قفزة في إصابات «كوفيد ـ 19» اليومية في شرق الفرات

مركز العزل في مخيم الهول بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)
مركز العزل في مخيم الهول بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)
TT

قفزة في إصابات «كوفيد ـ 19» اليومية في شرق الفرات

مركز العزل في مخيم الهول بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)
مركز العزل في مخيم الهول بمدينة الحسكة (الشرق الأوسط)

أعلنت دائرة الصحة التابعة لـ«الإدارة الذاتية شمال شرق» سوريا أمس، عن تسجيل 53 إصابة بفيروس كورونا في مناطقها، بينها تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة ظهرت في مخيم الهول للاجئين بمدينة الحسكة. وفي إطار التحضير لأي انتشار محتمل لفيروس «كورونا» أنشأت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي»، بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة اليونيسيف والصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قسماً خاصاً للعزل لمواجهة جائحة «كوفيد - 19» في مخيم الهول بدأ بتقديم خدماته نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي. وقال مدير الصحة الدكتور جوان مصطفى في حديثه: «تم تسجيل 53 إصابة جديدة بفيروس كورونا، بينها 29 لذكور و24 لإناث»، أعلاها كانت بمدينة القامشلي حيث سجلت 19 حالة، تليها مدينة الطبقة وقد سلجت 13 حالة وثالث منطقة كانت الأعلى هي مدينة الحسكة حيث بلغ عددها 6 حالات، وأضاف مصطفى: «ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في مناطق الإدارة إلى 478 كما سجلت شفاء 80 حالة من الإصابات بفيروس كورونا، وارتفعت أعداد الوفيات إلى 28 حالة».
وسجلت الإدارة الذاتية أول حالة إصابة في مخيم الهول الذي يعاني من ظروف إنسانية وصحية كارثية، وحذرت إدارة المخيم من وضع كارثي بعد ظهور تفشي الوباء بين قاطنيه، وكانت قد سجلت بداية الشهر الحالي إصابة ثلاثة عاملين من الطواقم الطبية بفيروس كورونا المستجد كانوا يعملون في منظمة «الهلال الأحمر الكردي»، والمخيم الواقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شرقي محافظة الحسكة، يؤوي الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في شمال شرقي سوريا ويعاني نقصاً في الحاجيات الصحية.
وتعاني مناطق شرقي الفرات أساساً من نقص بالمعدات الصحية والطبية بعد توقف المساعدات عبر معبر اليعربية بفيتو روسي صيني بداية العام الجاري، مما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس كورونا المستجد، وحذرت منظمات إنسانية دولية ومحلية ومسؤولون أكراد من العجز عن احتواء انتشار المرض.
ويضم مركز العزل بمخيم الهول 80 سريراً في المرحلة الأولى، مزودة بغرفة للطوارئ ومختبراً للتحاليل، ولدى حديثها إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، قالت ناتالي بكداش، مندوبة الإعلام والتواصل باللجنة الدولية: «اكتملت أعمال تصميم الموقع بطاقة استيعابية تضم 80 سريراً، مجهزة بالمعدات والوسائل الطبية كافة لمواجهة خطر الجائحة»، وأشارت بكداش إلى أن المخيمات بالعموم: «تكون المخاطر فيها أكبر ما تكون، وغالباً ما يكون التباعد الجسدي ترفاً مستحيلاً، كما يصعب الحصول على الصابون والمياه النظيفة، ويفتقر إلى الرعاية الصحية الأساسية».
وجهز المركز بالفرش والأغطية والمخدات، وزود بالتيار الكهربائي عبر مولد خاص. ولفتت ناتالي بكداش إلى أن الشركاء الآخرين، مثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين «قدمت خيماً وبطانيات، وعدة للمطبخ والإنارة، بينما اليونيسف غطت احتياجات المياه الصحية كافة، أما منظمة الصحة العالمية فقامت بتقديم المعدات الطبية والموارد البشرية، والمشروع بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العربي السوري».
وتسبب النزاع الدائر في سوريا منذ 9 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، حيث دُمرت كثير من المستشفيات، وخرجت كثير من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة، وبحسب ناتالي بكداش، فإنه «من أصل 16 مشفى، يعمل مشفى واحد بكامل طاقته، و8 مستشفيات تعمل بطاقة جزئية، و7 لا تعمل على الإطلاق، مع نقص في الغذاء والدواء». وقد حذرت من أن هذه الحالة «لا تستوفي أي منطقة في شمال شرقي البلاد حد الطوارئ، وهو 10 أسرة لكل 10 آلاف شخص».
في سياق متصل، أعلنت خلية الأزمة التابعة للإدارة الذاتية رفع الحظر الكلي عن إقليم الجزيرة بعد فرضه منذ تاريخ الأول من الشهر الحالي، وأكدت في بيان نشر على حسابها الرسمي يوم أمس على ضرورة التزام المواطنين بالتدابير والإجراءات الوقائية، وفرض ارتداء الكمامات تحت طائلة العقوبات والغرامة المالية، ومنعت إقامة التجمعات بكافة أشكالها كخيم العزاء وصالات الأفراح والصلوات في دور العبادة وإقامة الحفلات وكافة أشكال التجمعات.


مقالات ذات صلة

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.