الكاظمي يبحث مع فيصل بن فرحان ملفات سياسية واقتصادية وأمنية

تأكيد سعودي ـ عراقي على أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز الاستثمارات

الكاظمي مجتمعاً مع الوفد السعودي برئاسة الأمير فيصل بن فرحان في بغداد أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)
الكاظمي مجتمعاً مع الوفد السعودي برئاسة الأمير فيصل بن فرحان في بغداد أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)
TT

الكاظمي يبحث مع فيصل بن فرحان ملفات سياسية واقتصادية وأمنية

الكاظمي مجتمعاً مع الوفد السعودي برئاسة الأمير فيصل بن فرحان في بغداد أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)
الكاظمي مجتمعاً مع الوفد السعودي برئاسة الأمير فيصل بن فرحان في بغداد أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

تواصل السعودية والعراق تعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وبحث البلدان تفعيل عدة مشاريع في الطاقة والبتروكيماويات والزراعة، إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعبر الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي عن سعادته لزيارة العراق الذي وصله أمس، ونمو العلاقات الثنائية باطراد. وقال على تويتر «سعدت بزيارة العراق هذا البلد الذي تجمعنا به روابط عميقة أخذت من التاريخ رسوخاً ومن المستقبل طموحاً».
وأوضح الوزير أنه تناول مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العلاقات الثنائية «التي تنمو باطراد والتحديات المشتركة كما نقلت له تحيات قيادة المملكة وتمنياتها الطيبة للشعب العراقي الشقيق».
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الصحاف، المتحدث باسم الخارجية العراقية، أن وزير الخارجية السعودي التقى نظيره الدكتور فؤاد حسين. وأضاف الصحاف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بقوله «بحث الجانبان العديد من الموضوعات في مقدمتها العلاقات الثنائية وتميزها على كافة الصعد، وتفعيل مذكرات التفاهم التي أبرمت خلال الحكومات السابقة والدفع بمضمونها وعجلة تحقيقها بما ينسجم ومصالح الشعبين الشقيقين الجارين». وتابع: «كذلك تم بحث تعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين على كافة الجوانب ومنها ما يتصل بالجوانب الزراعية والبتروكيماويات، وتزويد العراق بالطاقة حيث بحث الجانبان ربط الطاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي والدفع بعجلة هذا الملف ليكون واقعياً لما فيه خدمة العراق».
وأكد الجانبان – بحسب الدكتور أحمد الصحاف – على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتكريس دور العراق ودعمه على كافة الصعد. وأضاف: «أيضاً ناقش الجانبان مخرجات زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن وما رشح عنها، ومخرجات اجتماع القمة الثلاثية التي عقدت في المملكة الأردنية الهاشمية».
من جهته، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان أن زيارة الأمير فيصل بن فرحان «تأتي لمناقشة العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية بين البلدين».
إلى ذلك، أكد الكاظمي أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى «رؤية جديدة»، مؤكدا أن «التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب أن تكون في أولوية العلاقات بين الدول العربية، مع احترام سيادة كل دولة وضمان عدم التدخل في شؤونها الداخلية». وقال الكاظمي في تصريحات أمس: «علينا الوقوف الانقسامات الطائفية والعرقية التي انتشرت في المنطقة»، موضحا أن «دول الخليج تمثل عمقنا الاستراتيجي ونسعى لتطوير علاقاتنا إلى أفضل مستوى ممكن لأن ذلك يخدم الاستقرار في المنطقة ويضع حدا للانقسامات والطائفية التي مزقتنا في الحروب».
من جهته،، أكد وزير التخطيط العراقي خالد نجم بتال أن هناك رغبة سعودية كبيرة في فتح آفاق واسعة من التعاون مع بغداد وأن العراق سيمول مجموعة مشاريع من القرض الميسر المقدم من المملكة العربية السعودية. وقال بيان لوزارة التخطيط خلال ترؤس بتال الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية والإغاثة المنبثقة عن المجلس التنسيقي العراقي - السعودي إن «العراق يرحب بهذا التعاون الإيجابي البناء». ولفت الوزير إلى «أهمية ودور القطاع الخاص في البلدين الشقيقين، في تحقيق المزيد من الاستثمار المشترك».
وبشأن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى العراق عبر عدد من السياسيين والأكاديميين العراقيين عن رؤيتهم بشأن الآفاق المستقبلية التي يمكن أن تترتب على هذه الزيارة. وفي هذا السياق أكد الدكتور ظافر العاني عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تعبر عن رغبة البلدين في تنمية العلاقات بينهما حيث كان من المقرر أن يقوم الكاظمي بزيارة المملكة في أول جولة له خارج العراق لولا العارض الصحي الذي تعرض له خادم الحرمين الشريفين»، مضيفا أن «على جدول أعمال اللقاءات مواضيع مهمة تتعلق بمصلحة الشعب العراقي من بينها الربط الكهربائي وافتتاح منفذ عرعر الحدودي وطرح قائمة مهمة من مشاريع الاستثمار». وأوضح أن «هذه الزيارة لا يمكن فصلها عن التحركات التي قام بها الكاظمي في زيارته إلى واشنطن أو قمة عمان الثلاثية حيث إن هناك شعورا جماعيا بأن المنطقة تعج بالخلافات والتحديات من بينها الإرهاب والتوتر العسكري وتنامي الورقة الطائفية والإثنية والاعتداءات والتجاوزات العسكرية القادمة من طهران وأنقرة والتدخل الدولي السافر في شؤون الدول العربية».
من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين الدكتور ياسين البكري لـ«الشرق الأوسط» أن «أهمية هذه الزيارة تأتي في أن حراك الكاظمي الخارجي يحاول تأسيس علاقات ثابتة ومستقرة مع محيط العراق العربي، بعد أن عانى العراق من شبه عزلة لأسباب تتعلق بأخطاء عربية تجاه عراق ما بعد 2003. وأخطاء عراقية تجاه المحيط العربي». وبين البكري أن الهدف من الحراك الخارجي للكاظمي «يتمثل في إعادة تموضع العراق في علاقاته مع طهران وتقليل الاعتماد عليها اقتصاديا لتحرير العراق واستقلالية قراره وهي نقطة تثير مخاوف طهران وأذرعها». وأشار البكري إلى أن «هناك رؤية لإعادة صياغة المنطقة والأدوار فيها دون أن يعني ذلك أن العراق سيتجه للانضمام إلى محور على حساب آخر».
أما الدكتور منتصر العيداني رئيس مركز حوكمة للسياسات العامة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تأتي في إطار التحسن المطرد للعلاقة بين البلدين لا سيما في ظل توجهات حكومة الكاظمي وقيادة المملكة العربية السعودية نحو بناء حاضنة عربية تعزز الاستقرار والتعاون وتدعم الحضور العراقي في الساحة العربية». وأشار إلى «خطوات سعودية متتالية لتسريع وتيرة الانفتاح ودفع العلاقات نحو الأمام باتجاه تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والإعلامي إضافة إلى التنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.