اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة بريف إدلب

مسؤول تركي يؤكد عقب مباحثات مع جيفري التمسك بوقف النار في منطقة خفض التصعيد

سوريون مؤيدون للمعارضة يشاركون في تجمع أمام أنقاض أبنية مدمرة في أريحا بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون مؤيدون للمعارضة يشاركون في تجمع أمام أنقاض أبنية مدمرة في أريحا بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة بريف إدلب

سوريون مؤيدون للمعارضة يشاركون في تجمع أمام أنقاض أبنية مدمرة في أريحا بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون مؤيدون للمعارضة يشاركون في تجمع أمام أنقاض أبنية مدمرة في أريحا بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)

نفذت قوات النظام السوري قصفاً صاروخياً مكثفاً، أمس، على مناطق بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، في وقت جددت تركيا عزمها الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب ومنطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا على رغم ما تصفه بـ«انتهاكات» النظام السوري للهدنة.
وبحث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، خلال لقائهما في إسطنبول أمس (الجمعة)، تطورات الأزمة السورية والقضايا الإقليمية.
وتناول المسؤولان التركي والأميركي الأزمة السورية من مختلف جوانبها، في المقدمة الوضع الراهن في إدلب والعملية السياسية وأعمال اللجنة الدستورية ومكافحة الإرهاب وقضية اللاجئين. وأفيد بأنه تم الاتفاق في الاجتماع على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتسريع عمل اللجنة الدستورية، وتأسيس بيئة لانتخابات حرة وعادلة، وضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين، في مواجهة محاولات النظام «تقويض» العملية السياسية.
كما تم التأكيد على عدم قبول جميع أشكال الدعم «للمنظمات الإرهابية»، حسب ما قالت أنقرة. وأكد كالين، في هذا الإطار، ضرورة العمل المشترك بين الجانبين التركي والأميركي ضد «كل التنظيمات الإرهابية»، بما في ذلك «داعش» و«حزب العمال الكردستاني»، إضافة إلى «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في سوريا وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب». وتعتبر تركيا هذين التنظيمين «إرهابيين»، على خلاف الولايات المتحدة.
ووصل جيفري إلى أنقرة، الأربعاء، لإجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين الأتراك حول الملف السوري.
وأكدت الأمم المتحدة أن اتفاق وقف النار الأخير في إدلب السورية، الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي، «صامد إلى حد كبير»، لكنه لن يبدو كذلك بالنسبة للمدنيين.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية راميش راجا سينغهام، خلال جلسة مجلس الأمن عبر «الفيديو كونفرنس»، مساء أول من أمس، حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، إن «وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا صامد إلى حد كبير، لكنه لن يبدو كذلك بالنسبة للمدنيين في مناطق الخطوط الأمامية». وأضاف أن «الأعمال القتالية تصاعدت في يوليو (تموز) الماضي وأغسطس (آب) الحالي، مع زيادة مستويات القصف التي أفادت عنها مصادر محلية بمناطق الخط الأمامي في جنوب إدلب وشمال اللاذقية وشمال حماة وغرب حلب».
وطالب سينغهام، جميع أطراف النزاع المسلح في شمال غربي سوريا، بتوخي الحذر المستمر لتجنب استهداف المدنيين، مشيراً إلى عوائق الوصول الإنساني إلى المنطقة. ورأى أن قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2533 أسفر عن «استجابة إنسانية أكثر تكلفة وأعلى خطورة وأقل توقيتاً وفعالية».
والقرار 2533 الذي تبناه مجلس الأمن، الشهر الماضي، جعل آلية المساعدات الأممية الواصلة إلى سوريا مقتصرة على معبر واحد فقط بين تركيا وسوريا هو باب الهوى بدلاً من اثنين.
وأشار إلى إرسال أول قافلة إنسانية إلى ريف حلب الشمالي عبر المعبر في 28 يوليو الماضي، إلا أن إيصالها استغرق 11 يوماً، نتيجة التأخير وعدم السماح بمرورها وسوء حالة الطرق.
ميدانياً، نفذت قوات النظام قصفاً صاروخياً مكثفاً، أمس، على كنصفرة والفطيرة ومناطق أُخرى في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة.
كانت فصائل «الجبهة الوطنية» استهدفت براجمات الصواريخ تمركز قوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية معردبسة بريف إدلب الشرقي، أول من أمس.
كما دارت، أمس، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على محاور الرويحة وبينين وحرش بينين في ريف معرة النعمان. واستهدفت فصائل المعارضة تمركزات قوات النظام في محاور جبل الأكراد شمال اللاذقية.
على صعيد آخر، انفجرت، أمس، عبوة ناسفة وُضعت في سيارة فان، قرب «مسجد فاطمة» في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، فيما يعرف بمناطق عملية «درع الفرات»، ما تسبب في إصابة اثنين من المارة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.