عودة سفينة سياحية لميناء سعودي بعد اشتباه في إصابة بـ«كورونا»

اكتشاف حالة يُشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» في سفينة «سيلفر سبيريت» السياحية (واس)
اكتشاف حالة يُشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» في سفينة «سيلفر سبيريت» السياحية (واس)
TT

عودة سفينة سياحية لميناء سعودي بعد اشتباه في إصابة بـ«كورونا»

اكتشاف حالة يُشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» في سفينة «سيلفر سبيريت» السياحية (واس)
اكتشاف حالة يُشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» في سفينة «سيلفر سبيريت» السياحية (واس)

عادت سفينة «سيلفر سبيريت» السياحية اليوم (السبت)، إلى ميناء الملك عبد الله في رابغ بعد اكتشاف حالة يُشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد - 19».
وذكرت «شركة البحر الأحمر للسفن السياحية» في بيان، أن الطاقم الصحي الخاص بالسفينة اشتبه بإصابة حالة بفيروس «كورونا» عقب انطلاق السفينة الخميس الماضي، في رحلة من ميناء رابغ، مشيرةً إلى أنه تم على الفور عزل الحالة عند اكتشاف أولى علامات الاشتباه بها، وتوجيه جميع الركاب بالبقاء في أجنحتهم الخاصة، حسب البروتوكولات المعتمدة من وزارة الصحة السعودية.
وأضافت أنه «حرصاً على سلامة الجميع، عادت السفينة اليوم (السبت) إلى ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وكان طاقم من وزارة الصحة بانتظارها في الميناء للمساعدة في تنفيذ إجراءات السلامة، وتحويل الحالة المشتبه بإصابتها إلى المستشفى، لإكمال تقديم إجراءات الرعاية الصحية اللازمة، إضافة إلى حصر المخالطين لمتابعتهم».
وأكدت الشركة أن صحة جميع الركاب وطاقم السفينة وسلامتهم هي الأولوية القصوى لديها، منوّهة إلى أنه يتم تطبيق جميع البروتوكولات، وتنفيذ أفضل الممارسات من أجل ضمان ذلك.



نيكولا خوري: اضطررت لحذف مشاهد كثيرة من «ثريا حبي»

استغرق العمل على الفيلم سنوات عدّة (الشركة المنتجة)
استغرق العمل على الفيلم سنوات عدّة (الشركة المنتجة)
TT

نيكولا خوري: اضطررت لحذف مشاهد كثيرة من «ثريا حبي»

استغرق العمل على الفيلم سنوات عدّة (الشركة المنتجة)
استغرق العمل على الفيلم سنوات عدّة (الشركة المنتجة)

قال المخرج اللبناني نيكولا خوري إن مشروع فيلمه «ثريا حبي» بدأ عام 2021، عندما حضر في بيروت عرضاً لأحد أفلام المخرج الراحل مارون بغدادي بعد ترميمه. لكن ما لفت انتباهه في تلك الأمسية لم يكن حضور المخرج الغائب من خلال أرشيفه فحسب، بل الحضور الطاغي لزوجته ثريا بغدادي، التي بدت له في تلك اللحظة مزيجاً من الأناقة والغموض والقوة الهادئة، وهو ما دفعه إلى التساؤل عمّن تكون، وكيف حملت قصتها كل هذا الصمت الذي يشبه الكلام.

وأضاف خوري لـ«الشرق الأوسط»: «لم أكن أعرفها من قبل، لكنني شعرت بأن شيئاً في نظرتها وروحها يقول إن وراءها حكاية لم تُروَ بعد. فالحديث الأول بيننا، الذي جاء بعد العرض بفترة، تحوّل تدريجياً إلى مساحة من الثقة، لتوافق في النهاية على مشاركة قصتها، رغم حساسية التجربة وقربها الشديد من حياتها الخاصة».

المخرج اللبناني (الشركة المنتجة)

ويشارك الفيلم في «المسابقة الدولية» ضمن الدورة الحالية من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، ويركز على العالم الداخلي لثريا بغدادي، وقصتها مع زوجها الراحل مارون بغدادي منذ لقائهما أثناء تصوير فيلم «حروب صغيرة» عام 1981، مروراً بحياتهما في باريس، وصولاً إلى رحيله المفاجئ عام 1993 في حين كانت تنتظر طفلهما الثالث.

وأوضح خوري أن الصعوبة في البداية لم تكن في إقناع ثريا بالمشاركة، بل في احترام حدودها؛ إذ كانت تحمل في داخلها ذكريات وتجارب ظلت محفوظة لسنوات طويلة قبل أن تسمح للكاميرا بالاقتراب منها، إلى جانب التحدي الأكبر في المونتاج بعد تسجيل أكثر من 150 ساعة من الأحاديث.

وقال: «كان التعامل مع هذا الكم الهائل من المواد أشبه بالدخول في متاهة شعورية وزمنية؛ إذ كان بإمكان هذا الأرشيف أن ينتج مئات الأفلام المختلفة. لكن التحدي كان في العثور على الخيط الذي يتيح صنع فيلم يقوم على شخصية واحدة لا يمكن تعويض حضورها أو استبداله. لذلك استغرق تحويل هذا الكم من الذكريات والصور والمواد المتناثرة إلى بناء سردي محكم أكثر من عام ونصف العام من العمل المتواصل».

يشارك الفيلم ضمن عروض المسابقة الدولية في «مهرجان القاهرة» (الشركة المنتجة)

وأضاف أن «الفيلم يتنقل بين الأرشيف الشخصي والمكالمات المسجّلة والرسائل ولحظات التأمل والرقص، ليعيد بناء صورة امرأة تواجه الغياب من خلال الضوء لا من خلال الظل». وأكد أنه لم يسعَ إلى تمجيد ثريا أو تقديمها بصورة مثالية، «بل أردتُ أن أُظهرها كما هي، بصدقها وترددها وقوتها وضعفها؛ لأن هدفي منذ البداية كان رسم قصة بشرية خالصة عن الحب والذاكرة».

وتابع خوري: «لا يتناول الفيلم السياسة اللبنانية بشكل مباشر، بل فضّلت تجاهلها، رغم أنها تحيط بكل تفصيل من تفاصيل حياة الناس هناك، وكان من السهل أن يدخل الفيلم في تفاصيل الحرب أو السياق العام، لكنني تعمّدت تجنّب ذلك حتى لا يضيع جوهر الحكاية، فظهرت السياسة كظلّ وإحساس يحيط بالشخصيات؛ لأن الهدف كان الحفاظ على بساطة القصة وعمقها الإنساني».

ابتعد المخرج في الفيلم عن التعمق في السياسة (الشركة المنتجة)

وأشار خوري إلى أنه اضطر إلى حذف كثير من المشاهد المؤثرة، بعضها لحظات رقص أحبها كثيراً، لكنه أدرك أن الفيلم يحتاج إلى خفة لا تتحقق إلا بالتخفف من الزوائد. وأوضح أن الحذف كان مؤلماً في البداية، ثم أصبح جزءاً من فهمه للبناء النهائي.

وأضاف أن التصوير نفسه حمل لحظات شديدة القوة؛ لأن الكاميرا كانت تعيد ثريا إلى مواجهة نفسها وماضيها، وقد شكّلت تلك المواجهات لحظات إنسانية مؤثرة لا تشبه أي جلسات تصوير تقليدية.

وعن اللحظة التي شعر فيها بأن الفيلم اكتمل، قال خوري: «إن الأمر لم يكن سهلاً، فالأفلام الوثائقية لا تمنح صُنّاعها لحظة واضحة للنهاية. في كل مرة كنت أظن أن الفيلم انتهى، كنت أكتشف أنه ما زال يحتاج إلى تعديل، إلى أن وصلت في النهاية إلى الإحساس بأن ما أريد قوله بات حاضراً كما يجب. لذلك كان قرارا التوقف عن التصوير والمونتاج أصعب قرارين في العملية كلها».


مراقبة التغيرات المناخية بالذكاء الاصطناعي

خرائط جوية تُظهر موجة الحر الشديدة التي اجتاحت جنوب أوروبا وشمال أفريقيا في 29 يونيو 2025 مع درجات حرارة مرتفعة بشكل غير معتاد (وكالة الفضاء الأوروبية)
خرائط جوية تُظهر موجة الحر الشديدة التي اجتاحت جنوب أوروبا وشمال أفريقيا في 29 يونيو 2025 مع درجات حرارة مرتفعة بشكل غير معتاد (وكالة الفضاء الأوروبية)
TT

مراقبة التغيرات المناخية بالذكاء الاصطناعي

خرائط جوية تُظهر موجة الحر الشديدة التي اجتاحت جنوب أوروبا وشمال أفريقيا في 29 يونيو 2025 مع درجات حرارة مرتفعة بشكل غير معتاد (وكالة الفضاء الأوروبية)
خرائط جوية تُظهر موجة الحر الشديدة التي اجتاحت جنوب أوروبا وشمال أفريقيا في 29 يونيو 2025 مع درجات حرارة مرتفعة بشكل غير معتاد (وكالة الفضاء الأوروبية)

أظهرت دراسة دولية أن دمج الذكاء الاصطناعي مع بيانات الأقمار الاصطناعية يمثل تحولاً جذرياً في قدرة العالم على تتبُّع التكيف مع تغيُّر المناخ وقياس تأثيراته بدقة على مستوى الكوكب، خصوصاً في القطاعات الزراعية والغذائية.

وأوضح الباحثون، بقيادة وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وجامعة غالواي الآيرلندية، أن المراقبة الفضائية توفر سجلاً عالمياً فريداً يمتد أكثر من 6 عقود، ونُشرت النتائج الجمعة بدورية «npj Climate and Atmospheric Science».

ويُعد تغير المناخ أحد أكبر التحديات التي يواجهها العالم اليوم؛ إذ تتسارع معدلات ارتفاع درجات الحرارة، وتزداد الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الحر والفيضانات والجفاف والعواصف. ويرتبط هذا التغير في الغالب بالأنشطة البشرية التي رفعت تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي؛ ما أدى إلى اختلالات واسعة في النظم البيئية وتأثيرات مباشرة على الأمن الغذائي والمائي والصحي.

ووفقاً للباحثين، فإن الجمع بين صور الأقمار الاصطناعية وتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكّن العلماء من تحليل التغيرات المناخية في المناطق النائية التي تفتقر إلى البنية التحتية لرصد البيانات ميدانياً. وتتيح هذه التكنولوجيا قياس مؤشرات التكيف المناخي بشكل مباشر في عدة قطاعات رئيسية، في مقدمتها قطاع الزراعة، حيث يمكن متابعة إنتاجية المياه وكفاءة الري ونمط هجرة المحاصيل، وهو ما يساعد على اتخاذ قرارات زراعية مستدامة لمواجهة آثار تغير المناخ وحماية الأمن الغذائي.

أما فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي، فتسمح البيانات الفضائية بتوفير خرائط دقيقة للغابات والمناطق الرطبة؛ ما يدعم الحفاظ على النظم البيئية ومراقبة التغيرات البيئية الهامة التي قد تؤثر في الأنظمة البيئية والموائل الطبيعية.

وفي مجال الكوارث المناخية، تُستخدم هذه التكنولوجيا لقياس حجم الفيضانات وشدة موجات الجفاف، وتحديد جزر الحرارة الحضرية، بما يتجاوز قدرة المحطات الأرضية وحدها، ويساعد الجهات المعنية على التخطيط لمواجهة الكوارث، وتقليل الخسائر البشرية والمادية.

أما في القطاع الصحي، فتسهم بيانات الأقمار الاصطناعية في تقديم معلومات دقيقة حول درجات حرارة سطح الأرض وجودة الهواء؛ ما يمكِّن من تقييم التعرض للحرارة والتنبؤ بتفشي الأمراض المرتبطة بالمناخ، بما يعزز قدرة الأنظمة الصحية على الاستجابة للأزمات المناخية.

وقال الباحثون: «تلعب الأقمار الاصطناعية دوراً فريداً في دعم الهدف العالمي للتكيف ضمن اتفاقية باريس، وتوفر المراقبة المستمرة وطويلة المدى أدوات لصانعي السياسات لقياس التقدم، وتحديد المناطق المعرضة للخطر».

وأشار الفريق إلى أن أبحاثهم التي تقيس التكيف المناخي في إنتاج الغذاء باستخدام الذكاء الاصطناعي وبيانات المراقبة الفضائية، توفر وسيلة مباشرة لربط الحقائق الميدانية في أي مكان على الأرض بمؤشرات الهدف العالمي للتكيف في اتفاقية باريس. وطالب الباحثون بضرورة دمج بيانات المراقبة الفضائية ضمن مؤشرات الهدف العالمي للتكيف مع تغيُّر المناخ.


«الحواس الخمس» تميط اللثام عن جهود سعودية في الحرمين الشريفين

الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج  والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)
الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)
TT

«الحواس الخمس» تميط اللثام عن جهود سعودية في الحرمين الشريفين

الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج  والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)
الحواس الخمس رحلة تكشف جهوداً خفية تسبق خطوات الحاج والمعتمر (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

لا شيء يشبه اللحظة التي يدخل فيها قاصدو الحرمين الشريفين رحابهما للمرة الأولى؛ لحظة تتداخل فيها مشاعر الدهشة والسكينة، ويغمرهم فيها إحساس لا يُنسى، يمر عبر بوابة الحواس قبل العقل. فالصوت الذي يملأ المكان، والضياء المنعكس على الحجر، ورائحة البخور التي تستقبلهم عند المداخل، ولمسة الرخام البارد تحت أقدامهم، كلها تفاصيل تنسج معاً تجربة روحية يصعب وصفها.

مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)

ومع كل هذا الجمال الذي يعيشونه، نادراً ما يتوقف أحد ليسأل: كيف تصل هذه التجربة بهذا الكمال؟ كيف يبقى الصوت واضحاً مهما ابتعد؟ ولماذا يظل الرخام بارداً تحت حرارة الشمس؟ وكيف تُنسج الكسوة، ويُخلط الطيب، ويُضبط الإيقاع اليومي للحرمين بهذا القدر من الدقة؟ هذه الأسئلة كانت تُطرح دائماً.

حتى كشفت الهيئة العامة للعناية في شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جانباً من هذا العالم الخفي، في جناحها الذي حصل على جائزة أفضل الأجنحة المشاركة، ضمن الجهات الحكومية، في مؤتمر ومعرض الحج والعمرة بنسخته الخامسة؛ حيث تقدم للزوار جولة استثنائية عبر الحواس الخمس تكشف ما وراء المشهد، وما خلف قدسية التجربة التي يعيشونها في كل زيارة.

خالد الثبيتي يشرح لوزير الحج والعمرة تفاصيل تجربة الحواس الخمس (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

السمع... هكذا يُصنع الصوت الذي يلامس ملايين القلوب

من حاسة السمع تبدأ الرحلة. في هذا الركن يكشف حامد الثبيتي، ممثل جناح الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين، تفاصيل المنظومة الصوتية الأكبر من نوعها في العالم الإسلامي. يعتمد الحرم المكي والنبوي على 3 أنظمة صوتية متكاملة: النظام الإحساسي، والنظام الاحتياطي، ونظام الطوارئ، تعمل بتناغم لضمان وصول صوت الأئمة والمؤذنين بصفاء تام.

النظام الصوتي في الحرمين الشريفين (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

تكشف الأرقام ضخامتها: 8 آلاف سماعة في المسجد الحرام، و6 آلاف سماعة في المسجد النبوي، و22 ميكروفوناً في الحرم المكي، و21 ميكروفوناً في الحرم النبوي، و170 مهندس صوت في مكة، و106 مهندسين في المدينة. ويشرح الثبيتي أن لكل إمام ومؤذن «خامة صوتية» خاصة تُضبط عبر موازنة دقيقة للطبقة الصوتية.

وفي الركن التفاعلي، يستمع الزائر عبر سماعات رأس لتلاوات وأذانات من الحرمين، ثم يدخل إلى استوديو صغير يتيح له تسجيل الأذان أو الإقامة أو قراءة قصيرة من القرآن، ليصل التسجيل إلى هاتفه، ويبقى ذكرى شخصية.

مفتاح الكعبة (الشرق الأوسط)

في حاسة اللمس، ينتقل الزائر إلى مجموعة من القطع الأصلية المرتبطة بصناعة كسوة الكعبة المشرفة. يعرض الجناح خيوط الحرير الخام قبل صباغتها بالألوان التي تغيّرت عبر التاريخ: الأحمر، والأخضر، فالأسود المعتمد اليوم.

تُبرز الكتابات على الكسوة عبر عملية «الدباجة»، باستخدام خيوط من الفضة المطلية بماء الذهب. وتُستخدم سنوياً 100 كيلوغرام من الذهب و120 كيلوغراماً من الفضة في التطريز.

كما يعرّف الجناح الزوار بملمس رخام «تاسوس» المستخدم في أرضيات الحرمين، وهو رخام يتميز بقدرته على امتصاص البرودة ليظل بارداً طوال اليوم.

ويُعرض أيضاً سجّاد الحرمين المصنوع محلياً، الذي انتقل من اللون الأحمر إلى الأخضر منذ عام 1434هـ، مع طبقة نانو مقاومة للبكتيريا.

ويطّلع الزوار على نسخة من مصحف برايل المخصَّص لأصحاب الإعاقة البصرية، إلى جانب تجربة تفاعلية للطباعة على نماذج من قناديل وحزام الكسوة، ليحمل الزائر تذكاراً يدوياً يحاكي الزخارف الأصلية للكعبة.

تجربة «VR» (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

البصر... تجربة ثلاثية الأبعاد داخل مراسم الكسوة

في محطة البصر، يدخل الزائر إلى عالم بصري غامر عبر نظارات «VR» التي تنقله إلى مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة بتقنية 360 درجة. حيث يشاهد التفاصيل الدقيقة كما لو أنه يقف في منتصف الفريق، ويرى عمليات تعطير الحجر الأسود والركن اليماني والملتزم، إضافة إلى مشاهد تبخير الحرم المكي، في محاكاة واقعية لم يكن الوصول إليها ممكناً من قبل.

خالد الأمير يشرح طريقة عمل محلول غسل الكعبة (الشرق الأوسط)

الشم... أسرار الطيب

تأخذ الرحلة منحى مختلفاً عند حاسة الشم؛ حيث يكشف خالد الأمير من الهيئة العامة للعناية في شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أسرار الطيب المستخدم في غسل الكعبة المشرفة وتعطير الحرمين الشريفين.

يوضح الأمير أن الطيب المستخدم يتكون من ماء زمزم، ودهن الورد ودهن العود، وهي خلطة خاصة تُحضَّر بنسب دقيقة يشرف عليها فريق متخصص.

ويشير إلى أن التطييب يتم خمس مرات يومياً قبل الصلوات، في حين يتراوح استهلاك البخور بين 800 غرام وكيلوغرام يومياً، ويصل في يوم الجمعة إلى نحو كيلوغرامين، مع مضاعفة الكميات في المواسم تحديداً في شهر رمضان وموسم الحج.

التبخير في الحرمين الشريفين (الشرق الأوسط)

ويعرّف الجناح الزوار بالأدوات التقليدية والحديثة المستخدمة في التعطير، وبكيفية الحفاظ على نقاء الخلطات، والطريقة المخصصة لكل من الحجر الأسود، والركن اليماني، والملتزم، وسائر أرجاء المسجد الحرام.

تُختتم الجولة بحاسة التذوق، عبر التعريف بخدمتين ارتبطتا بضيافة الحرمين الشريفين: ماء زمزم في مكة، وتمر العجوة في المسجد النبوي.

ويكشف الجناح تفاصيل دقيقة عن بئر زمزم: عمق البئر 30.5 متر، والعيون الرئيسية عند عمق 12.8 متر، وخطوط الشفط عند 8 أمتار، والإنتاجية بين 11 و18 لتراً في الثانية، والمسافة بين البئر والكعبة 21 متراً.

بئر زمزم (الشرق الأوسط)

ويتعرّف الزائر إلى رحلة الماء من البئر إلى منطقة كُدي، ثم إلى مصنع الملك عبد الله لعبوات زمزم؛ حيث تُعبّأ العبوة ذات الـ330 مل عبر خطوط تشغيل متواصلة على مدار الساعة.

أما إلى المسجد النبوي، فيُنقل زمزم عبر شاحنات مخصصة لا تُفتح حمولتها إلا داخل الحرم النبوي من قبل فرق مختصة، حفاظاً على نقاء الماء وجودته.

محراب المسجد النبوي ثلاثي الأبعاد (الشرق الأوسط)

خلال هذه الجولة، يدرك الزائر أن ما يعيشه في الحرمين من انسجام روحاني وراحة حسية ليس وليد المصادفة، بل ثمرة عمل عميق ودقيق يمتد عبر الزمن. إنها تجربة لا تكشف الحواس فقط بل تكشف ما وراء الحرمين، وما يقف خلف قدسية المكان من جهد بشري وهندسي ومعرفي يجعل الرحلة الروحية أكثر اكتمالاً وجمالاً.