مخاوف أردنية من عودة المدارس مع ارتفاع الإصابات

الأجهزة الأمنية تشدد رقابتها لمنع التجمعات المخالفة

عناصر من الشرطة يؤدون صلاة الجمعة خارج مسجد بعمّان (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة يؤدون صلاة الجمعة خارج مسجد بعمّان (أ.ف.ب)
TT

مخاوف أردنية من عودة المدارس مع ارتفاع الإصابات

عناصر من الشرطة يؤدون صلاة الجمعة خارج مسجد بعمّان (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة يؤدون صلاة الجمعة خارج مسجد بعمّان (أ.ف.ب)

عادت في الأردن مخاوف أولياء الأمور للواجهة، مع ارتفاع منحنى الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد في محافظتي العاصمة والزرقاء ذات الكثافة السكانية العالية، وتجدد القلق من احتمال ظهور سلاسل عدوى جديدة نتيجة اكتظاظ المدارس الحكومية.
وفيما سجلت المملكة على مدى الأسبوعين الماضيين نحو 800 حالة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد، كان للعاصمة عمّان الحصة الكبرى من الإصابات، بعد أن كشفت التصريحات الرسمية عن ضعف التزام في تطبيق قرار الدفاع بمنع التجمعات لأكثر من عشرين شخصاً. وتسبب عرس أُقيم في منطقة ماركا شرق العاصمة عمان، بعدوى أكثر من 30 شخصاً من أهل العروسين، في وقت كشفت الفحوصات أضعاف هذا الرقم لمخالطين من المشاركين في الاحتفال. وسُجل في عمان وحدها عزل أكثر من 118 عمارة سكنية بعد ظهور حالات مؤكدة فيها.
وبلغ إجمالي الإصابات بفيروس «كورونا» في المملكة 1869 منذ بدء الجائحة، ليتضاعف عدد المتبقين على أسرّة الشفاء إلى 461 حالة، ما يشكّل ضغطاً متزايداً على خدمات القطاع الصحي.
ولم يقلل انخفاض عدد الإصابات بالفيروس ليوم أمس (السبت)، بعد تسجيل 19 حالة فقط، من انتقاد مواطنين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي القرارات الحكومية أمام التحديات التي يفرضها وباء «كورونا»، خصوصاً بعد تنفيذ الحظر الشامل في محافظتي العاصمة والزرقاء الجمعة الماضية، مقابل السماح للسكان بالتنقل نحو مواقع سياحية في شمال وجنوب المملكة، الأمر الذي قد يساعد في نقل العدوى للمحافظات التي لم تًسجل فيها إصابات منذ بدء الأزمة.
وفيما يبدأ العام الدراسي الثلاثاء المقبل، استغرب أولياء أمور في محافظتي العاصمة والزرقاء عدم صدور قرار بتأجيل الدوام المدرسي لمدة أسبوعين إلى حين استقرار الوضع الوبائي. وفِي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أكد رئيس لجنة الأوبئة نذير عبيدات، أن المخاوف لدى أولياء الأمور مبرَّرة، لكنّ خطة الجهات المعنية جاءت وفق البروتوكولات الوقائية التي تنفّذ العزل والإغلاق لأي مكان أو منشأة أو موقع عام أو مدرسة تظهر فيها حالات إصابة، مشدداً في الوقت نفسه على أن إجراءات الوقاية الذاتية لدى الطلبة، وبإشراف المعلمين من شأنها أن تساعد كثيراً في مواجهة أي انتقال للعدوى.
وعلى صعيد خطة الأولويات لدى السلطات الصحية، والسعي الرسمي في تحقيق التوازن بين الحالة الصحية في البلاد والحالة الاقتصادية، شدد عبيدات على أن الأولوية اليوم يجب أن تكون للصحة، مشيراً إلى إمكانية المواءمة في التعامل مع التحديات، بشرط التزام الجميع بإجراءات السلامة العامة والإرشادات الوقائية، منتقداً ضعف الالتزام لدى البعض واستهتارهم في تطبيق الإجراءات المطلوبة لحماية أنفسهم وأسرهم.
ولفت المسؤول الصحي الأبرز في البلاد إلى أن النظام الصحي في المملكة قادر على التعامل مع ارتفاع أرقام الإصابات، لكنه يحتاج إلى تعزيز قدراته، التي تسمح بالتراكم على ما أنجزته البلاد من خطط مواجهة وباء «كورونا» وكسر سلاسل العدوى.
وأمام ارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كورونا»، شددت الأجهزة الأمنية من رقابتها لمنع التجمعات في مناطق مختلفة من المملكة، ومنع الحركة خلال ساعات الحظر الشامل والجزئي، وضبطت أكثر من 1250 مخالفة وحجزت 350 مركبة، إضافةً إلى توقيف أشخاص نظّموا حفلات أعراس في مزارع خاصة خارج حدود العاصمة، وفقاً لبيانات أمنية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».