يخشى كثير من الأميركيين أن يكون التحول المفاجئ في إرشادات الاختبار الحكومية للأميركيين المعرضين لفيروس كورونا الجديد له تداعيات جديدة على أعداد الإصابات كما يتوقع البعض في الولايات المتحدة، إذ أجازت فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا بالبيت الأبيض هذا الأسبوع سياسة وأسلوباً جديداً يقضي بعدم فحص من لم تظهر عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا.
التحول المفاجئ هذا الأسبوع، يقضي بإصدار إدارة الأدوية والعقاقير الأميركية قراراً استثنائياً باعتماد اختبار أسرع لفيروس كورونا، وذلك في خطوة ترمي إلى دعم قدرات الفحص للمساعدة في احتواء الوباء المتنامي، ويتم تجربته على الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض، وهو ما أثار قلق خبراء الصحة العامة الخارجيين الذين حذروا من أن التغيير قد يسرع من انتشار المرض.
التوجيه الجديد، الذي تم تقديمه هذا الأسبوع، دون أي إعلان، على موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يحل محل النصيحة القائلة بأن كل شخص كان على اتصال وثيق بشخص مصاب يجب أن يخضع للاختبار لمعرفة ما إذا كان مصاباً بالفيروس أم لا، بدلاً من ذلك، نصت الإرشادات على أن الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض «لا يحتاجون بالضرورة إلى اختبار».
وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية المعروفة باختصار مسماها بـ(CDC) أن 40 في المائة من أولئك الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا ليس لديهم أعراض، لكنهم قد يكونون معديين للغاية وينشرونه لأشخاص آخرين.
وبحسب وسائل الإعلام الأميركية، فإن بريت جيروير أحد مساعد وزير الصحة الأميركية الذي يشرف على الاختبارات، نفى يوم الأربعاء الماضي، أن يكون الدافع وراء التحول قد جاء من البيت الأبيض، قائلاً إن فكرة تغيير إرشادات الاختبار نشأت معه ومع مدير مركز السيطرة على الأمراض روبرت ريدفيلد، بناءً على مخاوف من أن الناس يمكن أن تكون لديهم نتائج سلبية مضللة إذا تم إجراء الاختبار في وقت مبكر جداً.
وقال في مقابلة له: «يعتقدون أنها وسام شرف أن تحصل على نتيجة سلبية، وتذهب لتفعل ما ستفعله، ولكن من المهم جداً التركيز على الإجراءات التي يتعين على الأشخاص اتخاذها، بما في ذلك ارتداء الأقنعة والبقاء على مسافة آمنة من الآخرين». وفي مؤتمر عبر الهاتف مع المراسلين الصحافيين، قال جيروير إنه وريدفيلد ناقشا الفكرة مع جميع الأطباء في فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا بالبيت الأبيض، بما في ذلك أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية.
وبحسب المعلومات الواردة فإن جهاز الاختبار الجديد يتيح ظهور النتيجة في غضون ثلاث ساعات ونصف، ويمكن أن يحقق 4128 نتيجة في اليوم الواحد، وذلك يمثل زيادة في عدد الاختبارات عما كانت عليه، ويفتح الاعتماد الاستثنائي لهذا الاختبار الباب أمام استخدامه في الولايات المتحدة والأسواق التي تقبل الاعتماد وفقاً للمعايير الأوروبية.
وكانت الاختبارات الأميركية الخاصة بالفيروس قد واجهت عقبات بسبب عيوب في أدوات الاختبار التي وزعتها الحكومة الاتحادية في فبراير (شباط)، وكانت تسفر عن بعض النتائج الخاطئة. وأدى ذلك إلى تأخر البلاد في احتواء انتشار المرض الذي أصاب نحو 135 ألفاً على مستوى العالم، منهم 1660 في الولايات المتحدة.
«سياسة جديدة» للفحوصات في أميركا تثير جدلاً
تقضي بعدم فحص من لم تظهر عليه أعراض
«سياسة جديدة» للفحوصات في أميركا تثير جدلاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة