تركيا تستنفر قواتها بعد هجوم على إحدى نقاطها في إدلبhttps://aawsat.com/home/article/2477116/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B1-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AD%D8%AF%D9%89-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8
تركيا تستنفر قواتها بعد هجوم على إحدى نقاطها في إدلب
آلية عسكرية تركية خلال عبورها مدينة أريحا بمحافظة إدلب أول من أمس (أ.ف.ب)
شهد طريق حلب – اللاذقية الدولي (إم 4)، أمس (السبت)، استنفاراً واسعاً للقوات التركية بطول الطريق انطلاقاً من اشتبرق وصولا إلى بلدة نحليا في ريف إدلب الغربي بعد الأحداث التي شهدتها النقطة التركية في قرية سلة الزهور جنوب جسر الشغور من تفجير وهجوم مسلح. وقتل مواطن من أبناء قرية تل حمكي في ريف إدلب الغربي جراء انفجار سيارة مفخخة ليل الجمعة - السبت قرب نقطة المراقبة التركية في قرية سلة الزهور بريف جسر الشغور. وقالت مصادر محلية إن القوات المتمركزة في نقطة المراقبة التركية رصدت سيارة مفخخة تقترب من مدرسة مرج الزهور في القرية لتطلق عليها النار ما أدى إلى تفجيرها. وبادرت النقطة التركية بإطلاق نار كثيف في المنطقة تحسباً لتواجد أي عناصر قد تكون قدمت لمهاجمتها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقوع إصابات في صفوف عناصر «فيلق الشام» تساعد في حراسة النقطة التركية، جراء الهجوم المسلح عليها، مشيراً أيضاً إلى إصابة عدد من المدنيين جراء إطلاق النار العشوائي من جانب الجنود الأتراك. وأوضحت مصادر «المرصد» أن السيارة المفخخة انفجرت على الطريق في محيط قرية سلة الزهور، تزامناً مع تحليق طائرات استطلاع في أجواء المنطقة، يعتقد أن إحداها استهدفت السيارة قبل وصولها إلى النقطة التركية. وقال الناشط الميداني أدهم الحسن في إدلب إن الطريق الدولي «إم 4» الذي يمر بمحافظة إدلب يشهد بشكل دائم استهدافاً من قبل مجهولين لسيارات عسكرية تركية وأخرى روسية أثناء تنفيذ الدوريات المشتركة. وأضاف أن هذا الدوريات تم استهدافها أكثر من 20 مرة، أحياناً بعبوات ناسفة وأحياناً بسيارات مفخخة وبقذائف «آر بي جي»، فضلاً عن عثور القوات التركية على أكثر من 6 عبوات مفخخة مركونة ومعدة للتفجير على جانبي الطريق الدولي. وتحركت تعزيزات عسكرية تركية مؤلفة من عربات مصفحة من النقاط العسكرية التركية القريبة في اشتبرق وبسنقول، باتجاه نقطة المراقبة في قرية سلة الزهور بريف إدلب الغربي كما شهدت أجواء ريف إدلب الغربي وسهل الغاب تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع التركية. ويخضع طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) لترتيبات بموجب اتفاق موسكو لوقف إطلاق في إدلب والموقع بين روسيا وتركيا في 5 مارس (آذار) الماضي والذي يتضمن تسيير دوريات تركية - روسية مشتركة، بدأت اعتباراً من 15 مارس. وسير الجانبان 26 دورية منذ ذلك التاريخ، إلا أن عدداً منها تعرض لاستهدافات وهجمات من جانب الفصائل المسلحة والمجموعات المتشددة الرافضة للوجود الروسي وللاتفاقات التركية مع روسيا. على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، على محور الدغلباش بريف مدينة الباب الغربي، شمال شرقي حلب، بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات «مجلس الباب العسكري» التابعة لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة. كما وقعت اشتباكات، أمس، على محور قراطة بريف جرابلس شمال شرقي حلب، بين الفصائل الموالية لتركيا، وقوات «مجلس الباب العسكري»، ترافقت مع استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة والقذائف.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.