بوادر عزل جديد على أبواب أوروبا

توقعات بارتفاع إصابات «كورونا» مع عودة المصطافين وإعادة فتح المدارس

عاملا صحة يلتقطان أنفاسهما بعد يوم من فحوصات «كورونا» في روما الجمعة (إ.ب.أ)
عاملا صحة يلتقطان أنفاسهما بعد يوم من فحوصات «كورونا» في روما الجمعة (إ.ب.أ)
TT

بوادر عزل جديد على أبواب أوروبا

عاملا صحة يلتقطان أنفاسهما بعد يوم من فحوصات «كورونا» في روما الجمعة (إ.ب.أ)
عاملا صحة يلتقطان أنفاسهما بعد يوم من فحوصات «كورونا» في روما الجمعة (إ.ب.أ)

عاد الخوف يستقر في أوصال الاتحاد الأوروبي من الاضطرار مجدداً لفرض تدابير العزل التام، بعد اتساع موجة الارتفاع المطرد في عدد الإصابات الجديدة التي تحطم كل يوم رقماً قياسيا جديداً في معظم بلدان الاتحاد التي تستعد لأسوأ السيناريوهات رغم التطمينات والتأكيدات التي تصدر عن المسؤولين بأن الوباء «تحت السيطرة»، وأن المنظومات الصحية جاهزة لمواجهة موجة جديدة.
مصادر منظمة الصحة العالمية تقول إن البيانات السريرية الواردة إليها عن المصابين الذين يخضعون للعلاج منذ منتصف الشهر الماضي ترسخ الاستنتاج بأن الشحنة الفيروسية للوباء قد تضاءلت وتراجعت خطورته مقارنة بالأشهر الأولى من انتشاره. وإذ تشير المنظمة إلى أن الانخفاض الملحوظ في نسبة الوفيات من العدد الإجمالي للإصابات مرده إلى أسباب عدة، منها تطور العلاج وتحسن جهوزية المستشفيات وتدني المتوسط العمري للمصابين، تشدد على ضرورة الانضباط في السلوك العام والتقيد بتدابير الوقاية خلال فترة التعايش مع الفيروس التي قد تمتد حتى أواسط العام المقبل.
وكانت المنظمة الدولية قد حذرت من الانجرار وراء نظرية الموجة الثانية للفيروس، الذي لا توجد أي أدلة على أنه موسمي، ودعت الأجهزة الصحية والسلطات إلى مقاربة تدابير المكافحة والاحتواء انطلاقاً من أن «كوفيد - 19» هو، على غرار الفيروسات الأخرى مثل «إيبولا» ومتلازمة نقص المناعة المكتسب «إيدز»، قيد السريان الدائم إلى أن يوجد علاج نهائي له أو لقاح ضده.
المفوضية الأوروبية من جهتها تكثف جهودها لإبقاء تدابير الوقاية والاحتواء ضمن دائرة التنسيق بين الدول الأعضاء، لكنها تخشى أن تكون المواقف المعلنة للحكومات والتصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤولين تمهيداً لقرارات وشيكة وإجراءات تكسر وحدة الصف، وتعيد أوروبا إلى المشهد الفوضوي الذي ساد حركة التنقل خلال فترة الذروة لانتشار الوباء.
المؤشر الأول الذي جاء ليؤكد مخاوف المفوضية صدر عن حكومة «الابن الضال» فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، الذي قرر إغلاق حدود بلاده اعتباراً من الثلاثاء المقبل، فيما لا يستبعد أن تحذو حذوه دول أخرى في الأيام القليلة المقبلة.
وما يزيد من مخاوف المفوضية أن التوقعات القاتمة حول أرقام الإصابات اعتباراً من منتصف الأسبوع المقبل بعد نهاية العطلة الصيفية وعودة المسافرين من الخارج، تشير إلى ارتفاع في الأرقام قد يتجاوز فترة الذروة خلال الأشهر الأولى لانتشار الوباء. وكانت الأرقام الأخيرة للإصابات اليومية الجديدة في فرنسا وألمانيا قد دفعت بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى رفع نبرة التحذيرات وتشديد تدابير الوقاية والعقوبات على المخالفين، وترك الباب مفتوحاً أمام إجراءات أكثر صرامة مثل العزل الجزئي، أو حتى العزل التام الذي قال ماكرون إنه لم يعد يستبعده.
وكان ناطق بلسان المفوضية الأوروبية قد أعلن أمس عن توقيع الاتفاق النهائي مع شركة «آسترازينيكا» التي تنتج اللقاح التجريبي الذي يجري تطويره في جامعة أكسفورد البريطانية، في إطار مشروع يعتبر الأكثر تقدماً حتى الآن حسب خبراء منظمة الصحة العالمية. وينص الاتفاق على تزويد الاتحاد الأوروبي بحوالي 400 مليون جرعة من اللقاح، توزع على البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حسب عدد السكان، وينتظر أن يبدأ توزيع الجرعات الأولى على الطواقم الصحية قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ورغم النتائج الأولية الواعدة لهذا اللقاح، ما زالت سلامته وفعاليته موضع الاختبار.
وتجدر الإشارة إلى أن دولاً مثل إيطاليا وفنلندا والدنمارك والنمسا تفرض حالياً تدابير الحجر الصحي على الوافدين من بعض البلدان الأوروبية، مثل إسبانيا والبرتغال ومالطا ودول البلقان، وأن دولاً أخرى توصي مواطنيها بتحاشي السفر إلى هذه البلدان إلا في حالات الضرورة القصوى. وتقول أوساط علمية إن الاختبار المفصلي الذي سيتوقف عليه قرار العودة إلى العزل التام هي العودة إلى المدارس التي تبدأ مطلع الشهر المقبل بصورة تدريجية في بلدان الاتحاد، والتي ستتزامن مع الارتفاع المرتقب في عدد الإصابات بعد نهاية العطلة.
وكانت المستشارة الألمانية التي توقعت أشهراً عسيرة مع تفاقم الوضع الوبائي، قد حضت مواطنيها على التقيد الصارم بتدابير الوقاية «للحيلولة دون ارتفاع الإصابات بعد العودة إلى المكاتب والمنازل والمدارس»، وقالت إن «الأولوية هي أن لا يكون الأطفال هم الخاسرون في معركتنا ضد الجائحة». وتواجه خطة الحكومة الألمانية لمكافحة الوباء معارضة شديدة من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي دعت أمس السبت إلى مظاهرة أخرى في العاصمة برلين ضد تدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي، بعد أن ألغى القضاء قرار الحكومة بمنعها.
وعلى الجبهة الإيطالية، بدأت الأمور تتجه أيضاً نحو الخروج عن السيطرة بعد ظهور بؤر كثيفة لانتشار الوباء في ميلانو وجزيرة سردينيا، حيث يتولى الدفاع المدني مهام مراقبة خروج السياح العائدين إلى أماكن إقامتهم والبحث عن مئات الإصابات المحتملة لمن كانوا يترددون على مواقع البؤر الوبائية، ويتعذر تحديد هوياتهم وأماكن إقامتهم بسبب معلومات شخصية غير صحيحة. وبعد تكليف القوات المسلحة تجهيز المدارس بالمقاعد الإضافية اللازمة والدعم اللوجيستي لاستئناف النشاط الدراسي، عادت إلى أذهان الإيطاليين المشاهد المأساوية لشاحنات الجيش التي كانت تنقل رفات الضحايا منتصف مارس (آذار) الماضي إلى مقابر بعيدة بعد أن ضاقت بهم مدافن مدينة بيرغامو التي كانت البؤرة الرئيسية لانتشار الوباء في الشمال الإيطالي، والتي فاق عدد ضحاياها بسبب «كوفيد - 19» عدد سكانها الذين سقطوا إبان الحرب العالمية.


مقالات ذات صلة

علماء يستخدمون «تشات جي بي تي» لتطوير علاجات الحمض النووي الريبي

تكنولوجيا مثّل هذا البحث نقطة التقاء بين ثلاث ثورات علمية الطب الجزيئي القائم على «RNA» والذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية (شاترستوك)

علماء يستخدمون «تشات جي بي تي» لتطوير علاجات الحمض النووي الريبي

يسرّع الذكاء الاصطناعي تطوير العلاجات القائمة على الحمض النووي الريبي عبر نماذج تتنبأ بتركيبات الجسيمات النانوية المثالية مما يقلّل الوقت والتكلفة.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك عدوى كوفيد أكثر خطورة على القلب من التطعيم

عدوى كوفيد أكثر خطورة على القلب من التطعيم

تحليل بيانات 14 مليون طفل ومراهق في بريطانيا

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك دراسة تشير إلى أن تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد له ارتدادات إيجابية (رويترز)

دراسة تؤكد منافع تطعيم الأطفال والمراهقين ضد «كوفيد»

خلصت دراسة نُشرت الأربعاء إلى أن تطعيم الأطفال والمراهقين ضد كوفيد يشكّل إجراء سليماً له ارتدادات إيجابية على صعيد الصحة العامة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك المخاطر المرتبطة بعدوى «كوفيد-19» استمرت «لفترة أطول بكثير» مقارنةً بتلك التي لوحظت بعد التطعيم (رويترز)

دراسة تكشف: لقاح «كوفيد» أقل ضرراً من الفيروس نفسه

كشفت أكبر دراسة من نوعها أن لقاح «فايزر-بيونتيك» المضاد لـ«كوفيد-19 » يُسبب مشاكل أقل بكثير للأطفال والشباب مقارنةً بالفيروس نفسه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس «كوفيد-19» أو الإنفلونزا واجهوا خطراً للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية (بكساباي)

تحذير علمي: عدوى فيروسية شائعة قد تضاعف مخاطر أمراض القلب والدماغ

تشير أبحاث جديدة إلى أن بعض الفيروسات قد تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل: إبستين عرض على الكرملين عقد لقاء لشرح كيفية التعامل مع ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

رسائل: إبستين عرض على الكرملين عقد لقاء لشرح كيفية التعامل مع ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

زعم جيفري إبستين أنه قادر على تزويد الكرملين بمعلومات قيّمة عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، وفقاً لرسائل بريد إلكتروني نُشرت حديثاً.

أرسل المتهم بارتكاب جرائم جنسية رسالة إلى ثوربيورن ياغلاند، الأمين العام لمجلس أوروبا آنذاك، مُشيراً إلى أنه يستطيع إيصال رسالة إلى بوتين حول كيفية التعامل مع ترمب، وفقاً لصحيفة «الإندبندنت».

في رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة في يونيو (حزيران) 2018، والتي نُشرت ضمن مئات الرسائل، الأربعاء، من قِبل محققي الكونغرس، ناقش إبستين كيفية فهم ترمب، الذي كان آنذاك في ولايته الرئاسية الأولى.

وأشار إلى أن فيتالي تشوركين، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، «فهم ترمب بعد محادثاتنا»، ونصح ياغلاند بأن «يقترح على بوتين أن يطلع لافروف على إمكانية التحدث معي»، وفقاً لتقارير «بوليتيكو». يبدو أنه أشار إلى سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي المخضرم.

كان إبستين قد أخبر ياغلاند، رئيس الوزراء النرويجي السابق، أن فهم ترمب «ليس معقداً». وأضاف أن ترمب «يجب أن يُنظر إليه على أنه يستحق شيئاً». ورد ياغلاند بأنه سيلتقي مساعد لافروف وينقل إليه ما قاله.

ونشر نواب ديمقراطيون، الأربعاء، رسائل إلكترونية منسوبة لجيفري إبستين، لمّح فيها إلى أن دونالد ترمب كان على علم بانتهاكاته الجنسية أكبر مما أقرّ به علناً، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي أمضى «ساعات في منزله» مع إحدى ضحاياه.

واستشهد الديمقراطيون بمراسلات متبادلة بين إبستين والمؤلف مايكل وولف وجيلين ماكسويل، وهي سيدة مجتمع بريطانية وصديقة سابقة لإبستين تقضي عقوبة السجن لمدة 20 عاماً بتهم من بينها الاتجار بقاصر جنسياً.

ووفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، ينفي ترمب أي تورط أو علم بنشاطات الاتجار الجنسي التي ارتكبها صديقه السابق إبستين، الذي انتحر داخل سجنه الفيدرالي عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة.

وقال ديمقراطيون في لجنة الرقابة بالكونغرس إن تلك الرسائل «تثير تساؤلات خطيرة بشأن دونالد ترمب ومعرفته بجرائم إبستين المروّعة».

من جهتها، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في مؤتمر صحافي، الأربعاء، بأن مجموعة رسائل البريد الإلكتروني الأوسع «تثبت على الإطلاق أن الرئيس ترمب لم يرتكب أي خطأ».

واتهم البيت الأبيض الديمقراطيين في مجلس النواب بنشر رسائل البريد لتشويه سمعة ترمب، وقالت ليفيت: «سرّب الديمقراطيون رسائل بريد إلكتروني بشكل انتقائي إلى وسائل الإعلام الليبرالية لخلق رواية كاذبة لتشويه سمعة الرئيس ترمب».


أستراليا وإندونيسيا لتوقيع معاهدة أمنية جديدة

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو يلتقطان الصور بعد الإعلان عن اتفاقية أمنية على متن السفينة الحربية كانبيرا في قاعدة الأسطول الشرقية في سيدني (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو يلتقطان الصور بعد الإعلان عن اتفاقية أمنية على متن السفينة الحربية كانبيرا في قاعدة الأسطول الشرقية في سيدني (إ.ب.أ)
TT

أستراليا وإندونيسيا لتوقيع معاهدة أمنية جديدة

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو يلتقطان الصور بعد الإعلان عن اتفاقية أمنية على متن السفينة الحربية كانبيرا في قاعدة الأسطول الشرقية في سيدني (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو يلتقطان الصور بعد الإعلان عن اتفاقية أمنية على متن السفينة الحربية كانبيرا في قاعدة الأسطول الشرقية في سيدني (إ.ب.أ)

اتفقت أستراليا وإندونيسيا على توقيع معاهدة أمنية جديدة تنص على تعاون عسكري وثيق، وفق ما أعلن زعيما البلدين بعد محادثات جرت في سيدني، الأربعاء.

وتسعى كانبيرا لتعزيز قدراتها العسكرية للتصدي لتنامي نفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وعمدت خصوصاً في هذا السياق إلى التقرب من الولايات المتحدة.

واتخذت جاكرتا مساراً أكثر حيادية يسعى لمراعاة الصين والحفاظ على مسافة تجاه واشنطن.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي متحدثاً إلى جانب الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في قاعدة بحرية أسترالية في سيدني: «اختتمنا للتو مفاوضات جوهرية بشأن معاهدة ثنائية جديدة حول أمننا المشترك».

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي متحدثاً إلى جانب الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في قاعدة بحرية أسترالية في سيدني (إ.ب.أ)

وأضاف أن «هذه المعاهدة هي إقرار من بلدينا بأن أفضل وسيلة لضمان... السلام والاستقرار هي التحرك معاً».

وعبّر عن أمله في زيارة إندونيسيا العام المقبل لتوقيع المعاهدة الجديدة.

وأوضح ألبانيزي أن هذه المعاهدة تستند إلى اتفاقية دفاعية موقعة بين البلدين عام 2024، تنص على تعاون وثيق بينهما لمواجهة التهديدات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتسمح بإجراء تدريبات ونشر قوة مشتركة في كل من البلدين.

وأجرى آلاف الجنود الإندونيسيين والأستراليين تدريبات مشتركة في شرق جاوا بعد أشهر من توقيع الاتفاقية.

«تهديدات جديدة»

وقال ألبانيزي إن البلدين يلتزمان بموجب المعاهدة «التشاور على مستوى القادة والوزراء وبصورة منتظمة حول المسائل الأمنية».

وأكد أن المعاهدة تسهل «في حال واجه أحد البلدين أو كلاهما تهديداً لأمنه، التشاور ودراسة التدابير التي يمكن اتخاذها، سواء بصورة منفردة أو مشتركة، للتعامل مع هذه المخاطر».

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو يسيران معاً بعد الإعلان عن اتفاقية أمنية على متن سفينة في سيدني (إ.ب.أ)

من جانبه، أشاد برابوو بالاتفاقية التي تنص على «تعاون وثيق في مجالي الدفاع والأمن» بين البلدين.

وقال «ليس بالإمكان اختيار الجيران... خصوصاً الدول مثلنا».

وأضاف: «الجيران الجيدون يساعدون بعضهم بعضاً في الأوقات الصعبة».

وتأمل أستراليا في ترسيخ علاقات أوثق مع إندونيسيا، في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة جرّاء التنافس بين الصين والولايات المتحدة.

وسلكت إندونيسيا وأستراليا، اللتان تفصل بينهما مسافة تقل عن 300 كيلومتر عند أقرب نقطة، مسارين مختلفين في خضم هذه الاضطرابات الجيوسياسية.

في أغسطس (آب) شاركت أستراليا في تدريبات عسكرية مشتركة مع إندونيسيا والولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

كما سعت كانبيرا إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع دول جزر المحيط الهادئ المجاورة في مسعى لمواجهة تنامي النفوذ الصيني.

ووقعت أستراليا اتفاقية دفاعية جديدة مع بابوا غينيا الجديدة في سبتمبر (أيلول) تنص على التزامهما المتبادل بالدفاع المشترك في حال وقوع هجمات مسلحة أو ظهور «تهديدات جديدة» تمس أمنهما.


فرنسا: الضربات في منطقة الكاريبي «تتجاهل القانون الدولي»

لقطة تذكارية تجمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في كندا (أ.ب)
لقطة تذكارية تجمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في كندا (أ.ب)
TT

فرنسا: الضربات في منطقة الكاريبي «تتجاهل القانون الدولي»

لقطة تذكارية تجمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في كندا (أ.ب)
لقطة تذكارية تجمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في كندا (أ.ب)

أعربت فرنسا الثلاثاء عن قلقها إزاء العمليات العسكرية في منطقة البحر الكاريبي، في اليوم الأول من اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا الذين من المقرر أن يناقشوا، بالإضافة إلى قضية تهريب المخدرات، الحربين في أوكرانيا والسودان.

ووصل وزراء خارجية دول مجموعة السبع، ألمانيا وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، مساء الثلاثاء إلى نياغرا على الحدود الكندية الأميركية. ويأمل الدبلوماسيون في أن يتوصّلوا خلال اجتماعاتهم إلى موقف موحّد دفاعا عن أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي في وقت تشهد الجهود الدبلوماسية جمودا، وكذلك في أن يحقّقوا تقدما في قضية مكافحة المخدرات والحرب في السودان.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو لدى وصوله إلى كندا «نحن نتابع بقلق العمليات العسكرية في منطقة البحر الكاريبي لأنها تتجاهل القانون الدولي». وأضاف أن باريس تريد «بشكل واضح تجنب» أي تصعيد مشيرا إلى أن «كل دول مجموعة السبع تشعر بالقلق إزاء تصاعد تجارة المخدرات والجريمة المنظمة»، وبالتالي «لدينا مصلحة في العمل معا».

وفي الأسابيع الأخيرة، شنّت الولايات المتحدة حوالى 20 ضربة جوية على سفن اشتبهت من دون دليل بأنها تحمل مخدرات، مسفرة عن مقتل 76 شخصا على الأقل. والثلاثاء، أعلنت وزارة الحرب الأميركية وصول إحدى حاملات الطائرات التابعة لها إلى المنطقة، ما يعزز بشكل كبير الوجود العسكري الأميركي.

أوكرانيا

وسيحضر الاجتماعات أيضا ممثلون للمملكة العربية السعودية والهند والبرازيل وأستراليا وجنوب إفريقيا والمكسيك وكوريا الجنوبية. وقالت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند الاثنين لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «بالنسبة إلى كندا، من المهم تعزيز حوار متعدد الأطراف، خصوصا في هذا الوقت، في ظل بيئة متقلبة ومعقدة». لكن أناند التي أعربت عن أملها في التوصل إلى بيان ختامي مشترك، امتنعت عن التعهد بتحقيق نتائج ملموسة بشأن القضية الأوكرانية.

وتعاني أوكرانيا جراء الهجمات الروسية المدمرة على بنيتها التحتية للطاقة، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء. وعلى الصعيد الدبلوماسي، فإن المفاوضات لإنهاء الحرب مع روسيا متوقفة. ولذلك يجب إعادة مناقشة مسألة تمويل حاجات أوكرانيا في السنوات المقبلة باستخدام الأصول الروسية المجمدة.

ويأتي هذا الاجتماع بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقوبات على أكبر شركتَي نفط في موسكو، هما روسنفت ولوك أويل، في أكتوبر (تشرين الأول)، منتقدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب رفضه إنهاء الحرب.

من جهتها، أعلنت لندن الثلاثاء عزمها على حظر الخدمات البحرية للغاز الطبيعي المسال الروسي، في استكمال للعقوبات الأخيرة التي استهدفت الشركتين. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن الرئيس فلاديمير بوتين «يحاول إغراق أوكرانيا في الظلام والبرد مع اقتراب فصل الشتاء».

السودان

من جهتها، تعتزم إيطاليا إثارة مسألة الحرب الدامية في السودان خلال القمة، آملة في إعادة تأكيد أهمية زيادة تدفقات المساعدات الإنسانية. وأسفر الصراع في السودان عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالى 12 مليون شخص وتسبب بحسب الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم. وقالت الوزيرة الكندية «نسعى إلى تأدية دور في تعزيز السلام والاستقرار في السودان من أجل دعم الذين يعانون ويموتون دون داع هناك».

على صعيد آخر، من المقرر أن يجري وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو محادثات ثنائية مع أناند الأربعاء، في اليوم الأخير من اجتماعات مجموعة السبع. وقالت أناند إنها لا تتوقع التطرق إلى قضية حرب الرسوم التجارية التي يشنها ترمب والتي تسببت بخسارة أشخاص وظائفهم في كندا وضغطت على النمو الاقتصادي.

والشهر الماضي، أنهى ترمب بشكل مفاجئ محادثات تجارية مع كندا، بعد اجتماع بدا ودّيا في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء مارك كارني. وأعرب الرئيس الأميركي وقتها عن غضبه إزاء إعلان أنتجته حكومة مقاطعة أونتاريو استند إلى مقتطفات من خطاب بشأن التجارة أدلى به الرئيس الراحل رونالد ريغان عام 1987، حذّر فيه من تداعيات الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات على الاقتصاد الأميركي.