هذه الدرجة الواضحة خلال هذا الموسم؟ في السابق كان يتعين على النقاد الذين يظهرون على شاشات التلفزيون أو يتحدثون عبر الإذاعة أن يظهروا قدراً ضئيلاً من الحيادية والتوازن، لكننا الآن نسمع كثيراً من الأحاديث في الاستوديوهات عمن يشجع من! لا يستطيع غاري نيفيل إخفاء ولاءاته أبداً، وأصبحت المناوشات بينه وبين جيمي كاراغر فيما يتعلق بالمنافسة بين مانشستر يونايتد وليفربول آخر آلة تعتمد عليها شبكة «سكاي سبورتس» في تغطيتها للمباريات. والآن، أصبحنا نرى مدافع الفريق السابق ميكا ريتشاردز وهو يلعب هذا الدور لصالح مانشستر سيتي!
لقد حل التحيز محل الموضوعية، ربما لأن المديرين التنفيذيين في القنوات التلفزيونية يريدون تحقيق النجاح نفسه الذي تحققه القنوات الخاصة بجماهير الأندية. وفي الآونة الأخيرة، تم الكشف عن بعض المشكلات التي حدثت بسبب التحيز الواضح، مثل طرد كلود كاليغاري من القناة الخاصة بمشجعي آرسنال بعد توجيهه لإهانة عنصرية للاعب توتنهام، سون هيونغ مين. ودائماً كانت تغطية الأحداث المتعلقة بكرة القدم تتسم بالود، لكن انزلاقها إلى هذا المستوى من التحيز والتعصب سوف يضر باللعبة كثيراً. لا يزال كثير من التحليل التفصيلي نموذجياً، لكن هل يجب أن يكون ذلك مصحوباً بتشجيع لأحد الأندية على حساب الآخر؟

آفة العنصرية
عندما تم استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بعد توقفه بسبب تفشي فيروس كورونا، رأينا ترويجاً لحملة «حياة السود مهمة» ورأينا اللاعبين وهم يجلسون على ركبتهم قبل انطلاق المباريات. لقد شكلت هذه الحملة جزءاً من إعادة رسم المواقف تجاه العنصرية، وقد أخذت وسائل الإعلام زمام المبادرة، حيث عكس اختيار المذيعين والمحللين نسبة اللاعبين السود في اللعبة. لكن لا تزال هناك مشكلة واضحة للغاية تتمثل في عدم وجود عدد من المديرين الفنيين السود يعادل عدداً للاعبين السود في لعبة كرة القدم. وعندما أشار نجم مانشستر سيتي، رحيم ستيرلينغ، إلى أن فرص سول كامبل وآشلي كول في التدريب كانت محدودة مقارنة بزملائهم في الجيل الذهبي في إنجلترا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جاء رد الفعل محبطاً من جانب المدير الفني لتشيلسي فرانك لامبارد.
لقد رد لامبارد على ستيرلينغ قائلاً: «يجب أن تكون هذه الفرص متساوية للجميع، وأعتقد أننا جميعاً نتفق على ذلك. لكن هناك تفاصيل أخرى تتعلق بجدية العمل الذي تقوم به». لا أحد يشك في أخلاقيات العمل الخاصة بلامبارد، لكن عدم اعترافه بحصوله هو وآخرين على امتيازات لم يحصل عليها أصحاب البشرة السمراء يشير إلى أنه ما زالت هناك طريق طويلة للغاية يجب قطعها قبل التغلب على العنصرية وعدم المساواة!

بطء التعامل مع »كورونا»
تأخر الدوري الإنجليزي الممتاز في التعامل مع تداعيات فيروس كورونا، حيث انتظر حتى الإعلان عن إصابة المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، بفيروس كورونا في 12 مارس (آذار) حتى يدرك أنه يجب إيقاف المسابقة. وقد جاء ذلك حتى بعد تأجيل مباراة آرسنال مع مانشستر سيتي في اليوم السابق. ولولا إصابة أرتيتا، كان سيتم استئناف المباريات في نهاية ذلك الأسبوع. صحيح أن الإرشادات والنصائح الحكومية في هذا الصدد لم تكن مفيدة، لكن الاستمرار في خوض المباريات قد عرض حياة البعض للخطر.
وحتى مع استئناف مباريات الموسم، رأينا بعض الأندية تبحث عن مصلحتها في المقام الأول والأخير دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، فرأينا بعض الأندية تطالب بإلغاء الهبوط تماماً! ومرة أخرى، كان الجميع يهتمون بالأمور المالية في المقام الأول والأخير، ثم تأتي السلامة في المرتبة الثانية!

مانشستر سيتي ضد البقية
إلى متى يمكن أن تستمر حرب مانشستر سيتي مع البقية؟ والآن، وبعد أن ألغت محكمة التحكيم الرياضية الحكم الصادر من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحرمان النادي من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة عامين، ربما حان الوقت لأن يحاول الطرفان - مانشستر سيتي وباقي أندية النخبة - أن يجدا شكلاً من أشكال التقارب بينهما. وكما قال المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا بعد رفع الحظر عن مشاركة فريقه في دوري أبطال أوروبا، إن مانشستر سيتي موجود ليبقى، يتعين على أندية ليفربول ومانشستر يونايتد وآرسنال وبقية الأندية أن تتقبل هذا الأمر.
وفي المقابل، قد يعيد مانشستر سيتي النظر في دفاعه المبالغ فيه في كثير من الأحيان عن الانتقادات التي يتعرض لها. ولم يكن رد فعل النادي - وغوارديولا - على التحقيق مع برناردو سيلفا وإيقافه بسبب انتهاكه للوائح وسائل التواصل الاجتماعي في التغريدة التي أرسلها لزميله بنجامين ميندي، كافياً لمعالجة مشكلة العنصرية، حيث اكتفى مانشستر سيتي وغوارديولا بالإشارة إلى أن الأمر كان مجرد مزحة بين صديقين!

«الفار» يجب ألا يكون متجراً مغلقاً
كان أبرز شيء في هذا الموسم - قبل تفشي فيروس كورونا بالطبع - هو تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، التي كانت الموضوع الرئيسي في التحليلات والمناقشات بعد المباريات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، واتهم البعض «الفار» بمجاملة نادي ليفربول لدرجة أنهم باتوا يكتبون اسم النادي «ليفاربول» بدلاً من ليفربول! وبالتالي، انهارت فكرة أن تقنية حكم الفيديو المساعد ستؤدي إلى القضاء على القرارات المثيرة للجدل.
وهناك أخبار سيئة لأولئك الذين يريدون إلغاء الأمر برمته والعودة إلى الأيام التي كان يمتلك فيها حكم الملعب القرار النهائي، حيث لن يتم إلغاء تقنية حكم الفيديو المساعد كما يريد هؤلاء. لكن يمكن إجراء بعض التعديلات والتحسينات على هذه التقنية. لقد شهدت مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في فترة ما بعد استئناف الموسم العديد من الأخطاء الواضحة، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الطريقة التي تدار بها هذه التقنية من الأساس. وإذا كان القائمون على تقنية حكم الفيديو المساعد يريدون أن تنجح هذه التقنية، فيجب أن يكون هناك فصل بين الحكام الموجودين داخل الملعب وأولئك الذين يجلسون عن بُعد لرؤية اللقطات المثيرة للجدل عبر الشاشات. وإذا لم يحدث ذلك، فمن الممكن أن تتحول تقنية حكم الفيديو المساعد إلى شكل من أشكال «المحسوبية الكروية»، إن جاز التعبير!


مقالات ذات صلة

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

ربما كان ألكسندر أرنولد مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد.

رياضة عالمية صلاح نجم ليفربول ينفّذ ركلة حرة في مواجهة يونايتد الأقوى هذا الموسم (إ.ب.أ)

هل يستطيع المنافسون استغلال تعثر ليفربول وملاحقته على القمة؟

ليفربول لم يتأثر بالتعادل أمام يونايتد لأن ملاحقيه تعثروا أيضاً، باستثناء نوتنغهام فورست، مفاجأة الموسم.

رياضة عالمية بول سكولز (بي تي سبورتس)

سكولز ينتقد رفع راتكليف أسعار التذاكر لجماهير مانشستر يونايتد

قال نجم كرة القدم الإنجليزي السابق بول سكولز إن السير جيم راتكليف لم يفعل «أي شيء إيجابي» خلال عامه الأول في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية كاسيميرو (أ.ب)

الأندية السعودية مهتمة بكاسيميرو بعد إشارات الرحيل عن يونايتد

يبدو أن لاعب خط الوسط البرازيلي كاسيميرو أعطى إشارات واضحة لمانشستر يونايتد حول استعداده للرحيل عن الفريق.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.