قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن بلاده ليست لها أجندة ولا حل مغربي للأزمة الليبية، لكن لديها رغبة صادقة في «مساعدة الإخوة الليبيين على الدخول في نقاش لإيجاد حل ليبي لهذه الأزمة»، مضيفاً أن المغرب مستعد لمساندة الجهود الأممية للوصول إلى الحل الذي يريده الليبيون.
وذكر بوريطة، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثاته مع الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني ويليامز، أن استقرار ليبيا من استقرار شمال أفريقيا، وسيساهم في دعم الاستقرار في منطقة الساحل ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، كما أن عودة ليبيا إلى وضعها الطبيعي سيساهم في إحياء اتحاد المغرب العربي.
وأوضح بوريطة أنه لهذا السبب يظل المغرب رهن إشارة الأمم المتحدة والليبيين من أجل دفع العملية السياسية للتوصل إلى حل. وجدد الوزير المغربي التأكيد على دعم بلاده الجهود الأممية لحل الأزمة الليبية، قائلاً إن زيارة ويليامز للرباط شكلت مناسبة للتعبير عن دعم المغرب التام لجهود الأمم المتحدة في تدبير الملف الليبي.
واعتبر بوريطة أن العمل الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، رغم الظروف الصعبة، ساهم في تهدئة الوضع، وإحراز بعض التقدم، مذكراً بأن المغرب كان ولا يزال يرى دوره في هذا الملف تحت مظلة الأمم المتحدة. وأوضح أن المغرب اشتغل في السابق، في إطار الاتفاق السياسي للصخيرات مع الأمم المتحدة وتحت مظلتها، وأنه سيشتغل مستقبلاً مع الأمم المتحدة، وتحت مظلتها، لأن المغرب يرى أن هذه هي المظلة الوحيدة المناسبة لإيجاد حل للأزمة الليبية.
وأبرز بوريطة أن لقاء ويليامز شكل كذلك مناسبة لملاحظة تطور الوضع على الميدان في ليبيا، والتأكيد على بعض التطورات الإيجابية، منها إعلان 20 أغسطس (آب) الماضي حول وقف إطلاق النار، وحول إعلان سرت والجفرة منطقتين منزوعتي السلاح. وشدد وزير خارجية المغرب على أن الأمر يتعلق بتقدم مهم يسير في إطار تهدئة الأوضاع وخلق مناخ مناسب لمسار سياسي بناء في ليبيا. وأضاف أن موقف بلاده يتلخص في ثلاث نقاط؛ تتمثل أولاها في رؤية المغرب بأن الحل لا يمكن إلا أن يكون ليبياً، ولا يرى بأن الحل يمكن أن يأتي من الخارج، مشيراً إلى أن التدخلات والمبادرات الأجنبية إنما تعقد الوضع وتخلق مشكلات أكثر. ثانياً، لأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سلمياً، لأن الخيارات العسكرية خلفت الدمار، ولم تفضِ إلى تحسين الوضع. وثالثاً، الحل يجب أن يكون سياسياً، لأن الأزمة في ليبيا هي في الأصل أزمة سياسية، كونها مرتبطة بحسم مسألة الشرعية نهائياً بعد فترة انتقالية تتبعها انتخابات.
وتقوم ويليامز بزيارة للمغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية ومع الشركاء الإقليميين والدوليين بغية إيجاد حل للأزمة الليبية. وتأسفت للأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها ليبيا، والنزاعات التي لا تزال تهدد وسطها، لا سيما منطقة سرت التي تضم 130 ألف مدني يتهددهم الخطر، علاوة على جائحة «كوفيد - 19» التي باتت خارج السيطرة بالنظر إلى التطور الاستثنائي للعدوى، خصوصاً في جنوب البلاد.
ودعت ويليامز إلى الإسراع في إيجاد حل للأزمة بالنظر إلى الدينامية الداخلية، والتقارب «الشجاع» بين الأطراف الليبية، والإحباط المتزايد جراء الوضعية الداخلية للبلاد، والتدخلات الخارجية في النزاع. وأكدت ويليامز أن مخطط بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، منذ مؤتمر برلين في يناير (كانون الثاني) الماضي، قد ساهم في توسيع هامش الإمكانات، مع استغلال التجارب التي تمت مراكمتها خلال العمليات السابقة، علاوة على إلزامية الحوار الشامل بين كافة الأطراف المعنية في أفق إيجاد حل للأزمة.
المغرب: ليست لدينا أجندة للأزمة الليبية
ويليامز عدت بيان وقف إطلاق النار «شجاعاً للغاية»
المغرب: ليست لدينا أجندة للأزمة الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة